سايكس - بيكو جديد فاشل ‎

سايكس - بيكو جديد فاشل ‎
سايكس - بيكو جديد فاشل ‎


يوم 24 حزيران من عام 1922 أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المقسمة من بلاد الشام او ما يسمى سوريا الكبرى بين بريطانيا وفرنسا ، وإرضاء لأتاتورك تم التنازل عن الأقاليم السورية الشمالية بموجب ما سمي فيما بعد معاهدة لوزان عام 1923 .

وليس من قبيل الصدفة أن تنشر مجلة التايمز الأمريكية تقريرا خطيرا في عددها الذي سيصدر في 30/6/2014 خريطة تقسيم العراق تضم اجزاء من الكويت والسعودية ، تنفيذا لما جاء في خطة كيسنجر للشرق الأوسط الجديد في آواخر الستينيات مع تعديل طفيف على الحدود وهذا التقرير الخطير يتحدث عن تقسيم العراق الى 3 دول : دولة كردية ، دولة سنية ودولة شيعية تضم اجزاء من الكويت والسعودية .

هذا المخطط الذي تتولى أميركا تنفيذه ليس بجديد ولكنه كما تقدم هناك بعض التعديلات على خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس عام 2006 من العاصمة اللبنانية بيروت ، وذاك الشرق الجديد كان تقسيم سوريا الى 3 دول وربما 4 وتقسيم السعودية الى3 دول وكذلك اليمن مرورا بمصر الى 2 دولتين وكذلك السودان الى 2 دولتين وهذا ما حصل ، ولبنان مركز اعلان الشرق الأوسط الجديد الى كانتونات ، وهذا كله لصالح دولة اسرائيل لتبقى الدويلات المستحدثة الضعيفة المتناحرة فيما بينها تحت رحمة المسخ الصهيوني .

لكن المقاومة اللبنانية بجميع فئاتها الوطنية أفشلت هذا المخطط حينذاك ومن بعدها سوريا ، ولكن الأمريكي بطبعه العدواني ، كما اعتدى على الهنود الحمر وأقام دولته على ارضهم بعد الاستيلاء عليها بالقوة ، لا يعترف بالهزيمة ، ويرجع ليعيد خططه من جديد ، متجاوزا نقاط الضعف التي أدت الى هزيمته .

هذه المرة بدلا من ان يبدأ خطته في المكان ألذي هزم فيه اتجه نحو نقطة اضعف وشبه قابلة للتقسيم وهو العراق ، ومن الواقع فيه فإن اقليم كردستان قابل لإعلان دولة ومتعاون منذ أمد مع السلطات الأمريكية ومع تركيا حتى ضد أكراد تركيا ومتعاون مع الأهم من هؤلاء كلهم اسرائيل حتى قبل سقوط العراق ، والموساد في هذا الأقليم يصول ويجول .

وانتهزت أميركا هذا الوضع المتردي في العراق وتحالفت مع قوى داخلية تريد ان تصل الى الحكم بأية طريقة ولا يهمها وطن او غير وطن سوى مصالحها، وجمعت الأرهابيين وفلول البعث والناقمين واستعملتهم وقودا لتنفيذ مخططها تساعدها على ذلك قوى إقليمية لا تعرف مصلحتها .

طبعا ومن المؤكد لولا اعتماد أميركا على فئة من الشعوب العربية التي باعت ضميرها لتقف ضد أبناءها وإخوانها خدمة للعم سام ، وهو ما يطلق عليه " الخيانة " لما أقدمت وتجرأت على هذا العمل الخطير وبأيادي عربية وفرت لها هذا المناخ ، كما وأنها أستفادت من تجربة سايكس - بيكو التي نفذت أيضاً بخيانة من فئة عربية .

الأعلام الأجنبي يساعده بعضا من الأعلام العربي على تنفيذ هذا المخطط ، ولا ننسى بأن اليوم الحروب الأعلامية أشد فتكا من القنابل الذرية التي لم يستعملها احد سوى أمريكا ، وحتى الأسلحة الكيماوية لم يستعملها احد سوى مرتزقة أمريكا ، واعترف مؤخراً الإبراهيمي بذلك ، كما وان للمخابرات دور فعال في مثل هذه الحروب ، ناهيك عن الدراسات النفسية للشعوب .

بالنتيجة وبالرغم من كل ما يدور من أعلام بأن تحالف أميركا البعث ، داعش وبائعي أنفسهم قد غيروا اتفاقية سايكس بيكو على الأرض فأني مطمئن جداً بأن الغلبة ستكون للشعب العراقي وسيفشل مخططات أمريكا في العراق ، والأيام القادمة ستثبت ذلك ، ولكن هذا لا يعني بأن أمريكا ستقر بالهزيمة ، ولكنها ستنتقل الى مكان آخر خاصرته رخوة .

نسأل الله النصر على كل من يريد شرا ببلادنا .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

---------- --------- ----------

صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة لكل جهات والأفراد، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول...

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com

تعليقات: