57 ألف شجرة في القليعة والهدف محميّة من 500 ألف

رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة
رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة


مرجعيون –

رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة ضمن "مشروع التحريج في لبنان"، إذ كانت التجربة في القليعة واحدة من أنجح التجارب في لبنان، حيث بلغت نسبة الأشجار التي بقيت على قيد الحياة 88%، مقارنة بالمعدّلات السابقة التي لم تتجاوز الـ25%.

اختيرت القليعة مع 9 قرى أخرى من بقية المحافظات (عنجر، كفرزبد، بشري، تنورين، كفردبيان، راشيا الوادي، الرمادية، مقنة، وعيناتا) لتكون جزءاً من مشروع التحريج الذي يهدف الى استرجاع غابات لبنان وتعزيز التزام إعادة التحريج والوقاية من حرائق الغابات والتصدّي لها عبر بناء قدرات المجتمعات والمنظمات المحليّة.

تولت عملية تمويل المشروع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) وتنفّذه مديرية الأحراج الأميركيّة (USFS) ، بالتنسيق مع المنظمات والمجتمعات المحليّة.

الغطاء الحرجي 13%

تقلّص الغطاء الحرجي في لبنان بنسبة 35% (الغطاء الحرجي الحالي يبلغ نحو 13% وفق تقرير "الفاو"- 2005). لذا، كان اطلاق هذا المشروع عام 2011، بعدما بات واضحاً تنامي الخطر على صحة البيئة وأمن المياه وسبل العيش في الأرياف والمدن، وبغية التصدي لهذه التهديدات البيئيّة. ويطمح القيمون على المشروع الى تجسيد الشراكة بين المنظمات الشعبيّة والمجتمعات المحليّة، سعياً إلى تشجيع إعادة التحريج والوقاية من حرائق الغابات التي تهدَّد الغطاء الحرجي.

أما اختيار القليعة من بين القرى العشر الأخرى، فجاء تجاوباً مع مجموعة من الشبيبة كانت بدأت سابقاً تحريج مساحات من البلدة على عاتقها الخاص، فكان المشروع دعماً فاعلاً، ساهمت في نجاحه عوامل عدة، منها التربة الخصبة وكثرة المشاعات، اضافة الى اهتمام أهالي البلدة.

57 ألف نصبة

المسؤولة عن التنمية المؤسسيّة والتواصل في المشروع جويس بجّاني، اشارت الى أن 57 ألف نصبة موزّعة على 6 أصناف محليّة المنشأ، غرست حتى اليوم في القليعة ضمن مساحة 56 هكتاراً، لافتة الى أن كلفة المشروع فاقت الـ 200 ألف دولار وشملت توفير النصوب وشبكة الري وكلفة تحضير الأرض وعملية الزرع والتسييج، فيما تكفّلت البلدية بالري. وحين تنتهي المشروع بعد ثلاث سنوات، يُسّلم الى الأهالي والبلدية لمتابعة الاهتمام به.

مديرة قسم التحريج في المشروع المهندسة الزراعية مايا نعمة اعتبرت أن التحدّيات كانت كبيرة، "أبرزها أن المنطقة المزمع تشجيرها كانت مزروعة بالألغام. ورغم إزالتها في وقت لاحق، إلاّ أنه كان ثمّة خوف وقلق، اضافة الى وجود مرملة، علماً أن المنطقة تُعرف بـ "الوعر" التي تكثر فيها الذئاب. ولكن بفضل تصميم الأهالي وثقتنا بالمشروع، تمكنّا من حلّ كلّ هذه التحدّيات وأبصر المشروع النور".

إشراك المجتمع

ولفتت الخبيرة في إشراك المجتمع المحلّي، رولا سعادة، الى ان أحد أهداف المشروع الأساسيّة هو إشراك المجتمع المحلي في المسؤولية البيئيّة، فمشاركة عدد من الاهالي، حتى كبار السن منهم، في عملية الغرس، جعلتهم يشعرون بأن هذه النصوب باتت ملكهم، مشيرة الى أن خطة الرعاية الخماسية صاغها ممثلون عن المجتمع المحلّي في البلدة واللجنة البيئيّة، بإشراف البلدية، بغية المحافظة على الأشجار وزيادة عددها، اضافة الى مكافحة الحرائق وإخمادها في حال حصولها.

أحد مؤسّسي المجموعة، المختار أمين سعيد، يتولى حالياً حراسة الغابة، وهو مكلّف بمتابعة المشروع وتطويره. وقد شرح ظروف نشأته ومساره، مشيراً الى طموح أبناء البلدة هو في غرس 500 ألف نصبة، لافتاً الى أنهم أبدوا تجاوباً كبيراً حيال الاهتمام بهذا المشروع انطلاقاً من حسّهم بالمسؤولية، وهذا ما بدا واضحاً من خلال مشاركة الكبار والصغار معاً في ورش الغرس.

وأكّد أنّ ثمّة مساعي لجعل المساحة التي تمّ تشجيرها محميّة تدرج في الخريطة البيئية والسياحية في لبنان. وقال: "نشجّع حالياً الشباب على اكتشاف هذه المساحة، من خلال تنظيم زيارات ميدانية ورحلات المشي للتعرّف إلى الطبيعة وتمتين اواصر العلاقة معها، إضافة الى إشراكهم في مسؤولية حمايتها".

تحدّيات

برزت تحدّيات كثيرة خلال عملية التشجير خصوصاً أنّ إحدى المساحات المختارة كانت مرملة، ولكن بفضل تصميم الأهالي وعملهم على تجليل المساحة تحوّلت مساحة مزروعة بالأشجار، فضلاً عن خطر الحرائق المتكرّر في تلك المنطقة. ولهذه الغاية تمّ تدريب عدد من المواطنين لحمايتها والتدخّل العاجل في حال شب حريق، وذلك بالتعاون مع الدفاع المدني والبلدية، وتم لهذه الغاية توفير بعض المعدّات الضرورية.

أما التحدّي الآخر، فتمثل بوجود الذئاب والحيوانات، لكن تمّت معالجة هذه المشكلة عبر تسييج هذه المساحات لحمايتها والمحافظة عليها.

رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة
رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة


رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة
رجال ونساء واولاد من مختلف الاعمار، جمعهم حبّ الأرض، فقاموا بغرس أكثر من 55 ألف نصبة في بلدة القليعة


تعليقات: