مسرحية هزلية بامتياز


مسرحية هزلية بامتياز، هكذا يمكن وصف المؤتمر الصحافي الذي خُصص للإعلان عن السماح بمشاهدة مباريات «مونديال البرازيل»، مجاناً عبر «الكابل»، قد تبدو الأمور عادية في ظل ما عانى منه الشعب اللبناني قبل أن ينال حق المشاهدة، خصوصاً ذلك الجمهور الواسع والبسيط الذي لا يستطيع تأمين أقل متطلبات الحياة اليومية.

الكلام المعسول الذي صدر، سرّ المتابعين وأبهرهم لأنهم على الأقل باتوا على تماس مع الحدث العالمي.. لكن بعد ماذا؟..

عاش الناس في انطلاق كأس العالم، حالة من الغبن، مئات الآلاف منهم لم يشاهدوا البرازيل وهي تلعب في اليوم الأول، وتكرر الأمر خلال الايام التالية، في ظل معاناة حقيقية، غفل فيها هؤلاء، بأن المسألة كانت متعمدة تلاعب فيها المحتكرون بهم لغاياتهم الخاصة، ثم جاء التبرير متأخراً عبر الزعم أن سبب ذلك، كان البحث عن طريقة من اجل ايصال الصورة بشكل اوضح، وذهب البعض ليقول «إن ما تحقق كان انطلاقاً من التضامن الحكومي والجهود التي بذلت لإسعاد الشعب اللبناني»، «الذي من حقه أن يتفوق على الحقوق الحصرية التي يمكن ان تستمدها شركة خاصة، والتي لا يحق لها منع المشاهد من ذلك».

ونسأل إزاء ذلك.. أين كان هؤلاء في اليوم الذي طالب الناس بهذا الحق وعاشوا لحظات الحيرة والتردد والبحث عن مصدر يؤمن لهم المتابعة، ولماذا لم تتم معالجة الموضوع قبل الموعد الرسمي لانطلاق المونديال؟

المكتوب يقرأ من عنوانه، فالذين كان لهم الحق الحصري ببث المباريات تحت شعار البطاقات وغيرها، أشعلوا السوق عبر ترويج شائعات النقل ثم نفيها، بتغطية غير معلنة، فأنجزوا مهمتهم بامتياز وجنوا من الأرباح ما «هب ودب»، ودخلت جيوبهم الملايين من دون عناء في عملية ملعوبة بإتقان قد يكون شارك فيها كثيرون من اصحاب الشأن العالي، الذين أمنوا التغطية وعرقلوا مسألة النقل المباشر على شاشة تلفزيون لبنان.

العملية انتهت اليوم وقضي الأمر واستنزفت أموال المشاهدين، وشرعت جيوبهم بعد ان تم تكبيل كل القنوات، والكابلات بقيود المنع، بهدف السيطرة والربح وحرمان المواطن الفقير ومنعه من التنعم بهذا الحدث.

بعد كل الذي حصل بوسعنا القول إنه لا ينبغي أن تستخفوا بعقولنا وتتلاعبوا بمشاعرنا.. أنها صفقة تجارية رابحة أغرقت جيوبكم بالمال وأدمعت عيون الذين انتظروا الحل، وقد جاء متأخراً..

تعليقات: