عن والدي المرحوم الحاج أبو علي حسين علي ديب عواضة

المرحوم الحاج حسين علي ديب عواضة (أبو علي)
المرحوم الحاج حسين علي ديب عواضة (أبو علي)


سألني الاستاذ ابراهيم سعد عبر شبكة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) إبنة مَن أكون؟

بداية أشكر الأستاذ ابراهيم على سؤاله...

جميل ان يبني الخياميون جسور تواصل مع اهلهم اينما كانوا فهذه سمة ابن الخيام يبحث عن أخيه الخيامي اينما حلّ، نتعرف على اخبار بعضنا البعض، ابناء البلدة الواحدة، من خلال موقع الخيام المميز او عبر الفيس بوك او اية وسيلة تواصل اخرى.

طبعا فقد قمت بارسال بطاقة تعريف خاصة عن عائلتي للاستاذ ابراهيم...

أما الان فسوف اعرّف عن نفسي بطريقة اخرى، إبنة مَن اكون؟

أنا ابنة المرحوم الحاج حسين عواضة الذي أبى ورفض كل المحاولات لاخراجه من ارض الخيام خلال العدوان الاسرائيلي الغادر على لبنان الذي طال لمدة ٣٣ يوماً في شهر تموز ٢٠٠٦.

كان الوالد آنذاك يبلغ من العمر ٨٨ عاماً ويتمتع بصحة جيدة وايمانا بقضاء الله وقدره.

كانت كلمته دائما هي نفسها النصر او الشهادة ولن اخرج من ارضي حتى لو اجتمع الانس والجن على اخراجي، فخروجي من بلدتي الخيام بالنسبة لي هو الموت الاكبر والحقيقي.

في بلدتي اريد ان احيا واموت..

هنا حياتي وذكرياتي ..

هنا فرحي هنا حزني..

هنا آامالي واحلامي وحنيني..

هنا عشقي..

هنا اتنشق طعم الحياة..

هنا جذوري مغروسة بتراب الارض..

هنا أشمخ برأسي عاليا بأنني من الجنوب ابن الخيام.

لا لا لا والف لا...

الخروج من بلدتي يعني ان اعيش بقية عمري جسدا بلا روح.. بلا عنفوان.. بلا كرامة!

فكان ايمانه واصراره وعزيمته وارادته على الصمود اقوى من الخوف الذي بداخله واقوى من صواريخهم وطائراتهم.

٣٣ يوما من العدوان الغاشم ووالدي يحتسب امره عند الله، يقضي وقته ما بين الصلاة والدعاء وقراءة القران،

أبى إلا ان يكون الى جانب المقاومين لاعتقاده وايمانه بأن الموقف سلاح والدفاع عن الوطن واجب فكان ايمانه سلاحه.

الوالد كان على يقين بأن النصر آت لا محال وان الفرج قريب !...

انتهت الحرب بالنصر المؤزر ورفعت رايات النصر وعلت الاصوات بــ الله اكبر.

..

بعد انتهاء الحرب اجريت معه العديد من المقابلات التلفزيونية.

لقد تحمل الكثير الكثير من المعاناة تحمل قسوة الجوع والعطش والخوف واصوات الصواريخ التي كانت تتساقط بالاف الاطنان.

توفي والدي بعد ست سنوات من الحرب ولم يخرج من ارضه كما احب وتمنى..

طيب الله ثراه وجعل مثواه الجنّة واطال الله باعماركم

سجل التعازي بالمرحوم الحاج حسين علي ديب عواضة (أبو علي)

تعليقات: