الجليد عدو الليمون في الحاصباني

المزارع يوسف الحرفاوي: «إننا نعيش مأسأة زراعية لم نشهد مثيلاً لها» (طارق أبو حمدان)
المزارع يوسف الحرفاوي: «إننا نعيش مأسأة زراعية لم نشهد مثيلاً لها» (طارق أبو حمدان)


أدّت موجات الرياح والجليد إلى إسقاط الثمار وذبول الأشجار في بساتين الليمون في حوض الحاصباني، بنسبة تجاوزت 95 في المئة بموسم القطاف وعز انتاجه، فأصيب مزارعو المنطقة بحالة من اليأس والقلق على مصيرهم ومصير القطاع الذي تتعاقب مشاكله عاماً بعد عام.

تبدو علامات الذهول والهموم واضحة على وجه المزارع يوسف الحرفاوي، أثناء تفقده بستان الليمون الذي يملكه عند ضفة نهر الحاصباني. ويقول إن «أشجار الحمضيات أصيبت بيباس كامل، وسقط ما تبقى من أشجار الليمون، تحديداً أبو صرة والموردي والسكري». ويشير إلى «أننا نعيش مأسأة زراعية لم نشهد مثيلاً لها، إذ كانت خسائرنا كبيرة في الثمار، والآن في الأشجار». ويسأل: «هل ستعوّض وزارة الزراعة علينا، وتنظر إلى وضعنا ومأساتنا اثر وقوع هذه الكارثة؟».

يقف المزارع أبو جورج الخوري حائراً أمام ما حصل من يباس في بساتين ليمون الحامض، إذ أدّت الرياح والعواصف إلى وقوع الثمار. ثم جاء الجليد فقضى على الأشجار. يقول: «الخسائر كبيرة، وكنا قد دفعنا أموالاً طائلة في الحراثة والتقليم والسماد والري في فصل الصيف، إذ كان يوجد شح في المياه، فاضطررنا إلى شراء الصهاريج بمبلغ 25 ألف ليرة لنروي 25 شجرة»، مطالباً «نوابنا بِحَثِّ الجهات المسؤولة على دفع التعويضات المستحقة».

أما المزارع فؤاد زويهد، فيشرح ما حصل لبساتين الليمون قائلاً إن «طبيعة الليمون الحامض لا تتحمل تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، في حين تدنت الحرارة في حوض الحاصباني إلى حدود 4 تحت الصفر. وتشكلت عندها طبقة من الجليد جمدت معها أوراق الاشجار فذبلت، لتصل خلال فترة قصيرة إلى حد يباس الأشجار بشكل كامل، ولم تعد تصلح سوى كحطب للنار».

ينظر زويهد بحرقة إلى أشجاره اليابسة، ويقول إن «ما حصل هنا كان مغايراً لطبيعة هذه المنطقة، التي لم تخذل اصحابها يوماً كما هو حاصل في هذه الفترة. الطبيعة القاسية حرقت بساتين ليمون الحاصباني، هكذا يمكن وصف ما حصل، ومن المستحيل عودة هذه الأشجار إلى اخضرارها. لقد ماتت جذورها وعلينا اليوم التفكير بزراعة أخرى تتحمل قسوة الطبيعة».

يوضح المزارع غسان بدوي أن خسائر مزارعي ليمون الحاصباني «كبيرة»، لأن إنتاج شجرة واحدة من الحمضيات يعطي نحو مئة دولار في الموسم الواحد، فيما حوض الحاصباني يضم نحو خمسين ألف شجرة حمضيات. فإذا تم احتساب الخسارة، وفق بدوي، «نصل إلى مبلغ كبير يعجز مزارع الحاصباني عن تحمله، والمطلوب حالياً التفاتة من الدولة والإسراع في دفع بدل الأضرار، لأن هذا حقنا».

أما مختار حاصبيا أمين زويهد، فيؤكد أن «أكثر من خمسمئة مزارع خسروا باب رزق مهما بالنسبة إليهم». ويسأل: «هل سيهتم المسؤولون في الدولة بما حصل؟».

تعليقات: