صورة أزلية‎

خيوط المطر رسمت في اللحظة  درباً ملوّنة ممتدّة بين الارض والسماء
خيوط المطر رسمت في اللحظة درباً ملوّنة ممتدّة بين الارض والسماء


...اختصرن الزمن ...بكين،

ودموعهن تدحرجت ككرات ثلج غاضبة لم تثلج قلوبهن،

وخيوط المطر رسمت في اللحظة

درباً ملوّنة ممتدّة بين الارض والسماء،

ولا ذنب لهن الا انهن القت بهن الجغرافيا جنوباً

حيث المعاناة الممتزجة بالشوق الكبير للوطن...

وقصّتهن مع السماء طويلة..

يتشابه سردهن والقصة واحدة

ذهب الابناء وبقيت اللوعة للأباء...

وفي لحظة السكون التفتت احداهن وارتفع صوتها بالبكاء:

كيف سنمشي على الارض بدون ابناء

واردفت الاخرى بدون بكاء: رفض الا ان يسقي الارض بالدماء...

واجهشت الثالثة وعلقت حشرجات في فمها...

والمطر ما زال ينهمر،

وتظهر على اسفلت المدينة،

فوق البرك االصغيرة، فطور صغيرة،

تتواثب وتتناثر...ثم تختفي.

تحررت الارض ويرفضن العودة الى الديار...

بدون ابناء..

حتى انبرت احداهن من الدار،

قلبتم الفرح الى عزاء،

ومن احق منكن بالفرح؟!

ها قد تزوج ابناؤكن من عرائس الارض

وقلّدتم مفاتيح السماء...

لا يحق لكن البكاء...

ليسوا من الاموات...

كيف يموت من زرع زهرة تتضوع

بالعزة والعلاء..

لا بالفناء.

ادخلوا الارض ولو كنتم بلا ابناء

**

**

**

..

تكوّنت الارض بلون السماء

واحتجبت الاقمار

واعتذرت الشموس

في تحالف لم تشهده الارض

وكان القرار

لن ترتقع الشمس لتعطي النور

من سكت عن رؤياكم

ولن يخيّم الليل بالسكينة

على عدوكم الذي ارداكم

وما اعترفت يداه

هنيئاً لكم بيوت السماء

يا مشاعل بلادي

يا صورة أزلية

يا وجهاً مشرقاً

ومعنى آخر

للحرية.

*هيفاء نصّار

تعليقات: