ذهبت غير مأسوفٍ على شبابها

ذهبت غير مأسوفٍ على شبابها..  وأختها 2015 انشاء الله تكون أفضل منها، مع التمنّي بأن لا تترحمون على سابقتها
ذهبت غير مأسوفٍ على شبابها.. وأختها 2015 انشاء الله تكون أفضل منها، مع التمنّي بأن لا تترحمون على سابقتها


"‎

للوهلة الأولى تقف متسمراً مشدوهاً عندما تقع عيناك عليهاً، ومن ثم تصحو من الدوخة التي أصابتك من النظر الى هذا الجمال الأخاذ، الذي يعيد إليك صباك، وتنسى شيبتك ووقارها والسنين التي تجاوزت السبعين وقاربت على العقد الثامن.

نظرت اليها وحاولت الكلام معها فارتجفت شفتاي ووقف شعر رأسي الذي بيضته السنين وكأنها لحظت علىّ الإرتباك فأبتسمت، هنا نسيت نفسي وعكازتي التي اتوكأ عليها وظننت انني ما زلت في ريعان الصبا، وتقدمت بعد ان فركت يداي ومن ثم عيناي لأتأكد من انني انا في اليقظة وليس في حلم، بادرت أهلاً بشيخ الشباب، عندها طرت فرحاً ولم تسعني الدنيا كلها وانا اقل من ذرة فيها، ورديت التحية بأحسن منها وقلت شكراً يا احلى وأجمل الفتيات، ولم ابالغ فقد كانت أنوثتها طاغية وغنجها يلعب بالرأس اكثر مما يفعل الخمر، أبعده الله عنًّا، وقلت الآن تحقق ثلاث مِن ما قاله شوقي "نظرة فأبتسامة فكلام فموعد فلقاء".

النظرة والإبتسامة والكلام قد تحققوا، وصارحتها وقلت الآن بقي الموعد ومن ثم اللقاء ، قالت بالرغم من الشيخوخة سألبي الطلب موعدنا غداً صباحاً تحت شجرة البلوط وذهبت ؟!!

كيف انام وغداً موعد مع اجمل فتاة، الواقع كنت مرتبكا ولاحظت ام العيال ورفيقة العمر علىّ هذا الإرتباك لأنني لم اعتاد على هذا ولم اعودها، ولكن القدر او حسن او سؤ الحظ الذي أوقعني في هذه الورطة، وبقيت انتظر موعد الصباح حتى حان ولم اصدق، وذهبت للمقابلة مرتدياً اجمل ما عندي ووصلت الى المكان المضروب فيه الموعد، اي تحت الشجرة لأجد كتابة على جذع الشجرة رحلت وكل ما كان بي من مصائب ولن اعود وأختي 2015 قد تكون أفضل مني وآمل بأن لا تترحمون عليًٰ.

فعلاً رحلت غير مأسوفٍ على شبابها لما جابته لنا من ويلات ومصائب قد لا يمحوه كل اخواتها التي سبقوها والذين سيأتون بعدها، وهي تأمل بأن يكون عام 2015 أفضل منها للبشرية وليس الأسوأ حتى لا نترحم عليها لأنها تشعر بالذنب لما فعلته بنا.

ورأي ومن البوادر التي ابتدأت قبل ان يبدأ العام الجديد 2015 بأن مصائب وويلات سيجر هذا العام سوأً كان من الناحية الإقتصادية او الأمنية بشتى اشكالها والأهم الأمن الغذائي.

أرجو الله ان تكون نظرتي في غير محلها.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: