تربية النشئ واجب أخلاقي - الجزء الرابع

حولوا اتجاه بوصلتنا من التمسك بتراب الوطن الى الهجرة والتهجير
حولوا اتجاه بوصلتنا من التمسك بتراب الوطن الى الهجرة والتهجير


بعد ان قدمنا في الأجزاء الثلاثة مسؤولية البيت والمدرسة والمسؤولية الدينية من اجل تربية جيل المستقبل ولإكمال الصورة كاملة لا بد من توجيه الطفل الى حب الوطن الذي تخلينا بمحض إرادتنا عن هذه التربية او ربما خطط لنا من جهات خارجية لها مصلحة في ابتعادنا عن الوطن ونجحوا بذلك، وحولوا اتجاه بوصلتنا من التمسك بتراب الوطن الى الهجرة والتهجير، ومن الواقع عندما تسمع ام عباس " تزلغط " فتخرج ام محمد لتسألها ان شاء الله جاي عريس الى البنت، فيكون رد ام عباس اجت الفيزا الى عباس عقبال عند محمد.

تخيل هذه الأم تطير من الفرح لإبتعاد ابنها عنها، والتي كانت تقلب الدنيا ولا تقعدها اذا تأخر عن موعد عودته الى البيت، هكذا وبكل بساطة تغيرت الأحوال من السياسات الخاطئة او المقصودة من ما يقال عنهم رجال السياسة والمسؤولين عن رقاب الشعب اللبناني ، بدلا من ان نبقي على تدريس مادة التربية الوطنية فقد محونا هذه المادة من قاموسنا ، حتى الإستماع الى النشيد الوطني يوميا صباحا في المدارس بات من الماضي ولا يسمح حتى بالكلام عنه ، وحتى في الكتب استبعدوا كل ما يختص بالوطن ،بينما في الماضي كنا نعتز بالوطنية في كتبنا وفي تصرفاتنا وفي أكلنا وشربنا وفي الأبتدائي كانوا يدرسونا نثر وقصائد ما زلت احفظ مقتطفات من قصيدة " غادة اليابان " وهي من روائع ومنتهى الوطنية، ونحن اليوم نفتقدها :

نبؤني برحيل عاجل .. .. لا ارى لي بعده منقلبا

ودعاني موطني ان أفتدي علني اقضي له ما وجبا

قلت والآلام تفري مهجتي .. .. ويك ما يفعل في الحرب

ما عهدناها لظبي مرتعا .. .. يبتغي ملها به او ملعبا

فأجابتني بصوت راعني .. .. وأرتني الظبي ليثا اغلبا

ان قومي استعذبوا ورد الردى .. .. كيف تدعوني آلا أشربا

انا يابانية لا أنثني .. .. عن مرادي او أذوق العطبا

انا أن لم أحسن الرمي ولم .. .. تستطع كفايا تقليب الظبا

اخدم الجرحى وأقضي حقهم وأواسي في الوغي من نكبا

هكذا الميكاد قد علمنا .. .. ان نرى الأوطان اما وأبا

نحن بحاجة الى رئيس " ميكاد " ليعلمنا كما يتعلم اليابانيون حب الوطن ويفدوه بحياتهم ليبقى الوطن ويبقى الميكاد قائدا نزيها للسفينة، وبالتالي تقف الشعوب الأخرى بما فيها حكوماتهم احتراما وإجلالا لشعبنا وحكومتنا ولا تستطيع التدخل في كل شاردة وواردة في حياتنا كما هو واقع الحال .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الأول من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الثاني من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري

الجزء الثالث من موضوع "تربية النشئ واجب أخلاقي" للكاتب صبحي القاعوري

--------- --------- ----------


صفحات موقع "خيام دوت كوم" مفتوحة للجميع، منبراً حراً لنشر أدبياتهم وآرائهم واعلاناتهم وكتاباتهم وصورهم، ضمن حدود اللياقة والأصول...

والآراء المنشورة تحمل رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "الموقع" أو توجهاته.

يمكن التواصل معنا، عبر بريدنا الألكتروني: info@khiyam.com

تعليقات: