جارتي المسيحية


لقد غدر الزمن بجارتي وأنقلب عليها، لقد تبدلت ضحكتها إلى غم. وبسمتها إلى هم. وريقها إلى سم.

إنها كبيرة حارتي وصانعة سبّاحتي

إنها جارتي.

علمت بمحنتها، زرتها ثائراً. رأتني، بعيونها ضمتني. وخاطبتني، ولدي، أعداء محمد قصفوا محرابي، وحطّموا معبدي.

علمتُ، إنها تعلم، فهي من علمتني إن عيسى لم يعرف من دون محمد. وأتباع محمد هم حواريي عيسى.

رأيت معبدها المحطّم. علمت إنه في لحظة سباتي أتباع الوهابية مروا وإيقظوني من مماتي. كظمت غيظي. رتبت معبدها. وأجلست صليبها. وجمّعت بقايا تمثال عذرتها. إلتقطت خرازات ما صنعت يداها من سبحات ونظرت إليها.

لم أعلم إنها كانت تراقبني وتتبع خطواتي. تقابلت روحي مع روحها. بصوتها السبيعيني، وبعفوية مطلقة قالت، ولدي، مهما فعلوا، لن يستطيعوا أن يمحوا سورة مريم من القرآن الكريم. لن يستطيعوا.

جمدت في أرضي. نعم يا والدتي، إن مريم عليها السلام وولدها عيسى هما محور ديني وتسليمي وحياتي.

ساميحهم يا آماه، إنهم قوم لا يعلمون. إنهم قتلة ومجرمون. إنهم مارقة ومنافقون.

إنهم الوهابية، أتباع بني صهيون.

تعليقات: