المعرض الفرانكوفوني: «الكتاب يضرّ بالحماقة»

من افتتاح معرض الكتاب الفرانكوفوني في البيال امس (بلال قبلان)
من افتتاح معرض الكتاب الفرانكوفوني في البيال امس (بلال قبلان)


تتشابه السنوات من عام إلى آخر، وتختلف في الوقت عينه. ومن سنة إلى أخرى يأتي معرض الكتاب الفرانكوفوني الذي يذكرنا بما كان عليه في أعوام سابقة وليقترح علينا في نسخته الراهنة، أشياء جديدة ننتظرها. والكلام يبقى يتأرجح بين مديح الافتتاح، وبين ما ننتظر من نشاطات قد تؤكد هذه الحماسة، أو قد تنفيها، وإن كان ذلك كله لن يعني في نهاية الأمر أننا بعد انتهائه لن ننتظر عاماً آخر ليعاود حضوره في السنة المقبلة.

هذه هي حالة معارض الكتب. علينا أن نقبل بها. أن تكون موجودة في بلاد منهكة ومتعبة وجاهلة لما قد يحدث في غدها، أفضل بكثير من أن لا تكون. على الأقل هي تدفعنا بذلك إلى الاعتقاد، أن ثمة «حياة» لن نبحث عنها في مكان آخر. وأن ثمة أشياء لا تزال ممكنة بعد. كأن تشتري كتاباً. كأن تستمع إلى محاضرة. كأن ترى لوحة معلقة على جدار. وكأن تلتقي ـ في أضعف الإيمان ـ شخصاً لم تعد تجده إلا في أمكنة مماثلة.

وكثيرون هم الذين حضروا الافتتاح مساء أمس في البيال. بالتأكيد يفوق عددهم، عدد الذين حضروا في السنتين الماضيتين. هل ثمة رغبة حقيقية في «مقاومة» التصحر الآتي إلينا من كلّ الجهات؟ لنحاول أن نقنع أنفسنا بذلك. أو على الأقل لنستعر جملة من كلمة سامي نوفل (رئيس نقابة مستوردي الكتب في لبنان، التي ألقاها أمس): «وكما التدخين يضرّ بالصحة، فإن الكتاب يضر بالحماقة». لعل وعسى نتخلص من حماقاتنا المتنقلة.

كلمات افتتاح الأمس تعاقب عليها، بعد نوفل، ريجين لافوان ممثلة الفرانكوفونية التي شددت على أهمية هذا المعرض ودوره في الحياة الثقافية، والسفير الفرنسي باتريس باولي الذي شدد بدوره على هذا النشاط السنوي، معدداً بعض النشاطات التي سيشهدها المعرض، بينما لم ينس وزير الثقافة ريمون عريجي (ممثلا رئيس الحكومة تمام سلام) تحية الشهداء الذين لولاهم لما بقيت أنشطة ثقافية.

والأنشطة كثيرة هذه العام: أكثر من 200 حفل توقيع. أكثر من 100 كاتب فرنسي وفرانكوفوني سيحيون الطاولات المستديرة والنقاشات واللقاءات على مدى 10 أيام. معارض فنية، جوائز أدبية والكثير من الكتب «الجديدة» التي صدرت مؤخراً في العاصمة الفرنسية وغيرها من دول العالم الفرانكوفوني. كل شيء في مكانه إذاً، ليبدأ الحفل. وعسى أن لا يكون الحضور قد جاء لمناسبة الحفل الافتتاحي فقط، بل أن يجد العزاء والرغبة في العودة خلال الأيام المقبلة. لننتظرها ولنرى كيف ستكون وعمّا إذ كان معرض الكتاب الفرانكوفوني في بيروت سيبقى في المركز الثالث عالمياً من حيث عدد الزوار.

طفلان بين الكتب في افتتاح معرض الكتاب الفرانكفوني في البيال امس (بلال قبلان)
طفلان بين الكتب في افتتاح معرض الكتاب الفرانكفوني في البيال امس (بلال قبلان)


طفلان بين الكتب في افتتاح معرض الكتاب الفرانكفوني في البيال امس (بلال قبلان)
طفلان بين الكتب في افتتاح معرض الكتاب الفرانكفوني في البيال امس (بلال قبلان)


تعليقات: