مساعِ للاستيعاب التلامذة السوريين في حاصبيا ومرجعيون


يعيش التلامذة السوريون أزمات متعددة تبدأ بإيجاد المدرسة وصولا الى تأمين وسائل النقل، اضافة الى ان هناك العديد منهم لا يمتلكون أوراقا رسمية لتحديد المرحلة التعليمية التي وصلوا اليها، في وقت يعاني النازحون أصلا صعوبة تأمين حياة كريمة من مواد غذائية ووسائل تدفئة.

وعلى الرغم من ان ابواب المدارس الرسمية مفتوحة لهم أسوة باللبنانيين ، بايعاز من وزارة التربية ، فان الصعوبة تكمن في تأمين المقاعد الدراسية لهم في بعض المدارس لا سيما الإبتدائية منها، اضافة الى مستحقات صندوق الأهل . وفي هذا السياق أكد مصدر في وزارة التربية ان الأمور حتى اللحظة تسير بشكل طبيعي ويتم تسجيل الطلاب السوريين وفق الإمكانات المتوفرة، وفي حال عدم القدرة على استيعابهم في المدارس الرسمية سيصار الى استحداث مراكز خاصة لهم في فترة بعد الظهر، موضحا، على سبيل المثال هناك اقتراح بافتتاح المدرسة المتوسطة في شبعا فترة بعد الظهر لنحو 400 تلميذ سوري من المقيمين في شبعا، وذلك لصعوبة استيعابهم الى جانب اقرانهم من اللبنانيين، وايضا اقتراح بافتتاح مدرسة الخيام الرسمية فترة بعد الظهر لاستيعاب أكثر من 200 تلميذ سوري، وكلما اقتضى الأمر سيتم استحداث مراكز فترة بعد الظهر لاستيعاب الطلاب السوريين، لافتا الى ان وسائل النقل والتدفئة والقرطاسية ستكون مؤمنة، من قبل بعض الجمعيات والمفوضية العليا لغوث اللاجئين UNHCR.

وبذلك يكون قد تم تأمين العام الدراسي للعدد الأكبر من الاطفال النازحين، ذلك ان في قضاء حاصبيا نحو 675 تلميذا سوريا، وفي قضاء مرجعيون 541 يجري العمل على تأمين المقاعد الدراسية لهم كي لا يذهب عامهم الدراسي ادراج الرياح.

هذه الأزمات والحلول لها تتزامن مع المبادرات الفردية التي تحاول المساهمة في تأمين عام دراسي ناجح لهؤلاء التلاميذ، حيث باشرت مدرسة الإيمان في العرقوب باستحداث دوام بعد الظهر للتلاميذ السوريين من مختلف قرى العرقوب، اذ تم تسجيل نحو 100 حتى اليوم مقابل 200 الف ليرة عن كل تلميذ تشمل تأمين الكتب والقرطاسية ووسائل النقل والتدفئة، حيث اكد مدير المدرسة وسيم سويد ان "هذه المبادرة هي خطوة متواضعة للتخفيف عن اهلنا النازحين وعدم اضاعة العام الدرسي عليهم"، مشيرا الى ان "المدرسة لديها امكانية لاستقبال نحو 250 تلميذا سوريا وابوابنا ما زالت مفتوحة لهم".

---------------- ---------------

مفوضية اللاجئين: عددهم في الرسمي يقارب عدد التلامذة اللبنانيين

سارة مطر

تكشف منسقة الاعلام في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جويل عيد أن "لبنان بات يضم نحو 270 ألف طفل سوري بعمر الدراسة، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 330 ألف نهاية السنة الحالية، وهذا يقارب عدد الطلاب اللبنانيين المسجلين في التعليم الرسمي العام الماضي وهو 300 ألف تلميذ لبناني".

وتوضح أن "معظم هؤلاء الطلاب هم من عمر صفر إلى 11 سنة، وهم: 131 ألف طفل بين عمر صفر وأربع سنوات، 135 ألف طفل بين خمس سنوات و11 سنة و84 ألف طفل بين 12 و 17 سنة".

وتقول: "انطلاقا من واقع أن وزارة التربية والتعليم العالي قادرة على استيعاب 100 ألف طفل سوري، بادرنا إلى أخذ الإذن من الوزارة للبدء بصفوف بعد الظهر في 70 مدرسة رسمية موزعة على كل لبنان، بحيث تسمح هذه الصفوف باستيعاب 21 ألف طفل سوري على الأقل، وبحيث يتم دفع أجور اضافية للأساتذة".

وتتحدث عيد عن "محاولات لاستهداف العدد الباقي من التلاميذ عبر اعطاء صفوف بعد الظهر في المراكز الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية أو التابعة لشركائنا من المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية. كما سنعطي صفوف تقوية ولغات تساعدهم على التحضر تربويا، إن لم تتوفر لهم فرصة حجز مقعد دراسي أو إذا حرموا من دخول المدرسة لفقدانهم أوراقهم. وستتوفر صفوف التقوية في 48 مدرسة لغاية اليوم عدا الصفوف الموجودة في المراكز الاجتماعية".

وتضيف: "تسجل 30 ألف طفل سوري العام الماضي، وكانت وزارة التربية شريكا فعالا، حيث فتحت أبوابها وغطت كلفة مئة دولار على قسط المدرسة للبنانيين والسوريين وكلفة 50 دولارا على الكتب والقرطاسية. وقد وزعنا كمنظمات الثياب والقرطاسية وغطينا تكاليف التدفئة والنقل".

وتشير عيد إلى أن "التلامذة السوريين عانوا الكثير من المصاعب، نظرا لاختلاف المنهج اللبناني عن السوري وصعوبة اللغات بالنسبة لهم، لذا بدأنا باعتماد صفوف بعد الظهر، والتي عززناها هذه السنة لتطال أكبر عدد ممكن".

وتؤكد أنه "لا يوجد تقصير من جهة الدولة ووزارة التربية، وكل منظمة دولية تمتلك برامج تنمية خاصة بها، ونحن نتأكد من شمول العمل كل المناطق ونراجع برامجنا دوما للوقوف على التحديات. فمراكز الايواء في الخيم في البقاع مثلا تعاني من صعوبة تنقل التلاميذ النازحين، لذلك هناك كلام عن امكانية اعطاء الصفوف ضمن تجمعات اللاجئين وعبر نشاطات للأطفال. وقد بدأت هذه الصفوف في بعض الأماكن والتجمعات لتخفيف الضغط عن المدرسة الرسمية".

وتختم عيد بالتأكيد على أن "الحل الأنسب والأفضل للاجئين هو بعودتهم إلى بلادهم ريثما تستقر الأوضاع، إذ إنهم هنا في مرحلة موقتة".

"التربية": سنعتمد دوامين

ويوضح مدير التعليم الثانوي والمدير العام بالانابة للتربية محيي الدين كشلي أن "عملية التسجيل لا زالت مستمرة حتى العاشر من الشهر الجاري، إلا أننا سنتبع دوامين: دوام قبل الظهر للطلاب اللبنانيين ومجموعة من الطلاب السوريين بحدود 30 إلى 35 ألف من الطلاب اللاجئين، يدرسون معا، ودوام بعد الظهر مخصص فقط للطلاب السوريين وقد وصل عدد المسجلين في هذا الدوام لغاية تاريخه 50 ألفا".

ويلفت إلى أن "الوزارة تحظى بمساعدة العديد من المنظمات الدولية، وتسعى قدر الامكان إلى تحضير الهيئة التعليمية اللبنانية بشكل يتناسب مع حاجات الطلاب السوريين، وبالتالي دعم الطلاب نظرا لاختلاف المناهج وتجهيز المدارس لدوام بعد الظهر، وهذا ما يرتب تكاليف اضافية على الوزارة من تجهيزات لوجستية وكلفة تدفئة واضاءة، لذلك نراهن على الدعم الدولي".

ويؤكد أن "الوزارة قادرة إذا ما توافرت الأموال اللازمة على دعم الطلاب السوريين بما يتناسب مع اقامتهم الموقتة، وبالتالي من احتضان العدد الأكبر منهم عبر فتح مدارس جديدة، إلا أن المشكلة تكمن في نقص الأموال".

------------ -------------

15 ألف طفل في منطقة صور من دون مدارس

فادي البردان

يتحدث مسؤولون في اتحاد بلديات صور والمنظمات الدولية العاملة في مجال رعاية النازحين السوريين في منطقة صور عن ارتفاع اعداد هؤلاء النازحين الى 70 الفا، فيما كان عددهم في مثل هذا الوقت من العام الماضي دون الثلاثين ألفا.

وفي ظل غياب اي احصائية لعدد الاطفال من بينهم لاسيما اولئك الذين بلغوا سن الخامسة، اي سن الدخول الى مرحلة التعليم الأساسي ، الا ان التقديرات تلفت الى وجود قرابة الخمسة عشر الفا تراوح اعمارهم ما بين الخامسة والثانية عشرة .

ويلفت المسؤولون الى ان معظم هؤلاء السوريين الوافدين من مناطق ريفية سورية، في خيم عشوائية تنتشر على طول الطريق الساحلية ما بين مصب الليطاني والمنصوري، وان هؤلاء من ذوي الدخل المعدوم الذين يصارعون لتأمين لقمة عيشهم سواء من خلال الاعمال الزراعية في البساتين او من خلال المساعدات الدولية المحدودة لهم .

ويلفتون الى ان اوضاعهم المتردية في مختلف المقاييس تنعكس بشكل سلبي جدا على تأمين الرعاية التربوية والمدرسية لاطفالهم ،من هنا نلاحظ قلة اقبال النازحين المقيمين في تلك العشوائيات على تسجيل ابنائهم في المدارس، حيث لا تتجاوز نسبة الاقبال على التسجيل في المدارس الرسمية الـ2% من بينهم وذلك في مدارس صور الرسمية وذلك على عكس ابناء النازحين المقيمين في عدد من القرى، على قلتهم هناك، حيث تسهل عملية تأمين التسجيل والقرطاسية مع انعدام الحاجة الى تأمين النقليات، نظرا لقرب المدارس في القرى من اماكن اقامة النازحين.

ويشير المسؤولون الى ان لديهم تأكيدات من ادارات المدارس الرسمية بان ابوابها مفتوحة لاي طفل سوري وان كل التسهيلات موجودة والمهم ان يأتوا.

وفيما تمر حافلات نقل الطلاب صباح مساء امام تلك العشوائيات وهي تنقل الطلاب اللبنانيين، يبقى الاطفال السوريون اسرى منازل من الصفيح والخيش، يمضون فيها اوقاتا ويصرفون اوقاتا اخرى في لهو ولعب امامها او في مساعدة امهاتهم في تدبير شؤون تلك "المنازل".



تعليقات: