يسرق ويطلب شرفية

أحد فلاحي قرية سحماتا كان يملك ثوراً للحراثه، وفي احد الايام فقده، سأل عنه وجال  كثيرأً في المحيط القريب  والقرى البعيدة فلم يعثر عليه
أحد فلاحي قرية سحماتا كان يملك ثوراً للحراثه، وفي احد الايام فقده، سأل عنه وجال كثيرأً في المحيط القريب والقرى البعيدة فلم يعثر عليه


سحماتا : احدى قرى الجليل الاعلى حتى عام 1948، سكانها من المسلمين واقلية من المسحيين. كانت من القرى الكبيره ومن بين مخاتيرها اشتهر المرحوم العبد علي الذي عرف بالاخلاص في عمله واهتمامه باهل بلدته وحرصه على مصلحتهم.

واليكم هذه القصه ايامه:

يحكى ان أحد فلاحي قريته كان يملك ثوراً للحراثه، وفي احد الايام فقده، سأل عنه وجال كثيرأً في المحيط القريب والقرى البعيدة فلم يعثر عليه. ومن شدة حزنه على ثوره استمرّ بالسؤال والتجوال، إلى أن وصل به الأمر الى منطقة الكابري. وهناك التقى باعرابي فاستجوبه لعله يعرف شيئأ عن ثوره.

فما كان من الاعرابي الا ان لمح له انه سمع شيئأ عن الثور، لكنه رفض ان يفصح له عن هوية السارق.

اضاف الاعرابي قائلاً: سمعت عن فلان من منطقتكم، عرّج عليه واسأله، لا بد انه يعرف، ولكنه لم يصرح ان كان الثور على قيد الحياة!

وبالفعل رجع الى منطقة سكناه حيث وصل بيت اعرابي اخر يسكن مثلث ترشيحا - يانوح - سحماتا، استفسر منه عن ثوره، ولكن الاخير نكر ذلك واصر على انكاره.

اما ابن سحماتا الذي اقتنع انه وجد الجاني ألحّ على الاعرابي وبقى عنده تلك الليلة، طالباً منه عند الصباح ان يذهب معه الى مقام النبي سبلان (ع) بالقرب من حرفيش ليقسم يميناُ بانه لا يعرف شيئأ عن الثور.

وحسب العادات والاصول فقط طلب ليلتها من الاعرابي ان يغتسل ليصل الى المقام نظيفاً طاهراُ ومع الفجر خرج الاثنان في طريقهما الى المكان المذكور.

وعندما اطلا على المقام من جهة سحماتا، شعر الاعرابي بان الامور جيدة وليس له من حيله ليرتاح من ذلك المأزق.

فقال مخاطبأ ابن سحماتا :

اننا مقبلين على نبي كريم والذي يهضم حق الاخرين، لا ابد ان يعاقب وربما قبل الوصول الى المقام. حيث استصرخ النبي سبلان ان يظهر الحق وان يعثر الجاني على الطريق انما بالمرض او الحريق.

فما كان من الاعرابي وبخطة غريبة انه رمى رماد غليونه المشتعل على ظهر ابن سحماتا، حيث احس الاخير بحرق في ظهره خاف ابن سحماتا واستصرخ الاعرابي ليعينه على اطفاء الحريق.

وعليه اصر الاعرابي انه يبرئه من تهمة السرقة ولا داعي للوصول الى المقام، لم يكتفي بفعلته هذه انما اصر انه بريئ وراح يطلب شرفية من ابن سحماتا.

احتار الفلاح في امره ووصلا الى بيت المختار حيث قص كل منهما قصته فاقتنع المختار من براءة الاعرابي وامر باعطائه بعض الحبوب كشرفية منه له ومن ثم اقرض ابن قريته مبلغ من المال لليذهب الى سوق بنت جبيل ليشتري ثوراً بديلاً .

اما الاعرابي طارت به الارض فرحاُ، لم يسرق فقط انما بانت برائته وحصل على شرفية.

نعم انها قصه نادره كيف ان الاعرابي سرق، ذبح الثور ودعى الاخرين للوليمه، انكر فعلته واوجد طريقة ليثبت براءته , اظهر شدة خوفه من الانبياء وطلب شرفية وحصل عليها ولكن فيما بعد عرف عن وفاته بظروف غامضه وتعرضت عزبته لسطوا على يد اعرابي آخر.

والذي اريد ان انوه إليه هنا ان مجتمعنا وفي حالات كثيره لا يقول الحق ويغطي على فعلة الجاني، لكن الله تعالى يمهل ولا يهمل ولا بد انه سيلقى عقابه ولو بعد حين. ولا بد ان الحق يعلو على الباطل ويخمده.

جمعها فواز حسين 26/12/1993

تاريخ النشر4/12/2014

حرفيش .

تعليقات: