وأما بحمد الفوضى الخلاقة فسبّح


في كل يوم، في وطن ما من أوطاننا، هناك ما يعادل الخمسة عشر حالة تدمير وتفجير في اليوم واحد. عشرات القتلى، ومئات الجرحى. دمار كلي في الأسواق، وفي دور العبادة، والجامعات. وتستمر الحياة. وتعاد الكرة التفجيرية في اليوم التالي من قتل ودمار. وهكذا دواليك.

المكان: العراق. سوريا. ليبيا. مصر، لبنان، الصومال. والسودان. وتفاوت في الجريمة في الأمكنة الأخرى حسب ما يرغب أصحاب القرار.

إذن التفجير المستمر هو تابع لقرار؟

نعم، قرار أخذ وعلى أعلى المستويات. الهدف من هذا القرار هو: الدمار. الدمار. الدمار.

الدمار الأول: هو دمار الأرض وزلزلتها في كل بيئة وعلى جرعات. حجم هذة الجرعات التدميرية متوازن الحجم والتأثير.

الدمار الثاني: هو تدمير نفسية الإنسان في هذة المجتمعات وجعله يكفر في كل شيء. وخصوصاً، عندما يرى هذا الإنسان أن حكومته عاجزة عن وقف الدمار. وفي أحياناً إخرى يرى الإهمال في حكومته كتواطئ عليه بإستمرار الدمار.

الدمار الثالث: هو تدمير مجتمع الإنسان وبيئته. التدمير في هذة الحالة هو تدمير فردي إلى أن يصل التدمير إلى المجتمع كله. وهذا حصل ويحصل بتحريض الإنسان على أخيه الإنسان. تحريض المسلم السني على المسلم الشيعي. وتحريض السني على السني. والشيعي على الشيعي. والمسلم على المسيحي. والشيوعي على الرأسمالي. والعلماني على المؤمن. وهكذا، إلى أن يتفكك التلاحم الإنساني في المجتمع ويصبح المجتمع عاجزاً كلياً، عجز الحكومة والأفراد عن الدفاع عن أي تغيير قادم.

والتغيير هو الهدف الأساسي لأصحاب القرار بتدمير الإنسان ومجتمعه. وهذا هو صلب نظرية الفوضى الخلاقة: تدمير المجتمع كلياً وبنيانه من جديد بالدستور والتقاليد التي تناسب أهداف المدمر. وهذا ما يجري الان في أوطاننا.

جنود هذة الفوضى الخلاقة طوعاً أو عكسه هم:

- جبهة النصرة ومرتزقتها التي تعبث في الفكر وتنشر في الأرض الفساد.

- مؤسسات إعلامية مرئية ومكتوبة هادفة. الجزيرة والعربية على صعيد المثال.

- كتّاب وصحافيون يمجدون الفتنة والقتل. ويحاربون كل ما بنظرهم يقف في وجه مخطط الفوضى الخلاقة. مثلا ً، محاربة المقاومة والطلب بنزع سلاحها هو من مفرادات الفوضى الخلاقة. كل من يطالب بنزع سلاح المقاومة وكسر قوّتها هي أو هو جندي متمرس في خدمة الفوضى الخلاقة.

- حكام وسلاطين. حمد بن خليفة الثاني كان من الأوائل في خدمة هذا المشروع. آل سعود ووهابيتهم دخلوا منذ الفصل الأول في المشروع منذ أوائل القرن الماضي وهو التحكم بالدين من مصدره.

- ملوك ورؤساء عرب حكام في كافة أرجاء الوطن.

ما هو هدف أمريكا والغرب في تفكيك مجتمعاتنا؟

المجتمع الغربي منذ إنتصار ما سمي بالحلفاء بعد نهاية الحرب العالمية الثانية يدار من قبل إقطاعيين وجبابرة. منظومات فلسفية مدنية عبّدت وحكمت في مجتمعاتهم، هدفها بالحد الأدنى توفير وسيلة حياة لأبنائهم تتناسب مع رغد الحياة مع قليل من العناء بالبحث عن لقمة العيش. هذة القوانين سنّت ووضعت لخدمة إنسانهم وإستغلت الشعوب الأخرى لخدمة هذا إنسان. وإستغلال شعوبنا ليست بالإستثناء.

في هذا الأثناء كانت الأراضي التي أحتلت من قبلهم تتعرض لتجارب إنثروبولجية وإجتماعية. طبعاً، الهدف من هذة التجارب كان العمل على تطويع الإنسان وجعله خادماً ولو بطريقة غير مباشرة لإنجاح تجربتهم للمفهوم والقوانين التي سنّت في تلك المجتمعات.

في كل مجتمع أحتل من قبل جيوشهم عيّن مندوب مباشر يحكم العباد تطوع ويتطوع أسياد مجتمعاتنا بخدمته. وبعدها تطوّر الأمر وأصبح سيد قومنا هو الحاكم وأبتعد المندوب، ولكن، سيد قومنا إستمر بخدمة المندوب وحكومته. في نظر هذا المندوب، الأراضي التي إستولت عليها حكومته في حربه هي ملكه وأبنائها (أي نحن وأنتم) عبيد يجب عليهم الطاعة والإستمرار بإستهلاك ما يصنّعه في بلاده. هو أراد ويريد لمجتمعاتنا أن تكون سوق إستهلاكية لمصنوعاته. وللوصول إلى هذا، إستعمل الدين وتقاليد مجتمعاتنا لهزيمتنا وتسخيرنا لخدمته. وفي أخزى ما فعل، لقد إخترع لنا ديناً ومذهباً (الوهابية) ونصبّه حاكماً على أشرف وأطهر ما لدينا: بيت الله. وما زال حاكماً يتحكم بنا ويسرق خيرات أراضينا، بينما شعوبنا تعيش حالة من فقر وجهل رهيب.

في ظل هذا الجهل والظلام كان لا بد للقيد أن ينكسر. حركات وثورات أصيلة قامت. نجح بعضها وطوّعت أخرى وما زال الحاكم الغربي نفسه هو الأمر والناهي. الملوك والسلاطين هم الحكّام وشعوبنا رعاع جاهل تقاد من قبل دين وهابي صنّع في أجندة المخابرات لخدمته.

كل ما لدينا هو محسوب. إلإله هو الإقطاعي الغربي الحاقد. به يسبّح القوم وإن توجّهه الرعاع في صلاتهم إلى قبلة الإله الواحد خالق الكون.

في المجتمعات التي بها بعض الصحوة وتمانع في السجود لهذا الإله المدمر الغربي. الان يعاد إنتاج نسيجها، وذلك، لأنها خرجت عن طوعه وإرادته. الفوضى الخلاقة يا أحبة هي نظرية العصر في إعادة تطويع مجتمعاتنا. في مفهوم الإقطاعي الغربي، هذة المجتمعات والأراضي تعود له، حتى وإن سكنتوا أنتم بها وسكن بها أجدادكم. خيركم وما تنبته أراضيكم هو ملم لهم. أنتم فقط عباد. دليله، أنه يتحكم ببيت ربكم. ويحكمكم من خلال دينكم ورضيتم بهذا. إنه يصنع فتواتكم وأحباره يلقونها عليكم وأنتم تكبرّون بحمدها. بمفهومه، قوم هذا تصرّفه لا يستحق الحرية والحياة. العبودية هي مصيره، وإن تلهيتم بإستمرار بعض جزئيات أمر ربكم الحق من حج وما شابه. خير زيارتكم يعود له كسيد عبد.

الهدف هو تدميركم وتدمير مجتمعاتكم وإعادة إنتاجها بفكر جديد وبناس تشبهكم.

ما هي طريقة الإنتصار على الفوضى الخلاقة؟

بداية الأمر العمل على تثقيف أبناء المجتمع وتعريفهم بإنهم يمرون في نظرية ومفهوم هذة الفوضى الخلاقة وأهدافها.

- تحديد جنود هذة الفوضى الخلافة في مجتمعاتكم ومن يدور في فلكها.

- التنبيه الإيجابي من سلبياتها.

- الإنتباه من عدم الآنزلاق إلى الإتهام الأعمى. وإلا سيصبح المقاوم لهذة الفوضى الخلاقة احد جنودها من دون أن يدري.

- التواصل الإقليمي والعالمي مع الحركات المعارضة في المجتمعات الغربية التي تعارض هذا الإسلوب بالتعامل مع الشعوب. الرجاء التعامل بحذر، بعض هذة الجهات زرعت خصيصاً لتحديد من أنتم بهدف القضاء عليكم في مهدكم.

- العمل على الوصول إلى مراكز الحكم والسلطة في أوطانكم وهكذا تصبحون السد المنيع بين الإله الغربي المصطنع وأبناء وطنكم. وبهذا أنتم تدافعون عن ربكم الحق، الله، بالعمل على عدم ومنع الشرك به.

- العمل على خلع الملوك والسلاطين عن كافة الأراضي والأوطان. هؤلاء الحكام هم جزء من الفصل الأول في إستعبادكم. تغيير هذة الإنظمة بحكومات عادلة يكون هدفها تسخير خيرات بلادكم لأبنائه ولبناء أوطانكم قبل تدميرها يجب أن يكون جزء من حربكم لهذة المماليك لأن الإله الغربي يستعبدكم من خلالهم.

وأخيراً وليس أخراً، لتنتصروا على الفوضى الخلاقة حطّموا إلهها الغربي في نفوسك، وأتحدوا.

نبيكم مسخ القبيلة وجعلها وطن. وأنتم بإمكانكم مسخ الطائفة وجعلها دين ووطن وأمة.

وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

إبراهيم

تعليقات: