المن القطني يفتك بالصبار في منطقتنا


العرقوب ـ

بعد ان كان «الصبّار» سياج الحقل وحامي المزروعات من الماشية الشاردة والحيوانات البرية، بات فريسة لحشرة تشبه «المن القطني»، تفتك ب 80 في المئة من ثمرته في حلتا والماري والسلامية وغيرها من قرى العرقوب، والنتيجة خسائر تقدر بعشرات ملايين الليرات.

فالصبار، أو «التين الشوكي»، الذي اعتاد مزارعو العرقوب ان يزرعوه حماية لحقولهم وسياجاً لها، اصبح مع الوقت يشكل مصدر رزق للكثير من هؤلاء المزارعين على الرغم من قصر عمر الموسم، فاذا بالحشرة تفتك به على الرغم من ارشادات وزارة الزراعة لأهمية وضرورة رش الصبار بالمبيدات الحشرية، ليشكّل هذا العام الضربة القاضية للصبار الذي بدأ اصحابه بحرقه وجرفه خوفاً من انتقال المرض مجددا وتجنباً للبرغش والناموس الذي ينتج عنه،مع العلم بأن اعادة زراعة شجرة الصبار تتطلب انتظار خمس سنوات من اجل الحصول على الثمار.

ويلفت رئيس بلدية الماري يوسف فياض الى ان«البلدية قامت في العام الماضي بتوزيع ادوية على مزارعي الصبار لرشه، مقدمة من وزارة الزراعة، وكل من التزم بالتعليمات حصد نتائج لا بأس بها«، مناشدا وزارة الزراعة الإهتمام بمزارعي هذه المنطقة التي يعتمد غالبية اهلها على القطاع الزراعي ومن ضمنه الصبار الذي اصبح مصدر رزق للكثير من العائلات.

وتأتي خسائر ابو محمد من حلتا، والذي فتك المن القطني بحقول الصبار خاصته وقضى عليها نهائيا، بحدود العشرة ملايين ليرة، وفوق ذلك فانه اضطر الى حرق الصبار وجرف البعض الآخر منه تحسباً للبرغش، يقول: «نحن اليوم نخاف من زراعة الصبار مجددا لأن المرض ما زال منتشرا بين حقول الصبار«.

ويؤكد ابو علي شبلي من حلتا بأن» انتاج الصبار في هذه المنطقة سيبقى معلقاً حتى اشعار آخر وضحيته المزارعين الذين ليس هناك من يسأل عن حالهم وأحوالهم«.

و الى ما اصاب الصبار في قرى العرقوب، هناك تخوف في بقية قرى منطقة حاصبيا من ان يصلها المرض، أو أن ينتقل الى من يتناول ثماره. وفي هذا السياق، يؤكد المهندس الزراعي غيث معلوف بأنّ «ثمر الصبّار السليم لا خوف منه ولا يصيب من يتناوله باي ضرر صحي»، موضحا: «هناك حشرة تشبه المنّ القطني بدأت تصيب اوراق وجذور وثمار الصبار في العديد من المناطق اللبنانية منذ ثلاثة اعوام في بعض المناطق الساحلية وبدأت بالإنتقال عبر الطيران الى ان وصلت الى منطقة العرقوب. هذه الحشرة عادية، وفي الكثير من البلاد الأجنبية يتم تربيتها على الصبار لإستخراج الصباغ للمواد الغذائية».ويؤكد بأنها «لا تضرّ بصحة الإنسان على الإطلاق ويبقى مذاق الصبار والمواد الغذائية فيه نفسه، وهذه الحشرة مثل بعض الحشرات الأخرى التي تصيب بعض الخضار والفاكهة ويبقى الناس يتناولونها من دون اي مضار صحية، ويمكن معالجتها بادوية الحشرات الجهازية مثل دواء الـ DIMETHEOAT وسعره مقبول، وفترة الأمان للدواء طويلة بمعنى انه لا يمكن قطف ثمار الصبار قبل شهر من رش الدواء«.

تعليقات: