«الأفوكادو» ثمرة صحيّة.. تصلح تماماً للزراعة في أراضينا

فوائد الأفوكادو لا تنحصر في مجال تناوله كطعام، وذلك لأنه يتمتع بخصائص أخرى، تجعل منه علاجاً خارجياً أيضا
فوائد الأفوكادو لا تنحصر في مجال تناوله كطعام، وذلك لأنه يتمتع بخصائص أخرى، تجعل منه علاجاً خارجياً أيضا


زراعات بديلة تنمو في غياب الدعم الرسمي

غالباً ما يلجأ المزارعون إلى تنويع زراعاتهم وهم متروكون لمصيرهم يواجهون مشكلات لا عدّ ولا حصر لها، من كلفة الإنتاج وصولاً إلى تسويقه، كما هي حال مزارعي التفاح في هذه الفترة وهم يدأبون لتصريف الانتاج وسط مخاوف من تلف كميات كبيرة منه.

ولأن المزارعين محكومون بالعمل في هذا القطاع فهم دائمو البحث عن زراعات بديلة، يخفقون أحيانا وينجحون في أحيان كثيرة.

فعلى سبيل المثال، لم تنجح زراعة أشجار «القشطة» في بعض المناطق، وتبين أن الطبيعة الجبلية غير ملائمة لتأمين نوعية جيدة ووفرة في الانتاج، فيما نجحت زراعة «الكيوي» وأصبحت على قائمة الروزنامة الزراعية في عاليه والمتن الأعلى. وقبل سنوات عدة نجحت أيضاً زراعة «الأفوكادو Avocado» وسط إقبال كبير على زراعتها، ولا سيما في المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 600 و1000 متر عن سطح البحر، وبدأ المزارعون بتسويقها على نطاق واسع وبأسعار منافسة للأفوكادو المستورد من الخارج، ولعل لهذا السبب تدنت أسعاره، حتى أننا ما عدنا نرى إلا نادرا الأفوكادو الأجنبي في المحال التجارية.

في المقابل، يجمع مزارعون التقتهم «السفير» على أن زراعة الأفوكادو تنمو بمعزلٍ عن الدعم الرسمي. ويؤكّد المزارعون أنّ الأفوكادو قادر على المنافسة ويمكن تصدير كميات كبيرة منه إلى الخارج لا سيما الدول العربية، إنما ذلك يبقى رهناً بالدعم الحكومي له، لا سيما وزارة الزراعة.

التغيّر المناخي

يقول رئيس «جمعية غدي» البيئية المسؤول عن المشتل الزراعي الخاص بالجمعية فادي غانم ان «ثمة عواملَ كثيرة دفعت المزارعين الى زراعة الأفوكادو «اهمها التغير المناخي الذي بات أمرا واقعا يتكيف معه المزارع». وقال: «صحيح أن مشتلنا الزراعي القائم على أرض تابعة للرهبانية الشويرية في بلدة بمكين – قضاء عاليه في إطار شراكة وتعاون مع مدرسة النهضة – دير الشير لا يتوخى الربح ويهدف إلى تشجيع زراعة الاشجار الحرجية اللبنانية المنشأ، إلا ان من بين أهدافنا أيضا رفد المزارعين ومساعدتهم لزراعة أنواع جديدة من الأشجار المثمرة، ومن بينها الأفوكادو»، مشيرا إلى أن «البيئة تفترض إيلاء قضايا التنمية اهتماما يوازي الاهتمام بقضايا التلوث والاعتداء على الاحراج والثروات الطبيعية».

ويلفت الانتباه إلى اننا «نؤمن للمزارعين الأغراس، لكننا نؤكد لهم على ضرورة اعتماد الأفوكادو كنوع إضافي من زراعاتهم وألا يتخلوا عن الزراعات التقليدية»، مشددا في الوقت نفسه على أهمية «تكييف الزراعة في لبنان مع التغير المناخي ولكن من دون المغامرة وبخطوات مدروسة».

إقبال كبير

المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد (صاحبة مشتل زراعي في منطقة عاريا) توضح أن «هناك إقبالا كبيرا على شراء أغراس الأفوكادو بعدما انتشرت زراعتها منذ نحو عشر سنوات في منطقة عاليه الوسطى وفي المتن الأعلى، ولا سيما في قرى: عاريا، شويت، العبادية، رويسة البلوط، بعلشميه والهلالية، وهي قرى متوسطة الارتفاع (600 و800 متر)».

وتفيد بأن «كثيرين يزرعونها على ارتفاع 1000 متر، وهي تثمر بكثرة على هذا الارتفاع، الا في حال كان الطقس متطرفا لناحية البرودة». وتشير الى أن «التغير المناخي جعل من المناطق متوسطة الارتفاع مناطق مثالية لزراعة الأفوكادو، لأنه في السابق كان من الصعب أن تنتج بكميات كبيرة في مناطق جبلية».

وترى أبو سعيد أن «ما شجع المزارعين على زراعتها هو أن أمراضها قليلة، مقارنة مع الأشجار الجبلية المثمرة، فضلا عن أنها تنمو بسرعة وتبدأ الانتاج بعد ثلاث سنوات وبعد خمس سنوات تنتج الثمار بكميات كبيرة وهي تنمو لتصبح بحجم شجرة الجوز».

تسويق الإنتاج

يخبر المزارع إيلي ماضي قصّته مع هذه الزراعة، يقول: «زرعت في البداية شجرتين منذ 7 سنوات، والآن لدي 40 شجرة ومنذ سنتين أسوق الانتاج في بيروت وبعض أسواق عاليه والمتن الأعلى». ويضيف: «في البداية زرعت غرستين لمعرفة ما إذا كانتا ستنموان وتثمران وفوجئت بوفرة ثمارهما وحجمها ومذاقهما ما شجعني على المضي في التجربة وزراعة أغراس جديدة عاما بعد عام».

ويلفت المزارع سعيد ابو زين الدين الانتباه إلى أن «اعتمادنا على زراعة الافوكادو ساهم في جعل هذه الثمرة في متناول الجميع»، مذكّراً بأنه «قبل أن تتوسع زراعة الافوكادو الى المناطق المرتفعة كان سعر الكيلو يتجاوز الـ 10000 آلاف ليرة، فيما تدنت أسعاره الى 3 و 4 آلاف مؤخرا، حتى أنه كانت تباع كل ثمرة على حدة كما كان الحال مع (الكيوي)».

ويوضح طوني النوار أن «في مقدورنا التصدير إلى الخارج ولا سيما إلى الدول العربية، إذا ساعدتنا الدولة في مجال التوضيب وفق معايير معينة لان انتاجنا قادر على المنافسة»، ويرى أن «وعي المواطن بأهمية الافوكادو كقيمة غذائية وعلاجية ساهم أيضا في الاقبال على هذه الثمار».

* انور عقل ضو - السفير


------------ ------------- -------------

فاكهة الافوكادو.. للتغذية السليمة


على الرغم من أن الكثيرين يتجنبون الأفوكادو، نظراً لارتفاع نسبة الدهون فيه، إلا أن معظمها من الدهون الأحادية غير المشبعة المفيدة للصحة، ولصحة القلب بشكل خاص، ويحتوي نصف ثمرة أفوكادو كبيرة على 20 غراماً من الدهون، لكن ثلثي هذه الدهون أحادية غير مشبعة، وهي خالية من الكوليسترول.

كما تحتوي نصف ثمرة أفوكادو كبيرة على ضعف كمية الألياف الغذائية الموجودة في تفاحتين، والمعروف أن الألياف الغذائية مهمة جداً في ضبط مستويات السكر في الدم، وفي الوقاية من الإمساك ومن سرطان القولون.

أظهرت الأبحاث الحديثة أن الأفوكادو، مصدر مهم للمواد الكيميائية النباتية، التي تحمل اسم (بيتا سيتوستيرول) وهي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول السيئ في الدم.

وقد نشرت مجلة دكتور العلمية في عددها الأخير نتيجة الدراسة الميدانية التي أجريت على مجموعتين من النساء وأثبتت الدراسة أن المجموعة التي أعتمدت في غذائها على ثمرة الأفوكادو أنخفض مستوى الكوليسترول بنسة 8.2%، كذلك أنخفض أيضا مستوى عنصر اللايبوبروتين الضار قليل الكثافة والذي يسبب انسداد الشرايين بنسبة 9.1%، بينما انخفض معدل الكوليسترول في المجموعة الثانية والتي لم تتناول الأفوكادو بنسبة 4.9% فقط بينما انخفض عنصر اللايبوبروتين بنسبة 2.6% فقط.

الأفوكادو غني جداً بمضادات الأكسدة(غلوتاثيون) الذي يساعد من التخفيف من أعراض الشيخوخة المبكرة، وعلى مكافحة بعض أشكال السرطان، ومرض القلب، ويعود ذلك إلى كون مضادات الأكسدة قادرة على إبطال مفعول الجزيئات الحرة الضارة التي تهاجم الخلايا السليمة.

يحتوي الأفوكادو على كمية كبيرة من اللوتين، وهو واحد من (الكارروتينويدز) الذي يقي من الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن إعتام عدسة العين، ومن تلف الخلايا البصرية، وبالتالي من العمى الذي يصيب المتقدمين في السن.

يعتبر الأفوكادو واحداً من المصادر المهمة لفيتامين E ، ويكفي نصف ثمرة كبيرة، لتوفير كل ما يحتاج إليه الجسم في اليوم، من هذا الفيتامين للأكسدة.

الأفوكادو غني بفيتامينات أخرى خاصة الفيتامين B ، وبالأملاح المعدنية الضرورية، مثل البوتاسيوم والمغنسيوم.

الأفوكادو سهل الهضم، ينشط الكبد، ويساعد على تصريف الفضلات من الأمعاء، ويقضي على الغازات.

يعتبر الأفوكادو غذاء شبه كامل، يساعد على ترميم الخلايا، وينصح بتناوله أثناء فترة النقاهة من الأمراض.

الأفوكادو يسهم في تهدئة الأعصاب، وفي التخلص من التوتر.

وفوائد الأفوكادو لا تنحصر في مجال تناوله كطعام، وذلك لأنه يتمتع بخصائص أخرى، تجعل منه علاجاً خارجياً أيضا.

------------ ------------- ---------------

أنواع الأفوكادو


الباكون

أخضر اللون متوسط الحجم، يترواح حجمه من ٦-١٢ أونص. يحصد في آواخر الخريف وأول الربيع. قشرته ناعمة ورقيقة لبه أصفر.


فورتي

الأكثر شهرة عالي الجودة. شكلها مقارب للكمثرى وبذرتها متوسطة الحجم وحجمها يترواح مابين ٥-١٤ أونص. قشرتها رقيقة وخضراء أما اللب أخضر يشبه الزبدة.

جون

بذرتها صغيرة حجمها شبيه بالبنجر يترواح مابين ٦-١٥ أونص. قشرتها خشنة فيها نتوءات لونه أخضر أما اللب شبيه بالزبدة لونه أصفر يميل للذهبي.

هاس

متوفر طوال السنة يتميز بطول عمره فهو ينفع للتخزين. شكله بيضاوي حجمه حجمه يتراوح مابين ٥-١٢ أونص. بذرته صغيرة وقشرته قاسية سميكة يتحول يدكن لونها بسرعة أما اللب أخضر فاتح مشابة للكريمة.


بنكرتون

يتواجد بالشتاء شبيه بالكمثرى يتميز بطوله بذرته صغيرة حجمها كبير ٨-١٨ أونص.


ريد

متوفر في الصيف مستدير الشكل حجمه يترواح مابين ٨-١٨ أونص بذرته متوسطة الحجم قشرته سميكة واللب شبيه بالكريمة.


زوتانو

متوفر طوال السنة شبيه بالكمثرى يتراوح حجمه مابين ٦-١٤ أونص يمتاز بقشرة خضراء فاتحة.

المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد: نجحت زراعة «الأفوكادو Avocado» ولا سيما في المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 600 و1000 متر عن سطح البحر 	(أنور ضو)
المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد: نجحت زراعة «الأفوكادو Avocado» ولا سيما في المناطق التي يتراوح ارتفاعها بين 600 و1000 متر عن سطح البحر (أنور ضو)


قبل أن تتوسع زراعة الافوكادو الى المناطق المرتفعة كان سعر الكيلو يتجاوز الـ 10000 آلاف ليرة، فيما تدنت أسعاره الى 3 و 4 آلاف مؤخرا
قبل أن تتوسع زراعة الافوكادو الى المناطق المرتفعة كان سعر الكيلو يتجاوز الـ 10000 آلاف ليرة، فيما تدنت أسعاره الى 3 و 4 آلاف مؤخرا


 الأفوكادو غني بفيتامينات كثيرة خاصة الفيتامين B    ، وبالأملاح المعدنية الضرورية، مثل البوتاسيوم والمغنسيوم
الأفوكادو غني بفيتامينات كثيرة خاصة الفيتامين B ، وبالأملاح المعدنية الضرورية، مثل البوتاسيوم والمغنسيوم


تعليقات: