حوار بين «أربعيني» و«ثمانيني»


ال 40 : هل يبقى الإنسان على حاله ام تتغير فيه أشياء مع تقدم السن؟

ال 80 : هل انت الآن كما كنت في سن ال 20؟

ال 40 : طبعاً لا ، انا وابن العشرين يا ارض اشتدي ما حدا أدي.

ال 80 : اذاً حصل تفاوت من ناحية القوة الجسدية ، تماماً مثال لاعب كرة القدم يعتزل اللعب بين ال 30 - 40 لأنه لم يعد لائقاً من الناحية الجسدية . كذلك يحدث تغيير في تفكيره وتصرفاته ، هل تفكيرك الآن كما كان قبل 20 سنه؟

ال 40 : طبعاً لا ، هناك فرق شاسع بين الأمس واليوم.

ال 80 : اذاً الإنسان يمر بمراحل منذ ولادته سواء كانت هذه المراحل تكوينية او تربوية او ما يحيط به او بيئية ، وكل مرحلة تختلف عن الأخرى ، مثلاً : اذا التربية البيتية غضت الطرف عن بعض التصرفات ، فلا بد عندئذ من الإنحراف عن الخط المرسوم ، ولا تنسى مراحل الدراسة ، فلكل مرحلة سلوكياتها ويتأثر الأنسان بالجو الطلابي الذي اختاره قد يكون هذا الجو اصلاحياً وقد يكون مفسداً ، لذلك المثل يقول "قل لي من تعاشر اقول لك من انت".

ال 40 : وهل عندك فكرة ما بعد مرحلة التعليم والزواج ؟ ال 80 : بعد مرحلة التعليم تبدأ مرحلة العمل ويدخل الأنسان في بيئة جديدة تختلف اختلافاً كلياً عن مرحلة الدراسة وتبدأ مرحلة التفكير بالأستقرار لأختيار الزوجة .

ال40 : وبعد الزواج ؟

ال 80 : قبل الزواج تبدأ مرحلة ما يسمى بالحب (ما هو متعارف عليه) ثم تنتهي هذه المرحلة تدريجياً ليحل محلها التقدير والأحترام بين الزوجين خاصة بعد الأنجاب الأول، إلا في حالات عدم التفاهم بين الزوجين والتي تؤدي اكثر الأحيان الى الطلاق بسبب العيوب التي لا يمكن اكتشافها خلال فترة التعارف وفترة الخطوبة.

ال 40: وهل هناك طرق او نصائح تقدم لإستمرار الحياة الزوجية؟

ال80 : طبعا ما كان يعتبر شوقاً وهياماً يحل محله كما قلنا الأحترام والتقدير ليس بسبب تغير تكويني في جسد الإنسان بل سببه انشغال الزوجة بتربية الأولاد ومراقبتهم عند دخول سن المراهقة وانشغال الزوج في العمل لتوفير سبل العيش واقساط المدارس واقساط الجامعات ، وهذه الوظيفة اذا ما تدارك كلا الزوجين خطورتها ، فالمشاكل الزوجية تبدأ بتوجيه كل واحد للآخر تهم لا أساس لها من الصحة ، من هذه التهم إهمال الزوجة للزوج ومن ثم تبدأ الظنون عند الزوجة بأن الزوج يخونها ولو انتبه احدهما وصارح الآخر بأن سبب ما يشكو منه انصراف الذهن للتفكير بالوضع الجديد ألذي يعانون منه ، فلا يعود هناك مشكلة وتحل الأمور بكل بساطة . هل عندك استفسار آخر ؟

ال40 : وهل تبقى الحياة على هذا المنوال ؟

ال 80 : من المؤكد لا ، فبعد إنهاء الأولاد الدراسة، وكما هي سنة الحياة فالولد يتزوج وكذلك البنت ويعود الزوج والزوجة وحيدين في البيت كما دخلاه ، ليبدأوا حياة جديدة وكأنهما صديقان ، وينتظران الأحفاد مرة او مرتين في الأسبوع ليروهم حسب ما تسمح به ظروف آبائهم ، ومن الأجداد من يدرك بأن هناك حياة يجب استكمالها، وينفتحون على الدنيا من جديد ، وكأنهم يعيدون الماضي ، وهذه الطريقة قد تطيل بعمر الإنسان لربط الماضي بالحاضر والمستقبل ، آخذة في الحسبان التجارب التي مرت فيها .

نأمل لك يا عزيزي حياة سعيدة واستفد من تجارب الآخرين، ونأمل أيضاً لكل إنسان وما تعنيه هذه الكلمة من معنى "الحياة السعيدة".

الحاج صبحي القاعوري الكويت

تعليقات: