مخيم سهل مرجعيون: أوضاع حرجة

نازح يعرض طفله المصاب بمرض جلدي في المخيم (طارق أبو حمدان)
نازح يعرض طفله المصاب بمرض جلدي في المخيم (طارق أبو حمدان)


أصيب العشرات من نازحي مخيم مرجعيون، وخاصة الأطفال منهم، بأمراض جلدية وفطرية، باتت في طريقها إلى التفاقم، بسبب عجز النازحين عن معالجة المصابين لدى أطباء ذوي اختصاص، وتجاهل الجهات الصحية المانحة، وتخلفها عن تقديم المساعدة الطبية الناجعة، التي تقتصر في أحسن الأحوال على مراهم خفيفة، تسبق تعداد المصابين ووضع لوائح اسمية لهم، لإدراجها ضمن فواتير التقديمات التي تذهب عادة للمستفيدين والمستغلين، حيث باتت الصفقات غير الشرعية والهدر، سمة ملازمة للعديد من المؤسسات المانحة للنازحين.

يشير نازحو مخيم سهل مرجعيون، إلى مكب النفايات الملاصق لخيمهم، والذي بات مسرحا للزواحف والحشرات، ومبعثا للروائح الكريهة التي تتفاقم مع ارتفاع حرارة الطقس. يقول النازح عبد الله العلي من ادلب: المكب مصدر كل الأمراض الجلدية والصدرية التي تضربنا، ليس لدينا من حيلة لتحاشي خطره البيئي، لتسجل في كل يوم حالات مرضية وأكثرها جلدي وصدري، كل 48 ساعة تسجل بين 3 و5 حالات في نازحي المخيم. وتظهر على أجسام النازحين بقع حمراء مع حكة، تتوسع لتتحول إلى حبوب ملتهبة، يطول علاجها، علما بأن معظم الحالات تبقى بدون علاج، بسبب غياب الجهات الطبية المسؤولة، ناهيك عن امتناع تلك الجهات، عن معالجة مكب النفايات، والذي تحول إلى بؤرة بيئية حقيقية، نعجز وحدنا كنازحين من التصدي لها، بسبب ضعف إمكانياتنا.

حملت النازحة من إدلب، سلوى الحميدي (60 عاماً) أربعة من أطفالها قاصدة احد المستشسفيات القريبة من المخيم، بهدف معالجتهم بعدما غزت أجسادهم، ومنذ أكثر من أسبوع، بقع حمراء قاتمة بدا بعضها ملتهبا، ما تسبب لهم باوجاع مع حكة على مدار الساعة. الحميدي لم تكن تعرف أن ما اصاب اطفالها كان وباء الجرب، وأن المرض معد، يمكن أن يطال كل النازحين القاطنين في نفس المخيم.

تفشي وباء الجرب والفطريات إضافة إلى أمراض صدرية معدية أخرى، بات ملازما للنازحين، وفق قاطني المخيم والبلديات والمستوصفات الخاصة والعامة المنتشرة في القرى المحيطة، ناهيك بمراكز وزارة الصحة العامة، والعديد من الجهات الراعية صحيا للنازحين.

مصدر طبي في «مؤسسة عامل»، التي تعمل على معاينة ومعالجة النازحين في مركزها في الخيام، إضافة إلى العيادات النقالة، التي تتفقد أماكن تجمعاتهم في مناطق مرجعيون والوزاني وسهل الخيام وسردة والماري والمجيدية، أشار إلى معالجة مئات الحالات المرضية من قبل متخصصين مجانا، لكن الأمراض الجلدية تتفاقم بشكل كبير خاصة في فصل الصيف. وتلزم مواجهتها خطة صحية ناجعة تشارك فيها أكثر من جهة مانحة.

«ثلاثة من أطفالي اصيبوا منذ يومين، بأمراض جلدية»، يقول النازح مشهورالعيسي. «وذلك بعدما كانوا يلهون على مسافة قريبة من مكب النفايات».

تعليقات: