جناز في شبعا لراحة نفس الشهيد الرائد داني خيرالله


وكلمات أشادت بالفقيد وبالجيش وتضحياته

ترأس راعي ابرشية صيدا وصور وتوابعهما للروم الأرثوذوكس المطران الياس كفوري، في بلدة شبعا صلاة الجنازة لراحة نفس الشهيد الرائد داني فؤاد خير الله الذي قضى في معارك عرسال، عاونه لفيف من الكهنة والآباء. حضر مراسم الجنازة النائب قاسم هاشم، جوزيف الغريب ممثلا النائب انور الخليل، العقيد سهيل عازار ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، المقدم علي حطيط ممثلا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، النقيب علي الحاج ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، الرائد جناح ابو خزام ممثلا مدير عام الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، قائمقام حاصبيا وليد الغفير، النائب السابق منيف الخطيب، رئيس اتحاد بلديات العرقوب ورئيس بلدية شبعا محمد صعب، منسق عام تيار المستقبل في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله، قائد الكتيبة الهندية في اليونيفيل الكولونيل راجيش داهيا، وحشد من فاعليات المنطقة.

بعد الجناز، توجه الجميع الى قاعة القصر البلدي في شبعا حيث اقيم احتفال بدأ بالنشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت تحية لروح الشهيد وشهداء الجيش. ثم ألقى علي الخطيب كلمة ترحيبية بالحضور، وشكر باسم ذوي الشهيد الجميع على مشاركتهم ومواساتهم.

ثم ألقيت عدة كلمات نوهت بمزايا الشهيد وخصاله الحميدة وحبه وايمانه بوطنه والتضحية من أجله موجهة التحية الى الجيش اللبناني قيادة وضباطا وافرادا والى المؤسسات الأمنية كافة.

كفوري

وقال المطران كفوري في كلمته: "كلنا مشروع شهادة ونحن فخورون بشهدائنا. وداني قدم نفسه فداء عن وطنه وعن كل ابناء وطنه". اضاف: لا ادري من اين اتى هذا الفكر الإلغائي والإقصائي الذي يريد ان يقضي على كل من يختلف معه".

دلي

واعتبر مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي في كلمته ان "الشهادة ابرز وأكرم ما يقوم به الجندي ليحيا الوطن". وقال: "هو يستحق منا كل التكريم ونكرم شهيدنا الرائد داني لنكرم من خلاله كل شهداء الجيش".

اضاف: "الجيش هو مطلبنا وغايتنا وسياجنا". وسأل: "تخيلوا وطنا بلا جيش ولا قوى امنية فهل نعيش في امن وأمان؟".

ودعا الى "انتخاب رئيس للجمهورية لكل الوطن لا لجهة او طائفة، والعمل للنهوض بالوطن".

هاشم

وأكد النائب هاشم ان "دماء الشهيد ورفاقه روت ارض الوطن وأوصدت ابواب الفتنة والتفرقة". ورأى ان "الواجب الوطني يستدعي التعاطي بحكمة ووعي والإبتعاد عن لغة الشحن والطائفية وتوسيع مساحة التقارب والتفاهم"، مطالبا بـ"الإسراع بتقديم وتأمين كل مستلزمات المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية والإلتفاف العام والشامل حول هذه المؤسسات".

الخطيب

أما النائب السابق منيف الخطيب فاستذكر الشهيد خيرالله وخيرة شهداء شبعا عبر تاريخها، مشيدا "بالعيش المشترك والوحدة الوطنية التي تجسد صورة لبنان"، ومؤكدا ان "لا سلاح الا سلاح الجيش وهو الذي يحمينا".

وبعد قصيدة من وحي المناسبة ألقاها عبدالله خوندي من شبعا، ألقى محمد صعب كلمة قال فيها: "نقول لأهل الغدر انكم واهمون إذا اعتقدتم ان اخماد صوت داني سيمكنكم من اضعافنا واضعاف جيشنا الباسل. نحن اقوياء وسنزداد قوة وعزيمة بمؤازرتنا لجيشنا". اضاف: "اهل الغدر والإرهاب لن يألوا جهدا بنشر الرعب ونقل المعركة من منطقة الى أخرى في وطننا. لكن نحن نطمئنك ايها الشهيد اننا سنكون لهم بالمرصاد ولن نتركهم يكرروا ما حصل في عرسال وطرابلس وصيدا، فنحن في منطقة حاصبيا والعرقوب لنا ملء الثقة بأهلها وحكمتهم ووعيهم وتضامنهم وتصديهم لكل اشكال الفتن التي يروج لها من يريد العبث بأمنها واستقرارها".

وفي الختام، تم تقبل التعازي بالشهيد خيرالله.

----------------- ------------------ ---------------

النقيب داني خيرالله... استشهد لتحيا كريستا

فرج عبجي

المصدر: "النهار"

لم يكن يعلم النقيب الشهيد داني خير الله انه لن يعود الى منزله في الحدت بعد معركة عرسال ليطمئن الى كريستا فلذة كبده ابنة العشرين يوما، ظنا منه ان الجيش لا يخسر، وهذه المعركة مثل غيرها من المعارك التي يخوضها ويخرج منها منتصرا رغم سقوط العديد من الشهداء واصابة العشرات. ولم يكن يعلم انه سيكون شهيدا وينضم الى هذه القافلة في جنان الخلود.

بدأت هذه المعركة ولا احد يعلم متى تنتهي. لكن الشيء الوحيد الذي كان يؤمن به انه يخوض هذه المواجهة "لتحيا كريستا" وكل جيلها بعيدا من مخلفات التطرف الموجود في المنطقة. رصاصة الغدر سارعته لتوقف نبض قلبه الذي يضخ الحرية والعنفوان في ظلمة النفق الذي ادخل فيه لبنان.

وليس غريبا ان يترسخ في قلب خيرالله ووجدانه حب الوطن والجيش، فهو يتحدر من عائلة شعارها "الجيش اولا والجيش اولا والجيش اولا"، كما قال عمه العسكري المتقاعد جان خيرالله لـ"النهار". شوارع السيوفي في الاشرفية التي عاش وترعرع فيها ستشتاق لصوته الجميل الذي كان يعشق الغناء خصوصا في الجلسات الخاصة.

وستتذكر مقاعد مدرسة الحكمة الاشرفية تلميذها المتفوق الذي تفوق بحبه لوطنه حتى الشهادة مثل العديد من رفاقه الحكماويين. ويقول عم الشهيد: "كان متفوقا في العلم وعلاماته تخوله الدخول الى اي اختصاص مهم الا انه احب التوجه الى الكلية الحربية والتطوع في الجيش لانه كان حلما طالما حلم به وشاركه هذا الحلم شقيقه ورفيق السلاح الملازم اول دانيال خيرالله".

ويضيف: "عند ساعة الشهادة الجميع يتحدث عن الاشياء الجيدة للشهيد لكن بالنسبة لنا شهادته لا تقل اهمية عن شهادة اي فرد من افراد المؤسسة العسكرية". يتنهد العم وكأنه غرق في بحر الذكريات التي يتشاركها مع ابن شقيقه، ويقول ان "الجرح كبير والجرح الاكبر بالنسبة لنا عندما نسمع ان الجيش تراجع او استشهد احد في صفوفه، فداني لم يستشهد ليتراجع الجيش او يتفاوض مع الارهابيين بل ليسحق هؤلاء القتلة وليكونوا عبرة لغيرهم". وعند سؤاله عن الطريقة التي استشهد فيها داني، لا يكترث كثيرا للسؤال، ومن دون تردد يقول وبحزم: "ايا تكن الطريقة فهي منطلقة من الغدر ولن تكون نتيجتها الى المزيد من العنفوان".

رفاق السلاح اختصروا كلامهم عن الشهيد بالقول "بطل في زمن اشباه الرجال"، ويضيفون "الوطن وزوجته جولي وكريستا كانوا كل شيء بالنسبة له. شهادة داني اكدت انه كان يحب الوطن قبل اي شيء اخر. رحمه الله".

جناز في شبعا لراحة نفس الشهيد الرائد داني خيرالله
جناز في شبعا لراحة نفس الشهيد الرائد داني خيرالله








تعليقات: