وردة الصيف وغيم الشتاء.. في الخيام

يُحكى عن قصة حبّ  في الخيام بين وردة الصيف وغيم الشِتاء
يُحكى عن قصة حبّ في الخيام بين وردة الصيف وغيم الشِتاء


يُحكى عن قصة حبّ في الخيام بين وردة الصيف وغيم الشِتاء، بدأت عندما زرع فلاّحٌ بذرة الوردة في حديقة منزله في أحد أيام فصل الشتاء، وكان الغيم يسقيها من حنانه ماءً كل يوم، ويعتني بها ويعاملها بدلال وطيبة. فأحبَّته وأحبَّها.. وتعلّقت به وتعلّق بها.. الى أن أتى ذلك اليوم، اليوم اليوم الذي نبتت فيه تلك الوردة وكبرت وأصبحت لا تظهر بقامتها الممشوقة إلّا في فصل الصيف. ومنذ ذلك الحين أصبحا لا يلتقيان، يأتي الشتاء فيظهر الغيم ويروي بأمطاره الخيِّرة مساحات الأرض لتحيا من جديد. وبانتهاء هذا الفصل يأتي الصيف وتتفتح الوردة وتبعث بعطرها في كل الأنحاء.

* * * *

وكانت تمٌرّ الفصول وراء الفصول. غيم وحيد في شتاء السماء ووردة حزينة في صيف الحقول. أراد الغيم يوماً معاكسة إرادة الفصول، وأبى ترك السماء بعد إنتهاء الشتاء. بقي لأيام لساعات لأسابيع كالمسمار معلقاً في وسع السماء. نادته الأرض يا هذا! إرحل نريد أن نعيش ونحيا، تذكَّرَ وردته التي تنبت من جوف هذه الارض، فبكى مودِّعاً ومضى!..

* * * *

وبإطلالة شمس الحياة وقَفت جميلةُ الورود، في وجهها حزن تدركه بصائر العيون، قالت في نفسها سأصمد لِما بعد إنتهاء فصلي لَعَلِّي أراه فإنّ بدونه ما عاد من معنى للوجود. أتى الخريف عاصفاً وذبل كل ما في الحقول إلّا وردة الصيف بقيت واقفة منتظرة.

قالت لها شجرة قريبة ماذا تفعلين؟

ستقتلعك الرياح من الجذور!..

لكن الوردة ما استمعت بل بقيت واقفة وقفة الصمود. ومع اشتداد الرياح اقتُلِعت، وحزنت عليها ملامح القلوب ..

* * * *

حزنت الشجرة عليها وتذكرت الغيم الذي لم يعلم بعد بما جرى. وبين اللحظات واللحظات، مرَّت زوجة الفلّاح من أمام المنزل، رأت الوردة مرمية على الارض.. تذكرتها هي تلك الوردة الأجمل في حديقتها.. حملتها الى داخل البيت وزرعتها في إناء وسقتها ووضعت الإناء قرب الشباك..

مرَّ الوقت ومرت الايام، في الخارج عواصف وأمطار. وبين العاصفة والعاصفة، بانت الشمس ضيفاً خجولاً في السماء، شمس امتدت أشعتها الدافئة الى داخل المنزل فانبعثت الحياة في الوردة من جديد.. فاستفاقت ووقفت ونظرت الى السماء.

رأت حبيبها الغيم ورآها.

'آه كم اشتقتُ إليكَ ' قالت ..

' آه كم فرح قلبي لرؤية وجهِك ' قال ..

ومنذ ذلك الحين، أصبح الحبيبان على موعد مع اللقاء كل شتاء.

تعليقات: