حجوزات الطيران وسهرات رأس السنة «اغترابية» بامتياز

حجوزات الطيران لعيدي الميلاد ورأس السنة تدنت 6% (علي لمع)
حجوزات الطيران لعيدي الميلاد ورأس السنة تدنت 6% (علي لمع)


«السياحة» تودّع 2013 بـ 3.5 مليارات دولار خسائر

يودّع القطاع السياحي العام 2013، بتراجع يلامس ثلاثة مليارات و500 مليون دولار في مداخيله، مقارنة مع العام السياحي الأساس 2010، وإقفال العديد من المؤسسات، خصوصا في منطقة الجبل، وتسريح عشرات الموظفين، آخرها، كما علمت «السفير»، استعداد فندق في منطقة برمانا للإقفال نهائيا، بعدما كان يوفر وظائف لحوالي 200 موظف.

وبينما تلحظ المعطيات التي توافرت لـ«السفير» أن لبنان خسر حتى تشرين الثاني الماضي 852 ألفًا و793 زائرًا مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2010، يبدو أن عيدي الميلاد ورأس السنة سيقتصران على اللبنانيين المغتربين.

حجوزات الطيران

يكشف رئيس الدائرة التجارية في «طيران الشرق الأوسط» (الميدل ايست) نزار خوري لـ«السفير» أن «نسبة الحجوزات عشية الأعياد لهذه السنة، هي كما كانت في السنة الفائتة، أي متدنية بنسبة حوالي 6 في المئة عن السنة 2011».

ويوضح أن «معظم جنسيات الركّاب من اللبنانيين العاملين في دول الخليج وأوروبا، والمغتربين في دول أميركا الذين يأتون لزيارة أقاربهم وأهلهم في فترة الأعياد».

ويلفت الانتباه إلى أن «الميدل ايست وضعت عددا من الرحلات الإضافية، كما في السنة الفائتة، إلى الدول العربية والخليجية لتلبية أي زيادة في الطلب ضمن شبكة خطوط الشركة»، مؤكدا أن هناك عروضا تشجيعية تقدمها الميدل ايست للقدوم إلى لبنان، ليس في عيدي الميلاد ورأس السنة فحسب، بل في كل المواسم»، موضحا أن «هذه الأسعار هي لجلب مزيد من الركاب، خصوصا في مناسبة الأعياد».

وإذا لمس اختلافا في نسب حجوزات المغتربين والعرب والأجانب لقضاء العيد في لبنان، عن السنة الماضية؟ يفيد خوري بأن «نسبة الحجوزات لقضاء فترة الأعياد في الربوع اللبنانية لم تتغير عن السنة الفائتة بالنسبة للعرب والأجانب، وبقيت متدنية».

ذاهبون إلى الأسوأ

في المقابل، يستهل رئيس «اتّحاد النقابات السياحيّة في لبنان» نقيب «أصحاب الفنادق» بيار الأشقر حديثه لـ«السفير» قائلا: «يبدو أن حذاء بابا نويل ما زال مثقوبًا». ويتابع محذراً من استمرار التوتر الأمني والسياسي في العام 2014، مؤكدا أن «بقاء هذا الوضع، يعني أننا ذاهبون إلى الأسوأ اقتصاديا واجتماعيا وسياحيا»، كاشفًا في هذا الخصوص أن «مداخيل القطاع السياحي تراجعت بنسبة 54 في المئة في 2013 مقارنة مع عامي 2009 و2010، كذلك تراجع معدل سعر الغرفة 50 في المئة على صعيد سنوي، بسبب المضاربة بين الفنادق، وعطش السوق إلى السياح».

يوضح الأشقر أن الطلب على حجوزات الأعياد بعدما كان يبلغ في هذا الوقت 120 في المئة في العاصمة بيروت، تراجع حاليا إلى 60 في المئة في بيروت، بينما ساهم تساقط الثلوج إلى ارتفاع معدل الحجوزات إلى 100 في المئة في مناطق التزلج. لكن يستدرك قائلا: «إنما معدل الإقامة انخفض إلى 4 أو خمسة أيام حدًا أقصى، بعدما كان يمتد إلى أسبوعين في السنوات السابقة».

وتبلغ نسبة الإشغال حاليا في العاصمة بيروت 44 في المئة، وفي منطقة جونية 20 في المئة، وبرمانا 10 في المئة، أما في مناطق الجبل (صوفر، بحمدون، عالية..) فما زالت الحركة شبه معدومة، بعدما أقفلت غالبية المؤسسات السياحية، لا سيما تلك التي تحمل علامة تجارية دولية.

أين فنانونا؟

تتوزع الحجوزات، في المرتبة الأولى، على اللبنانيين المغتربين، ثم على السوريين والعراقيين والأردنيين، في ظل «غياب شبه تام للسياح الخليجيين»، وفق الأشقر، الذي يضيف: «القطاع السياحي يذوب مثل الشمعة، ولا من يسأل أو يهتم أو يشعر بوجود مشكلة وكأن الدنيا بألف خير»، سائلاً: «أين حفلات الميلاد ورأس السنة؟ أين فنانونا.. كلهم في الخارج في دبي وأربيل، لأن، للأسف، الوضع في البلد لا يسمح بإقامة حفلات ضخمة».

بين تشرين وتشرين

احصائيًّا، تظهر الأرقام الرسمية، تحسنا ملحوظا في قدوم السياح، بدءا من منتصف شهر تشرين الأول، أي مع عيد الأضحى المبارك، الذي ساهم بانتعاش ملحوظ في القطاع السياحي مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، فزاد عدد السيّاح في هذا الشهر بنسبة 11.18 في المئة إلى 102 ألف و994 زائرًا، مقارنة مع تشرين الأول 2012 (92 ألفًا و640 زائرًا). وطال هذا التحسن شهر تشرين الثاني، إذ زاد العدد فيه 8.84 في المئة إلى 82 ألفا و588 زائرًا، مقارنة مع 76 ألفا و132 زائرًا في تشرين الثاني 2012.

لكن مقارنة مع عامي 2011 و2010، يلحظ أن التراجع بلغ في شهر تشرين الثاني 2013 مقارنة مع تشرين الثاني 2011، نسبة 33.57 في المئة (بلغ عدد الزوار في حينه 124 ألفًا و327 زائرا)، ومع تشرين الثاني 2010، بلغت نسبة التراجع 49.59 في المئة (عدد الزوار 163 ألفًا و833 زائرا).

خسائر 11 شهراً

على صعيد تراكمي، تلحظ الإحصاءات التي توافرت لـ«السفير» أن عدد السياح الذين خسرهم لبنان حتى شهر تشرين الثاني الماضي (11 شهرًا)، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، بلغ 92 ألفًا و129 سائحًا، ومقارنة مع العام 2011 بلغت الخسارة 362 ألفًا و76 زائرًا، أما الخسارة فبلغت ذروتها مع 852 ألفًا و793 زائرًا، مقارنة مع الأشهر الأحد عشر الأولى من العام 2010. وتسجل إحصاءات «مصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة»، أن عدد الوافدين في الأشهر الأحد عشر من العام 2013، بلغ مليونًا و162 ألفًا و962 زائرًا، ومقارنة مع الفترة نفسها من العام 2012، يلحظ أن التراجع بلغ 7.34 في المئة، إذ بلغ عدد الوافدين مليونًا و255 ألفًا و91 زائرًا، ومقارنة مع الفترة نفسها من العام 2011، هناك تراجع بنسبة 23.74 في المئة، إذ بلغ العدد الإجمالي آنذاك مليونًا و525 ألف و38 زائرًا. أما مقارنة مع الأشهر الأحد عشر الأولى من العام 2010، فيلحظ أن نسبة التراجع بلغت 42.30 في المئة، إذ بلغ العدد الإجمالي مليونين و15 ألفًا و755 زائرًا.

الهبوط الكبير

أمام هذا الوضع، يبدو لافتا للانتباه، أن الهبوط الكبير كان في عدد السيّاح العرب، الذي بلغ بين الأشهر الأحد عشر الأولى من 2013 مقارنة مع الفترة نفسها من 2010، 470 ألفًا و282 سائحا، وما نسبته 56.14 في المئة، إذ بلغ مجموع العرب القادمين إلى لبنان 367 ألفًا و401 زائراً في 2013، مقابل 837 ألفًا و683 زائرًا في الفترة نفسها من 2010.

أما السياح الوافدون من أوروبا، فبلغت الخسارة عن الفترة نفسها، 106 آلاف و773 سائحا، وما نسبته 21.11 في المئة، إذ بلغ عددهم الاجمالي حتى تشرين الثاني الماضي 398 ألفا و957 زائرًا، مقارنة مع 505 آلاف و730 زائرا حتى تشرين الثاني 2010.

كذلك يلحظ أن نسبة القادمين العرب تراجعت 12.9 في المئة بين مجموع الأشهر الأحد عشر الأولى من 2013 (367 ألفًا و401 زائرً) والفترة نفسها من 2012 (421 ألفًا و857 زائرًا).

كامل صالح

تعليقات: