الباشق والضيافة

الباشق طائر أليف، وصديق محبّ
الباشق طائر أليف، وصديق محبّ


الباشق طائر أليف، وصديق محبّ. لقد سبق لي وإن اقتنيتُ واحداً قبل هجرتنا من الخيام في العام 1977.

منظره جميل. كان يقف باعتزاز وثقة على الحائط خارج المنزل دون أن تجرأ أي قطة هائمة أو معادية له على الاقتراب منه. وكان عند رؤيته لي، أثناء عودتي إلى المنزل، يأخذ بالزعيق، راقصاً وملوّحاً بجناحيه المصابين وذيله طلباً للطعام الذي اعتاد عليه "اللحم" على أنواعه.

كان مصير هذا الطائر الكاسر الموت داخل منزلنا الذي هدمته الطائرات الإسرائيلية حينها. كان جزءاً من المجزرة التي اقترفها الإسرائلي في بلدتنا. حزنتُ عليه وعلى القطة التي عاشت في منزلنا ومنزل هذا الجدّ الشهيد.

أما بخصوص الباشق، فأنا لا أحبّذ اقتناء الطيور في الأقفاص كما يفعل البعض لأنّ فضاءها هو الازرق والحريّة. لكنّ حال هذا الطائر يثير الدهشة، فلم أسمع بحادثة مشابهة! فحسناً فعل هذا المواطن تجاه هذا الطائر الزائر، فهو ضيف، وعلينا الاعتناء بالضيف، وعندما يريد المغادرة فليكن له ذلك.

تقول إحدى الروايات أنّ أحد الضباع قد لجأ إلى خيمة عربيّة طلباً للحماية من مجموعة من الأشخاص تطارده، فما كان من صاحب الخيمة إلا تأمين الحماية له وطرد المجموعة المهاجمة والقيام بواجب الضيافة بالرّغم من النتيجة المأساوية التي أعقبت ذلك...

موضوع ذات صلة:

الباشق المسالم هبط فجأة من السماء على عائلة الحرفوش في الحاصباني

تعليقات: