أم مسعود وفوائد الأعشاب البريّة

أم مسعود تبحث عن حشائشها في المنصورة البقاعية (شوقي الحاج)
أم مسعود تبحث عن حشائشها في المنصورة البقاعية (شوقي الحاج)


استغلت أم مسعود إبراهيم، الدفء النسبي للطبيعة، فتأبطت كيساً من خيوط النايلون المشبوكة، وحملت «مخلوفة» وسكيناً قديمة متوسطة الحجم، وراحت تجوب أطراف بلدة المنصورة في البقاع الغربي، باحثة عن الحشائش البرية، التي تزخر بها سهول الخير، وحواشي المستنقعات والبرك الاصطناعية.

أم مسعود، التي اعتادت جمع الحشائش البرية بشكل شبه يومي عند بداية كل موسم، منذ سنين خلت، تسعى كما قالت: «إلى جمع كمية متنوعة من الحشائش، تمهيداً لطبخها أو أكلها نيئة، تبعاً لنوعيتها، مع عائلتها المكوّنة من سبعة أفراد، باعتبار هذه الحشائش تختزن الأغذية الكاملة لجسم الإنسان».

أم مسعود التي تغريها المنافسة مع مثيلاتها النساء في المنصورة، في جمع الأفضل والأجود من «السليقة «، ترفض أن تكون أنانية في كسب المزيد عن حاجتها اليومية، لأنها ترى في لملمة الحشائش الطازجة يومياً، الفرصة الأفضل في المحافظة على جودتها ومذاقها الطيب.

تختلف الحشائش التي تجمعها أم مسعود، باختلاف المواسم، فهي في هذه الأيام تنشط في جمع ما تعطيه الأرض، من الدردار، والعنّة، والبلعصون، والمشّي، والعلت، ولسان الثور، والسبانخ البرية، والكرّاث، والثوم البري.

وتصف أم مسعود هذه المأكولات بالصحية، وهي بمثابة علاجات، قد تشفي الإنسان من كثير من الأمراض التي تصيبه، لخلوها من الملوثات، ومن المواد الحافظة، ومن المواد الكيماوية التي تستخدم لإنبات الكثير من الزراعات.

أم مسعود في حديثها عن فوائد ومنافع الحشائش البرية، استذكرت أيام زمان لتقول: ربما ما زال جيلنا والأجيال التي سبقتنا تتمتع بصحة جيدة، وبأجسام عامرة، خالية من الأمراض، والنسبة الأكبر منها لا تعرف الطبيب، نتيجة الاعتماد على موجودات الطبيعة غير المصنعة، من حشائش وحبوب وثمار وغيرها.

تعليقات: