مخيم مرج الخوخ للنازحين يغرق بالمخاطر البيئية ـ الصحية

مخيم مرج الخوخ للنازحين يغرق بالمخاطر البيئية ـ الصحية
مخيم مرج الخوخ للنازحين يغرق بالمخاطر البيئية ـ الصحية


مرجعيون ـ

مياه الصرف الصحي تجري بين الخيم لتستقر في حفرة مكشوفة، أسلاك كهربائية ممدودة على الأرض ومكشوفة لإنارة الخيم، «حمّامات» او مراحيض عبارة عن حفرة صغيرة مغطاة بالنايلون، وبمجرد ان تمتلئ يقومون بطمرها لتتحول الى فخ للمارة، عن غير قصد طبعا، نفايات متراكمة، يتم حرقها بين الحين والآخر ليغمر دخانها مخيم مرج الخوخ- مرجعيون الذي يقطنه اكثر من 150 عائلة سورية نزحت اليه على مدى السنوات الثلاث الماضية، جلّهم من الأطفال، ما يشكل تهديدا بيئيا وصحيا لهم ولذويهم وحتى لأقرانهم من التلامذة اللبنانيين، في حين ان المنظمات الدولية والجهات المانحة التي تعمل على اغاثتهم لا تقدم لهم الا القليل مقارنة بهذا الوضع المزري الذي يرزحون تحته دون ايجاد حلول للمشكلات الصحية -البيئية، خاصة وان بشائر الربيع حلّت وفصل الصيف ليس ببعيد، ما يحوّل حياة هؤلاء الى حياة ملؤها الأمراض والأوبئة التي قد تنتقل فيما بينهم من الصفيرة والجرب والقمل وغيرها من الأمراض التي تنجم عن غياب الحد الأدنى من الشروط الصحية والبيئية السليمة.

طبيب يحذر

نازحو مخيم مرج الخوخ لم يتركوا فرصة الا ورفعوا فيها الصوت امام المعنيين من جهات ومنظمات دولية ومانحة وغيرها، إلا ان النتائج المرجوة ما زالت بعيدة المنال حيث يقول الدكتور علي ضيا، المكلف، من قبل نازحي مخيم مرج الخوخ، بمتابعة شؤونهم: «وجود هذا العدد من النازحين في مخيم يفتقر الى الكثير من شروط الصحة والسلامة يؤثر على البيئة المحيطة بهم من بنى تحتية ونقل بعض الأمراض ومنها غير الموجود في لبنان مثل «حبة حلب»، اضافة الى عدم وجود توعية صحية كافية للنازحين الذي قد يزيد من الأمراض وانتقال العدوى بينهم لا سيما الأولاد ونقل العدوى الى الطلاب اللبنانيين في المدارس التي يتعلمون فيها«.

يضيف ضيا:» وبما ان الأزمة قد تطول فلا بد من اتخاذ اجراءات على كل الصعد من قبل المنظمات والجمعيات والوزارات المعنية وتأمين بنية تحتية للصرف الصحي ومياه الشفة وشبكات الكهرباء بشكل مقبول ما يخفف من امكانية اصابتهم بامراض وتحديدا المعدي منها».

ويطالب ضيا بـ«التنسيق بين تلك المنظمات والجمعيات لتسيير العمل والقيام به بشكل سليم لتلافي هذا الوضع البيئي السيئ في مرج الخوخ، والتدخل بشكل فاعل وسريع كون هذا الوضع يحتاج الى اكلاف مادية تفوق قدرات هؤلاء النازحين وبعض الجهات التي تقوم بمد يد المساعدة لهم».

نازحون ومعاناة

النازح ابو اياد، سلطان جلول من ادلب، يعتصره الحزن والأسى على وضعه وعائلته المؤلفة من سبعة اشخاص بينهم اربعة اطفال، اذ ان ظروف الحياة قاسية ولا بديل في مكان افضل، «اقله ما مندفع ايجار الخيمة، ولكن بالمقابل نحنا بحاجة لمساعدة مش بس اكل وشرب، انما الحد الأدنى من مقومات الحياة الصحية والسليمة لأطفالنا».

ويشير بيده الى احد «المراحيض» متسائلا:» هذا حمّام في القرن الواحد والعشرين؟، يعني اليوم نحنا في فصل الشتاء، بينما بالصيف يكثر الذباب والحشرات وحتى الأفاعي والروائح الكريهة جراء النفايات المتراكمة قرب خيمنا، حتى لو تم حرقها قد تتسبب بامراض لأطفالنا».

من جهته ابو خالد، محمد رمضان وعائلته المؤلفة من 5 اشخاص بينهم ثلاثة اطفال، يشكو من خيمته الممزق قسم منها «يعني الشتوة الأخيرة عانينا منها الكثير وامضينا وقتنا بسحب مياه الأمطار منها وتسكير الفتحات التي تسببت بها الرياح، وحتى اليوم ما حدا حاول يأمنلنا خيمة تقينا ما تبقى من امطار وحتى حرارة الصيف المقبل»، مضيفا، «لأنو يبدو الوضع صعب ومطولين لنرجع عاديارنا».

جارهم ابو عبدو، حسن الخضر عائلته مؤلفة من سبعة اشخاص، يعتبر ان «المواد الغذائية من سكر وحليب وحبوب ومعلبات ليست الحل لمشاكلنا»، معربا عن قلقه من الجور الصحية الخاصة بـ»المراحيض» والمطمورة بعدما امتلأت بالأوساخ، معدّدا المشاكل التي يواجهونها في هذا المخيم، ويلفت الى ان احدى المنظمات الدولية قدمت عددا من المراحيض المتنقلة لبعض الخيم «على ان يكون هناك مرحاض لكل ثلاث خيم ولكن لم يتم تشغيلها حتى اليوم، وكنا قد اعترضنا على ذلك لأنه لو تم تشغيلها لا يكفي المرحاض لعائلة واحدة»، مشيرا الى ان تلك المنظمة قامت منذ مدة بتركيب عدد من خزانات المياه لتغذية المخيم بالمياه، وهذا حلّ جزء بسيطا من مشكلة المياه إلا انها ايضا لا تكفي في فصل الصيف حيث يكثر استهلاك المياه».

وطالب ابو عبدو الجهات المانحة تامين شبكة صرف صحي ومرحاض لكل عائلة، «حفاظا على صحة اولادنا من الأمراض والأوبئة التي تكثر في فصل الصيف، كذلك تعبيد الممرات الداخلية بين الخيم ولو بمادة الباسكورس، لأنها ترابية وفي الأمطار تتحول الى وحول، ما يخفف بعضا من الأوساخ التي تكثر جراء التنقل بين الخيم».

مخيم مرج الخوخ والحاجات الضرورية لحياة صحية سليمة، في حال تم تنفيذها، سيخفف في الوقت نفسه من الأضرار البيئية التي بدأت تتعرض لها الأراضي والحقول الزراعية المحيطة بهم، كذلك المياه الجوفية، حيث يوجد عدد من الآبار الإرتوازية التي تروي الحقول الزراعية وحتى مياه الإستخدام المنزلي.

تعليقات: