رجال المرّيخ يغزون كوكب الأرض‎


خلال اليومين الماضيين انشغل الإعلام اللبناني المقروء منها والمسموع والمرئي بظاهرة وكأنها غريبة عن مجتمعنا، ونسي تماماً ما يعانيه الشعب اللبناني من الأزمات التي يمر بها، او كأنه قام او ساعد على حلها ألا وهي : الكهرباء، الماء ، الغلاء ، اقساط المدارس ، سلسلة الرواتب و و و و الخ .. وتفرغ ليسلط الضوء على وليد جنبلاط وكأنه آتٍ من كوكب المريخ ليغزو كوكبنا: "وليد جنبلاط يأكل (كبه باللبن)، وليد جنبلاط يتصور مع الراعي وغنمه، ..."

أين الغرابة يا مسؤولي الإعلام؟

هل وليد جنبلاط مخلوق غير البشر الذين يسيرون على الأرض؟

أليس فينا من يأكل (الكبة باللبن) يا جماعة الخير ؟ !!

أليس فينا من يتصور

وتصور مع الراعي وغنمه وماعزه ؟!!

بل فينا من زاد على ذلك فركب على ظهر الحمار وعلى ظهر الجمل..

ولكن هل تحرك الإعلام يوماً وتكلم عن اي فرد في مجتمعنا ؟ ؟

لم يفعلها ولن يفعلها ، لأن النفاق والتزلف لنا لن يجدي نفعاً ،

وهل جنبلاط فعلاً من كوكب آخر لتسجلوا بذلك سبقاً صحفياً؟

طبعاً ياسادة الإعلام ما ينطبق على جنبلاط ينطبق على غيره مِن مٓن يسمونهم " زعماء " وجنبلاط طبعاً واحداً منهم .

ياشعب لبنان بداية ويا اعلامنا الى متى سنبقى عبدة اصنام ، أليس هؤلاء من أوصلونا

الى ما نحن عليه : تفرقة دينية ، تفرقة مذهبية ، حالة اقتصادية الى درجة الجوع ، اذلال ما بعده من اذلال ، كل صفات العبودية ، الم تحدث مجازر وقتلى اذا ما تطاول احد على هذا الصنم ؟

السنا نحن عبدة هذا الصنم من فعل هذا ؟

بالله عليكم هل تحركتم يوماً اذا ما حدث وتطاول احد على الخالق ؟

لم يحدث ولن يحدث طالما نحن نعبد غير الخالق ، لا اقول لكم اصحوا وعودوا الى عبادة الخالق ، بل اقول لكم اصحوا وهبوا وانتفضوا لكرامتكم المداسة من الأصنام والمضطهدين منهم لتبقوا عبيداً لهم يسومونكم سؤ الإذلال ، هل حلوا لنا يوماً أزمة ؟

العكس يزيدوا الأزمة تعقيداً ، لذلك ، وحفظاً على كرامتكم ومستقبل اولادكم ،

اقول لكم مطلع قصيدة :

هبوا ضحايا الاضطهاد ضحايا جوع الاضطرار ارسموا أنتم طريقكم وتخلوا عن أصنامكم كما تخلى سيدنا ابراهيم عن الأصنام ووقف في

وجه العبدٓة ونجح ، وأنتم اذا ما اردتم ستنجحوا ، كلكم أيها اللبنانيون .

وفقنا ووفقكم الله لخدمة بعضنا ومجتمعنا وبلدنا .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: