سوق الخان في حاصبيا وسوء الخميس في الخيام

تبقى أسواقنا الشعبية محط أنظار أهالي منطقتنا، يرتقبون عقدها أسبوعيا، ثم يتناقلون ما تم انزاله في السوق من جديد السلع  وبورصة تقليدية للأ
تبقى أسواقنا الشعبية محط أنظار أهالي منطقتنا، يرتقبون عقدها أسبوعيا، ثم يتناقلون ما تم انزاله في السوق من جديد السلع وبورصة تقليدية للأ


سوق الخان

هو السوق الشعبي الذي يقام صبيحة كل ثلاثاء في قضاء حاصبيا بالقرب من بلدة كوكبا.

وقد نٌسب السوق إلى الخان الشهابي الذي كان موجوداً في هذه المنطقة، ويعتبر من بين أقدم الأسواق التراثية والشعبية في بلاد الشام، إذ لا يزال مستمراً منذ ما يزيد على الـ 600 عام.

بداية، أوجد الخان لاستقبال المكارية بقصد الراحة والمنامة، أو لعرض بضائعهم، ثم وقع الخيار على يوم الثلاثاء لإقامة السوق، وكما يقال، كان روّاده يفدون إليه من فلسطين وحوران والجولان وجبل عامل والبقاع، وفي السنوات الأخيرة بات يستقطب تجاراً وزبائن وزائرين من مختلف المناطق اللبنانية.

بعد العام 2005 ازدهر السوق بسبب الأزمة السياسية التي انعكست ضائقة اقتصادية على البلد، فصحّت تسمية السوق بـ «السوق الشعبي»، ويُتداول فيه كافة أنواع البضائع والسلع، تختلط فيها مئات الأصناف، بدءاً من المنتوجات الزراعية والألبسة والمأكولات واللحوم والمشاوي والأدوات المنزلية والشتول الزراعية وانتهاءً بالطيور وكافة أنواع الدواجن.

سوق الخميس في الخيام

هو صورة مصغرة عن سوق الخان، من حيث البضائع (عدا المواشي والدواجن والمشاوي)، إسمه يدلّ على موعده، معظم التجار يقصدونه من مختلف المناطق (وبالتالي يضاربون على تجار الخيام) وغالبية زبائنه مقتصر على أبناء الخيام والجوار، إذ نادرا ما يقصده زبائن من باقي المناطق..

بداية كان موقع سوق الخميس في ساحتي البلدة (الفوقا والتحتا)، ثم امتد وانتقل صعوداً إلى محيط "السنتر" وفي السنوات الأخيرة نقلته البلدية إلى جوار مبناها الجديد.

بعد الأحداث السورية، تضاعف الاقبال على الأسواق الشعبية وبات معظم زبائن سوق الخميس (وسوق الخان أيضا)، هم من النازحين السوريين بسبب تضاعف أعدادهم وبسبب أوضاعهم المأساوية وقدراتهم الشرائية.

وضناً من الناس أن أسعار الأسواق الشعبية هي أفضل من أسعار "دكاكين" البلدة صار الكثيرون يرجئون مشترياتهم من الخميس إلى الخميس، بانتظار السوق.. فأضرّ ذلك كثيراً بمصالح تجار الخيام، الذين أطلقوا عليه تسمية "سوء الخميس" بسبب منافسة أصحاب البسطات وما يسببه لهم السوق من سوء...

خوف السوريين

بعد أحداث عرسال، وعملية خطف العسكريين من قبل الجماعات التكفيرية، وما تبع ذلك في قرانا الحدودية من عمليات ترهيب للسوريين، عمال ولاجئين، ومناشير هنا وهناك، تنذرهم بالمغادرة، أصبحت أسواقنا الشعبية تفتقد زوارها السوريين الذين باتوا يتحاشون الظهور أو الخروج إلا للضرورة بسبب التهديدات التي تلقونها، فوصل عدد روّاد تلك الأسواق إلى أدنى مستوى، ليقتصر مجدداً على أبناء المنطقة فقط.


تبقى أسواقنا الشعبية (بما يحمله بعضها من سوء) محط أنظار أهالي منطقتنا، يرتقبون عقدها أسبوعيا، ثم يتناقلون ما تم انزاله في السوق من جديد السلع ويعتمدونه مؤشراً اقتصادياً وبورصة تقليدية للأسعار.. يذكرون حكايا وأخبار البائعين وبعض من قصد السوق.

وسيبقى سوق الخان على الدوام مقصداً لكل الفئات ومساحة للتلاقي.

--------- ---------- -----------

صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول، خدمة لأبناء منطقتنا العزيزة.

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

للتواصل، بريد ألكتروني: info@khiyam.com










تعليقات: