طفلتي عائشة


بابا، بابا، قوم، بابا عم بيدقو على الباب والخادمة نايمة. قوم بابا قوم. تهزّه بيمينها، يالله يا بابا قوم.

الأب مستيقظ. لكنه، يرغب بتدريب إبنته الطفلة على الصبر من بدايات حياتها. إستمر في التمدد على فراشه بإنتظار خطتها في إيقاظه. خرجت من الغرفة، فجأة وبدون أي تحذير دخلت غرفته مسرعة، بتنهد، بابا فيق، فيق يا بابا. الخادمة نطت من الشباك.

نهض مسرعاً، لاحقته بلطف ضحكتها. هجمت عليه، وعلى رجليه، تريده أن يقع أرضاً. لصغر حجمها لم تستطع. تركها خلفه تقهقه ببرأتها. إستمر في البحث عن اللطيفة التي تساعدهم في البيت، وجدها تشرب الشاي مع زوجه. تبسّم لهن. حمد الله، وعاد أدراجه باحثاً عن طفلته عائشة. وقف مدهوشاً. لله ما أجملها، لقد نامت في فراشه بإنتظاره. لقد تظاهرت بالنوم بإنتظار عودته.

جلس على حافة سريره مداعباً مخيلتها اليقظة، نطق عالياً، "لقد نامت عائشة، يالله لقوم وشوف وين صارت فاطمة، ووين صارت رباب..." وقف، وتوجه نحو الباب. وما أن وصل إلى الباب حتى شهقت بعذوبتها، "أنا مش نايمة، انا مش نايمة."... عاد إليها، غمرها بعطف نظراته. "حاولي نامي، يالله راح نام حدك." قفزت من مكانها، وألقت برأسها وجسدها الصغيران على صدره، وأغمضت عينيها، وأغمض عينيه. وبينما هو على وشك أن يذهب للنوم، قالت له، "بابا، أنا بحب الله." تبسّم، وخاطبها "والله بيحبك يا عائشة." ودخلا عالم الأحلام لعلهما يحلما في رسول الله (ص).

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إبراهيم

تعليقات: