50 قتيلاً و200 جريح في مجزرة إسرائيلية بحيّ الشجاعية في غزة


مقتل 13 جندياً إسرائيلياً في المعارك البرّية وكيري يتوجّه إلى الشرق الأوسط قريباً

فلسطينيون يتعرفون على جثث أقارب لهم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بعدما قتلوا في مجزرة حي الشجاعية بالقطاع أمس. (أ ب

فلسطينيون يتعرفون على جثث أقارب لهم في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بعدما قتلوا في مجزرة حي الشجاعية بالقطاع أمس.

(أ ب

رام الله - محمد هواش والوكالات

في خطوة تصعيدية للحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، ارتكب الجيش الاسرائيلي مجزرة دموية في حي الشجاعية بمدينة غزة، اذ قتل هناك 60 فلسطينياً وجرح نحو 200 آخرين. وفي المقابل، قتل 13 جندياً من لواء غولاني على أيدي مقاومين فلسطينيين في العملية البرية التي بدأتها اسرائيل الجمعة في القطاع.

لا تزال الطواقم الطبية التي سمح لها بالوصول أو التي تدخل حي الشجاعية تحت القصف تبحث عن مفقودين تحت انقاض بيوت دمرها القصف الاسرائيلي المدفعي منذ منتصف ليل السبت – الاحد. وأدى القصف أيضاً الى تهجير سكان الحي البالغ عددهم نحو 100 الف الى المدارس والاحياء الاخرى البعيدة من مواقع القصف.

وتواصلت الغارات الجوية على مدن القطاع ومخيماته وبلداته مستهدفة بيوتا وسكانها ومواقع ومقار حكومية وأمنية وموقعة عدداً من القتلى. واعلن وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تدمير 1007 وحدات سكنية تماماً، و915 وحدة سكنية جزئياً وباتت غير صالحة للسكن، و17460 وحدة سكنية جزئياً. ولم يمنع زخم العملية البرية الاسرائيلية وأهوالها فصائل المقاومة من اطلاق عشرات الصواريخ على بلدات محيط قطاع غزة، كما على مدن وسط اسرائيل.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن " 60 مواطنا على الاقل استشهدوا وأصيب نحو 200 مواطن منذ فجر الاحد في المجزرة الاسرائيلية البشعة التي ارتكبت بحق المواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ولا يزال العشرات تحت الأنقاض لتصل حصيلة الشهداء حتى الاحد الى 410". وقتلت عائلات بأكملها بينها ابن القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" خليل الحية وزوجته وأولاده.

ونددت السلطة الفلسطينية بالمجزرة. واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "الحداد على ضحايا العدوان الاسرائيلي ثلاثة أيام". كما قررت منظمة التحرير الفلسطينية "الاضراب العام في الضفة الغربية اليوم الاثنين".

وأفاد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان "الرئيس عباس يقوم منذ اليوم الاول للعدوان وحتى اللحظة باتصالات وجولات عربية ودولية، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف شلال الدم الفلسطيني النازف جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم".

"حماس"

وأكدت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ان "مجزرة حي الشجاعية جريمة حرب، لن تكسر ارادة الشعب الفلسطيني". وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في بيان: "المقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ولن تسمح لقواته بأن تطأ قدمه أرض غزة". واضاف: "الاحتلال يحاول تعويض فشله أمام المقاومة من خلال استهداف المدنيين، عبر تنفيذه سياسة الأرض المحروقة في الميدان". وأشار الى ان "مطالب حركته ليست تعجيزية بل هي مطالب إنسانية تنهي الحصار المتواصل على قطاع غزة منذ سنوات وكذلك اشكال العدوان على غزة والضفة الغربية".

نتنياهو

وبررت اسرائيل المجزرة في حق مدنيين بأنها عملية هدم انفاق، وأسِف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لما سماه "سقوط ضحايا مدنيين أحيانا" بقوله لشبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون "إن "اسرائيل ستتخذ جميع الاجراءات المطلوبة لاعادة الهدوء والامن لمواطنيها، وان عملية هدم انفاق الارهاب في قطاع غزة تجري على قدم وساق"، متهما حركة "حماس" بـ"استخدام المدنيين دروعا بشرية". ولاحظ "انه يسقط أحياناً ضحايا من المدنيين"، معربا عن "أسفه لذلك".

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن "الرئيس باراك أوباما سيطلب منه التوجه الى الشرق الاوسط قريباً لدعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف النار بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة".

من جهة أخرى، قال رئيس الاركان الاسرائيلي اللفتنانت جنرال بيني غانتس بأن "هدف الجيش من العملية البرية توجيه ضربة شديدة الى حركة حماس وإبطال قدراتها العسكرية والعملانية قدر الامكان وايجاد واقع أمني أفضل في انحاء البلاد". ودعا لدى تفقدّه القوات في الميدان الى "تنقية المناطق التي تعمل فيها والعثور على فتحات الأنفاق". وشدّد على ضرورة "حرص الجنود وانتباههم الى المساجد والمدارس التي يلجأ إلها السكان الغزيون من وطأة النيران"، قائلاً: "نتأكد اولا ثم نطلق النار".

مقتل 13 جندياً وضابط

وبثت الاذاعة الاسرائيلية " ان 13 جندياً من لواء غولاني قتلوا ليل السبت - الاحد في المعارك الجارية بين قوات الجيش والفلسطينيين في حي الشجاعية بمدينة غزة". وقالت: "لا يزال 65 جندياً جريحاً يعالجون في مختلف المستشفيات سبعة منهم اصاباتهم خطرة وثلاثة اصاباتهم متوسطة والباقون اصاباتهم بين متوسطة وطفيفة".

واعترف ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بأن "ضابطاً وجندياً قتلا السبت في إطار العملية العسكرية في قطاع غزة هما اللفتنانت كولونيل احتياط أموتس غرينبرغ ( 45 سنة) والسارجنت مايجر آدار برسانو ( 20 سنة)". وأوضح ان "سيارة الجيب العسكرية التي كانا فيها تعرضت لإطلاق صاروخ مضاد للدبابات على أيدي فلسطينيين من حركة حماس توغلوا عبر نفق في الأراضي الإسرائيلية المتاخمة لوسط القطاع". وقال إنه اصيب في هذا الحادث" جنديان آخران بجروح فيما قتل فلسطيني واحد. وفر 8 مسلحين إلى القطاع عبر النفق".

وصرح مصدر عسكري اسرائيلي بأن "الجيش يستعد لاحتمال توسيع المعركة البرية وارسال قوات اضافية الى القطاع". وقال ان قوات الجيش ستنسحب من المناطق التي دخلتها في غزة بعد القضاء على قدرة حماس على الوصول الى الاراضي الاسرائيلية عبر الانفاق". واضاف ان "قوات الجيش الاسرائيلي تثبت اقدامها على الارض وتعمل على اكتشاف الانفاق وانه منذ بدء العملية اكتشفت 13 نفقاً تمتد جميعها الى الجانب الاسرائيلي من الحدود وبدأت بتدميرها".

أما وزير الامن الداخلي الاسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش فقال: "ان إسرائيل ستحتل قطاع غزة اذا اقتضت الضرورة ذلك". وأكد خلال زيارة قام بها لمدينة أشدود انه يجب توجيه ضربة الى "حماس"، مشدداً على "اننا لسنا مقيدين بسقف زمني".

تظاهرات دعماً لغزة

وشهدت مدن اوروبية عدة السبت تظاهرات حاشدة دعما للفلسطينيين في قطاع غزة. ونتيجة اصرار المتظاهرين في بارس على التظاهر على رغم عدم الحصول على ترخيص بذلك، شهد حي باربيس في باريس مواجهات بين المتظاهرين ورجال الشرطة استخدمت فيها الحجار والزجاجات الفارغة، بينما استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "الذين يريدون التظاهر بأي ثمن سيتحملون

المسؤولية".

وانطلقت تظاهرات مماثلة في مدن فرنسية أخرى مثل ليون في الوسط الشرقي ومرسيليا في الجنوب وستراسبور في الشرق.

وفي لندن تظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص للمطالبة بوقف عمليات القصف ورفع الحصار عن غزة، كما اعلنت اثنتان من سبع جمعيات نظمت التظاهرة هما "حملة التضامن مع فلسطين" و"أوقفوا الحرب".

وفي بروكسيل، تظاهر آلاف الاشخاص دعما للفلسطينيين في غزة.

وأمس، انطلقت تظاهرات مماثلة في فيينا وامستردام واستوكهولم، في حين دعا موالون لاسرائيل الى تظاهرة في لندن.

وفي الرباط، تظاهر عشرات الآلاف. وتخطى عدد المشاركين في المسيرة، بحسب مراسلي "وكالة الصحافة الفرنسية"، 30 ألفا قدموا من مدن عدة، فيما قدر المنظمون عدد المشاركين بنحو مئة ألف.

تعليقات: