زراعة التفاح تواجه فئران الحقل

يتفقد أشجار التفاح في البترون (لميا شديد)
يتفقد أشجار التفاح في البترون (لميا شديد)


البترون:

ككل عام يقع مزارعو التفاح في جرد منطقة البترون فريسة عوامل عدة منها العوامل الطبيعية، التي تنعكس سلباً على المواسم والإنتاج والمردود، نتيجة تأثير المتغيرات المناخية بالاضافة إلى شح المياه وانتشار الأمراض وسوء المعالجة، وغياب أسواق التصريف والتسويق. وها هو «الشتاء الدافئ» كما يصفه المزارعون، ينتج أمراضا تتكاثر بشدة وبقوة خصوصا على زراعة التفاح.

ففئران الحقل عادة تتسبب بأضرار في مواسم الثلوج. ولكن في العام الحالي سجلت فورة في الأعداد حتى في فصل الصيف، وأضرارا جسيمة في الأشجار والثمار. فالثلوج تقتل كميات كبيرة من الفئران ومع التغيير المناخي تكاثرت الفئران في ظل «الشتاء الدافئ».

والمنطقة الجردية من قضاء البترون تعتبر من المناطق الغنية بزراعة التفاح، في حين أن إنتاج المساحات المزروعة بالتفاح بدأ يلامس المليون صندوق منها 300 ألف صندوق في شاتين، والرقم مرشح إلى الارتفاع في السنوات المقبلة نظرا لكثافة الزراعات الجديدة.

إلا أن آفاق التسويق لتفاح تنورين تبقى محدودة، وغالباً ما يقع المزارعون فريسة التجار الذين يحددون مسبقا الأسعار التي يجب دفعها وفي أغلب الأحيان يكون التجار ظالمين بتقديرهم لضمان البساتين وتقدير كميات التفاح، إضافة إلى أنهم يطلبون من صاحب البستان أن يترك كميات من الإنتاج على سبيل التسامح. ناهيك عن طريقة الدفع التي يتعامل بها التجار مع المزارعين بحيث تكون في معظم الأحيان بموجب شيكات مؤجلة حتى ما بعد رأس السنة، وأحيانا إلى شهر نيسان. ذلك إذا تأمنت مؤونة الشيك لدى المصرف في وقتها.

أمام ذلك الواقع يجد مزارعو التفاح في جرد البترون أنفسهم مضطرين للخضوع لشروط التجار بغياب الإمكانيات الأخرى كتوافر البرادات، وخطوط توضيب من شأنها أن تساهم في تسهيل عملية تصريف الانتاج والمحافظة على مصلحة المزارع وتأمين مردود أفضل من المبالغ التي يحصل عليها من التجار.

كل تلك الأعباء تضاف اليها نتائج العوامل الطبيعية والمتغيرات المناخية التي تؤدي الى تكاثر وانتشار فئران الحقل والمزارعون ليس بيدهم حيلة إلا بعض التقديمات الخجولة من مبيدات فأر الحقل التي تقدمها وزارة الزراعة. ويأمل المزارعون بأن تخصص الوزارة كميات مضاعفة لمكافحة هذه الظاهرة ابتداء من تشرين الأول من كل سنة.

وحيال ذلك، لجأ عدد من المزارعين إلى استحداث بعض الوسائل الميكانيكية كصناعة الأفخاخ لمحاربة الفئران ومنهم من بدأ بالتفكير بتربية القطط والثعالب لمواجهة انتشار الفئران والحد من انتشارها.

ويقول المزارع وهيب يونس: «لقد تكاثرت الفئران في بساتين التفاح نتيجة الدفء في الطقس، ففي الشتاء تأكل الجذع والقشرة والجذور، وما يحصل هو أن هناك بساتين تتم مكافحة الفئران فيها والعقارات المجاورة تبقى خارج المكافحة ورش الأدوية ما يؤدي إلى انتقال الفئران من حقل الى آخر. أنا عندي أربعة دونمات قمت بوضع شبك حول الجذوع ولكن الفئران تصعد إلى الورقة وإلى الثمر ولا معالجة فعلية والري على الجر يؤدي الى تسرب المياه إلى أوكار الفئران لتفتحها. الخراب هو واقع البساتين والفئران تجرح القشرة ما يؤدي إلى انتشار المن القطني».

أما شربل غوش الذي يملك 17000 متر خربت بسبب فأر الحقل، فيقول: «لقد ضعفت الأشجار، واليباس اجتاح معظمها. وذلك يؤدي إلى خسارة الشجر، خصوصاً بعدما تؤكل الأغصان المنخفضة. في العام الماضي قطعت 300 شجرة جراء اضرار فأر الحقل والخسائر كبيرة في الإنتاج والمواسم والمزارعون يئنون ولا من يسمع».

تعليقات: