من روائع القصص

يجب التحلي بالأخلاق والتعامل مع بعضنا دون فوارق، والرأفة بالحيوان كما هو يرأف بنا، والتحلي دائماً بالصبر والإيمان
يجب التحلي بالأخلاق والتعامل مع بعضنا دون فوارق، والرأفة بالحيوان كما هو يرأف بنا، والتحلي دائماً بالصبر والإيمان


هذه القصة حقيقية حصلت منذ اكثر من 75 سنة مع عائلة فقيرة كانت تعيش في بلدة جنوبية لبنانية وربّ بيتها رجل مشهور بين أبناء بلده بالزهد والإيمان بالله والأمانة.

في احد الأيام وقبل صلاة الظهر، طلبت الزوجة ان يأتي لها بأي شيء لتجهز الغداء ، ولكن الرجل استمهلها حتى بعد صلاة الظهر لعل الله يجد له مخرجاً ، حيث لا يملك من المال ما يستطيع شراء ما يسدّ الرمق، إلا ان الزوجة الحت عليه بعصبية ، وببرودة اعصابه وسعة صدره قال لها سآتي لك ان شاء الله بالغداء بعد الصلاة، وطرح "المصلية" أرضاً وابتدأ بمقدمة الصلاة الآذان ومن ثم الإقامة.

عقد النية وأكمل الركعة الأولى من فريضة صلاة الظهر وما ان ابتداء بالركعة الثانية حتى وقفت على المصلية ( قطـة ) تحمل بأسنانها دجاجة مطبوخة رمتها أمامه وذهبت حال سبيلها، والزوجة تشاهد هذا المنظر مشدوهة مما يحصل .

اكمل الرجل صلاته والتفت نحو الزوجة وقال: الم اقل لك بأن الله لا ينسى عباده الصابرين.

في اليوم الثاني وكالعادة يجتمعون الجيران في دكان جار لهم أوضاعه المادية حسنة، وقص هذا الرجل ما حدث بالأمس ، فتبسم الجار صاحب الدكان وقال : انت احق فيها منّا ، لذلك ساقها الله لكم لأنكم الأحوج ، ونحن نعرف تماماً عزة نفسك بأن لا تتطلب ولا تقبل المساعدة معتمداً على الله بزهدك وأيمانك.

هذه الواقعة التي اعرف ابطالها الله قُصد منها الأمور التالية:

١- ان الله لا يتخلى عن عبدٍ صالح ( لقول سيدنا ابراهيم ربنا إني اسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ابراهيم 37 ).

٢- بساطة ذاك الجيل من واسع الحال الى أدناه.

٣- حتى الحيوان "القطة" تركت أفضل صيد لها وقدمته للعبد المؤمن ( بفضل الله وحكمته ) .

ان العبرة التي يجب ان نأخذها التحلي بالأخلاق والتعامل مع بعضنا دون فوارق، والرأفة بالحيوان كما هو يرأف بنا، والتحلي دائماً بالصبر والإيمان.

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: