كنافة بلدة القليعة تحلية المرفع ومحطة سنوية لجمع العائلة

كنافة القليعة أو \
كنافة القليعة أو \"البُرما\" تحلية المرفع المفضلة صناعتها حرفية ومحطة سنوية لجمع العائلة


مرجعيون|

زمن "المرفع" هو المدة التي تسبق الصوم وفيها يكثر المؤمنون من أكل ما يمتنعون عنه لخمسين يوما كاللحوم والحليب ومشتقاته... "المرفع" ليس الا جزءاً من التقاليد الموروثة ويمتد لاسبوعين ويختتم في "احد المرفع" أي الأحد الذي يسبق "اثنين الرماد".

لكل منطقة عاداتها وتقاليدها ومأكولاتها الخاصة بهذه الفترة. فبلدة القليعة الجنوبية مثلا تشتهر بنوع من الحلوى هو "الكنافة" (أو البرما، كما هو شائع، وهو نوع من البقلاوة دائري الشكل) يصنع خصيصا في المرفع ليصبح التحلية المفضلة لابنائها وأبرز ما يقدم للضيوف ايضا...

عادة قديمة لا يعرف تاريخها، لكن ابناء البلدة توارثوها عن الآباء والاجداد، فكان أبناء الحارة الواحدة يجتمعون في احد المنازل لـ"رش" الكنافة مداورة وتقاسمها، فتكون بذلك فرصة ايضا للقاء، ولكن مع الوقت تحول ابناء البلدة من رش الكنافة يدويا الى شرائه تبعا لمقولة "شرايتو ولا تربايتو"، ولكن اعتماده تحلية للمرفع لا تزال قائمة...

الوصفة

تتكون عجينة الكنافة من الطحين والمياه وقليل من الزيت يتم خلطهما جيدا ليصبح المزيج سائلا متجانسا فيسكب في وعاء خاص يسمى "الجوزة" يحوي في اسفله ثقوبا صغيرة، ويرش على مسطح ساخن بطريقة دائرية ليشكل خيوطا من العجين تجمع على بعضها بشكل مستطيل، ليصار الى حشوها لاحقا ولفها وشيّها. اما الحشوة فتتألف من جوز مكسر (أو فستق حلبي) وسكر وقليل من ماء الورد وماء الزهر. ويتم مزج المكونات بقليل من الزبدة او السمنة، وتوضع على شعيرات العجينة التي تلف بطريقة مائلة حتى الانتهاء منها، وغالبا ما يحتاج الامر الى الاستعانة بشخص آخر لاحكام لف العجينة. وبعد رصف "الاسطوانات" في صوان يتم خبزها في الفرن مع قليل من السمنة لتصبح مقرمشة ثم تقطع اسطوانات صغيرة وتغمس في القطر.

لا تقل "طعمة" الكنافة المشوية اللذيذة عن "طعمتها" نيئة (أي قبل شيّها)، فهي ايضا شهية وشائعة وخصوصا في الاحتفالات التقليدية للبلدة لا سيما في عيد مار جرجس.

الياس الفحيلي من القلائل، اذا لم نقل الوحيد، الذي لا يزال يحافظ على هذا التقليد فيجمع الاقارب والجيران في جلسة أنيسة يكون ضيفها اللذيذ طبق "الكنافة"، وعنها يقول: "هي عادة ورثناها عن الاجداد. لا تزال تحلية الكنافة من ميزات بلدتنا في المرفع، لكن صنع العجينة يدويا او "رش الكنافة" كما هو متعارف عليه تراجع كثيرا لا بل اصبح شبه معدوم، لذا احببت المحافظة على هذا التقليد، واعتبره محطة سنوية لجمع العائلة والاصحاب".

وتعاونه زوجته في لف الكنافة بالجوز او الفستق الحلبي لتذوقه نيئا، فيما هو يتابع رشه وجمعه، ويشير الى انه قديما كانوا يلجأون الى السمن الحموي في شيّه ليكون طبيعيا وصحيا.

لا شك ان طريقة تقديم الكنافة تشبع النظر قبل تذوقها، فكيف بطعمها؟...

تعليقات: