قرع جرس كنيسة جباع بعد طول انقطاع

تولت البلدية برعاية وتوجيه من ابن البلدة النائب محمد رعد تأهيل الكنيسة مع الحفاظ على تراثيتها كي تحتضن المسيحيين مجدداً
تولت البلدية برعاية وتوجيه من ابن البلدة النائب محمد رعد تأهيل الكنيسة مع الحفاظ على تراثيتها كي تحتضن المسيحيين مجدداً


هل يصل أهالي جباع ما قطعته سنوات طويلة؟

جباع –

عاد المسيحيون الى نفض الغبار عن منازلهم في بلدة جباع (اقليم التفاح) الأحد. لم يعودوا نهائياً، بل قرع بقوة جرس كنيسة السيدة العذراء المبنية في العام 1909 تمهيداً لاعادة وصل ما قطعته اسرائيل خلال احتلالها الجنوب عندما اضطر المسلمون والمسيحيون على السواء الى ترك أرزاقهم بحثاً عن أمان واستقرار.

وعلى رغم مضي 15 عاماً على تحرير الجنوب المحتل، كانت عودة المسيحيين الى قراهم في اقليم التفاح بوتيرة أقل من المسلمين مما دفع بلدية جباع بالتعاون مع "جمعية البر والاحسان الاسلامية" الى تحويل وفاة ابن البلدة المسنّ جوزف حداد مناسبة تساهم في "إعادة وصل العلاقة مع الجيل الثاني من أبناء البلدة من المسيحيين المقدر عددهم بزهاء الـ350 خصوصاً ان غالبيتهم لا تتردد على جباع الا في المناسبات" بحسب ما أكده لـ"النهار" رئيس بلدية جباع – عين بو سوار عدنان نعمه.

ولفت الى ان "البلدية تولت برعاية وتوجيه من ابن البلدة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد تأهيل الكنيسة مع الحفاظ على تراثيتها كي تحتضن المسيحيين مجدداً خلال قداس الاحد باحتفال شعبي ورسمي لراحة نفس فقيد عائلة حداد تمهيداً لمعاودة قرع الجرس قبل قداس الأحد اسبوعياً، في الكنيسة المجاورة لجامع البلدة القديم، والصرحان الدينيان كانا قد بنيا بقرار واحد إبان العهد العثماني".

واحتشد اهالي البلدة مسلمين ومسيحيين في كنيسة السيدة التي لا يمكن الوصول اليها إلا مشياً وسط الأزقة الضيقة القديمة ليشاركوا في قرع الجرس قبل قداس الاحد للمرة الأولى بحسب أهالي البلدة منذ العام 1977، عندما توفيت الممرضة نمنس نحاس وتولى أهالي البلدة المسلمون دفنها وفق الطقوس المسيحية بعدما استعانوا بالمطران سليم غزال ليقيم القداس عن راحة نفسها، وتغنى المطران بهذه الواقعة الوطنية لاحقاً إبان الحرب الأهلية بمقالة نشرتها جريدة "النهار" في ذلك الوقت.

وكان في مقدم الحضور الذين ضاقت بهم الكنيسة الى النائب رعد، النواب ياسين جابر وعبد اللطيف الزين وميشال موسى وعلي عسيران وهاني قبيسي وجمع من الفاعليات وعائلات البلدة.

وبعد القداس ألقى رئيس "جمعية البر والاحسان" محمد عيسى كلمة قال فيها: "عندما بادرتنا فكرة هذا القداس سألني كثيرون هل هناك مسيحيون في جباع وهل هناك كنيسة أساساً؟ وهل النائب رعد سيتحدث داخل هذه الكنيسة؟ لذلك قررنا ان تكون هذه المناسبة صورة عن لبنان العيش المشترك الذي نريد".

وقال رعد إن "جباع وعموم بلدات جبل عامل ومدنه لم تكن جزءاً من الحرب الأهلية، وجل ما تعرض له أهل الجنوب كان نتيجة موجات الحقد الصهيونية مما اضطر العديد من أبناء البلدة ومنهم آل حداد الى أن ينزح بعضهم بحثاً عن الرزق وهاجر آخرون، لكنهم كانوا يتواصلون دوماً مع أبناء بلدتهم، حتى أنهم أبقوا قيد سجلاتهم في بلدة جباع".

جرس نفض الغبار عنه
جرس نفض الغبار عنه


تعليقات: