أين الأقمار الاصطناعية من اعدام الطيار الأردني؟

لو كانت لحظة الجريمة في فترة تغطية الأقمار الاصطناعية لكان تم التقاطها
لو كانت لحظة الجريمة في فترة تغطية الأقمار الاصطناعية لكان تم التقاطها


لا يزال العالم يعيش ترددات اعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً على يد تنظيم "الدولة الاسلامية"، وسط تساؤلات عدة عن عجز التحالف الدولي بقدراته العظمى على انقاذ هذا الطيار وغيره من الرهائن الذين أجهز عليهم "داعش".

كان واضحاً من الفيلم القصير الذي نشره "داعش" أن عملية اعدام كساسبة احتاجت إلى وقت وافر، أكان في تجهيز مسرح الجريمة أو تهيئته لتصوير الفيديو الهوليوودي المرعب والأكثر احترافاً في الاخراج والمونتاج. وفي هذا السياق، طرح سؤال عن قدرة الأقمار الاصطناعية على اكتشاف الموقع وحركة "الداعشيين" غير الطبيعية، وبالتالي امكانية عرقلة تنفيذ العملية؟

سؤال يضعه كثيرون في دائرة "المؤامرة"، لكن اللواء المتقاعد الأردني فايز الدويري أجاب على هذا السؤال بكل شفافية، معرفاً أولاً الاقمار الاصطناعية بانها "احد وسائل الاستطلاع المتطورة جداً، تعمل في شكل متحرك غير ثابت، وتكون تغطية القمر متواصلة، ويهتم بتحديد المعالم وكل ما على الكرة الأرضية، وفي بعض الحالات يستطيع تحديد امراض النباتات، لهذا يمثل عمل هذه الأقمار عملية دقيقة جداً ومتطورة".

ويقول الدويري لـ"النهار": "لكل قمر تغطيته الخاصة، بحسب موقعه، وعندما يتحرك مثلاً في اتجاه الشرق يكون جزء من ايران ضمن تغطيته، فيما تكون مناطق العراق خارج التغطية، وهذا السبب دفع بعض الدول إلى زيادة عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً في المناطق الحرجية، لتتحرك في شكل متتالي حتى لا يكون هناك فجوات في التغطية".

ويعود الدويري إلى فنرة "عاصفة الصحراء" (حرب الخليج الثانية – تحرير الكويت)، مذكراً بانه "في العام 1992 كانت هناك محاولات لتغطية كاملة بالأقمار الاصطناعية لمدة 24 ساعة يومية، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، وكان العراق ينقل صواريخ سكود (ارض – أرض) من غرب العراق من مكان الى آخر ويطلقها على اسرائيل، واطلق حينها نحو 39 صاروخاً ولم تستطع الاقمار الاصطناعية ان تحدد اماكن انطلاق الصوراريخ، بسبب انها كانت خارج التغطية".

أما في ما يتعلق بعملية اعدام الطيار الأردني، فيشير الدويري إلى انه "بحسب الفيديو فكان واضحاً ان العملية تمت في منطقة فيها كسارات ومقالع، وكان هناك العديد من الجنود، ولو كانت لحظة الجريمة في فترة تغطية الأقمار الاصطناعية لكان تم التقاطها، إلا انه يبدو أن لدى "داعش" تقنيات متقدمة ومعلومات وافرة عن هذا الأمر، ففي هذا التنظيم ضباط من الحرس الجمهوري العراقي وكان لدى الجيش العراقي هذه الاحداثيات ويبدو ان "داعش" لديهم معرفة بالتوقيت التي تكون فيها التغطية غائبة على منطقة ما، وبالتالي استغلوا الوقت بين تغطية قمر وآخر ونفذوا هذا العمل".

تعليقات: