روائح كريهة تفوح من الحاصباني والتلوّث يجتاح النهر

مياه الحاصباني أشبه بالزفت الأسود
مياه الحاصباني أشبه بالزفت الأسود


أوبئة ومجار وزيبار زيتون تُنهِك الثروة السمكية

حاصبيا:

تشكِّل مشكلة تلوّث مياه نهر الحاصباني واحدة من أخطر المشاكل البيئية التي تعانيها هذه البقعة الخضراء، التي تمتد من منطقة رأس النبع شرقا وحتى الوزاني جنوبا، باعتباره الشريان الوحيد الذي يروي هذه المنطقة.

هذا التلوّث سببه تسرّب كميات كبيرة من المياه الآسنة والصرف الصحي الى مجرى النهر مع كل شتوة مصدرها القرى والبلدات المجاورة عبر المجاري الشتوية التي تصب جميعها في مجراه، تضاف اليها، وفي مثل هذا الوقت من كل عام، كميات مماثلة من زيبار الزيتون وملوثاتة من المعاصر المنتشرة بشكل عشوائي في هذه القرى والبلدات، فتتحوّل عندها مياه النهر العذبة إلى سوداء داكنة تفوح منها الروائح الكريهة، كما تصبح مبعثا للاوبئة التي تكاد تقضي على الثروة السمكية والحياة المائية فيه، ناهيك عن الاضرار الفادحة التي تطال البساتين المحاذية لضفتيه، وخاصة تلك المزروعة بالخضار والفاكهة، الامر الذي بات يتطلّب تدخّلا سريعا من قِبل الجهات المعنية لمحاصرة هذه المشكلة والحد من مخاطرها وإيجاد حلول جذرية لها، عبر خطة شاملة ومدروسة ترفع هذا الضرر عن مجرى النهر، خاصة أن كل المحاولات التي لجأت اليها خلال السنوات الماضية العديد من بلديات المنطقة، بالتعاون مع جمعيات ومؤسّسات محلية واجنبية، قد اثبتت فشلها لعدم قدرتها المالية على معالجة هذه المشكلة المزمنة.

ويشير رئيس «اتحاد بلديات الحاصباني» منير جبر الى «ان مشكلة تلوث نهر الحاصباني مزمنة، وان الاتحاد ومنذ اليوم الاول لتأسيسه رسميا، وضع هذه المشكة في سلم اولوياته، وقد تبيّن من خلال الدرسات التي قمنا بها ان الحل يتطلب انشاء محطة كبيرة لتكرير المياه الملوثة قبل وصولها الى مجرى النهر وتنفيذ مثل هذا المشروع يتطلب ميزانية مرتفعة تفوق قدرة الاتحاد، وهناك مساع حثيثة نقوم بها مع بعض الجهات المعنية بهذا الشان لحل هذه المشكلة بشكل جذري».

مختار حاصبيا الشيخ امين زويهد وصف التلوث الذي يجتاح نهر الحاصباني «بالكارثة الحقيقية التي لا يمكن السكوت عليها بعد اليوم»، لافتا الى «ان تجمع مخاتير حاصبيا، بالتعاون مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الاهلية، بذلوا خلال السنوات الماضية جهودا مكثفة مع اصحاب المعاصر ومع المراجع المختصة، من اجل ايجاد حلول آنية من شأنها حماية مجرى النهر من اي تلوث باعتباره شريان الحياة الرئيسي لحاصبيا ومنطقتها». وأمل زويهد من الجهات المعنية «إيلاء هذه المشكلة اهتماما خاصا عبر تطبيق الانظمة والقوانين البيئية المرعية الاجراء بحق المخالفين للحفاظ على هذه النعمة وحمايتها من كل اذى».

تعليقات: