عندما تزورون قبري.. إنظروا إلى البعيد

كل نفس ذائقة الموت
كل نفس ذائقة الموت


عند ذهابي مع والدتي الكبيرة في السن والمقام لزيارة قبر والدي، كنت ألتقط يدها مانعاً لجسدها الضعيف من السقوط بين حافات القبور. كنّا نقرأ سورة الفاتحة معاً ونهديها لأصحاب القبور جميعاً.

وعند وصولنا إلى مدفن والدي، وبينما والدتي تقرأ سورة الفاتحة وتلامس قبر والدي، وأخي أو أختي ينظفان القبر من أوراق شجر الصنوبر وما شابه، كنت أسرح إلى البعيد. بعيداً، بعيداً عن الميدان (المقبرة) ومن فيه. كانت روحي تلامس البعيد بعيون أصحاب القبور.

الآن، الأمر قد إختلف. لقد أصبحت والدتي صاحبة لأحدى القبور. عندما أذهب هناك لم أعد أسرح إلى البعيد. روحي الآن تعانق المدفونة في الأرض، الساكنة بين القبور.

أعلم، إنني قريباً سأكون من أصحاب القبور.

أحبتي،

كل من عليها فان.

إحسنوا التصرف والوجود في هذة الدنيا الفانية.

وستبقون أحياء بعد الفناء.

بالله عليكم،

إذا شاء لكم القدر أن تزوروني، الرجاء إلمسوا قبري وإنظروا إلى البعيد، خصوصاً، تلك الجهة التي يعانق بها جرس الكنيسة مأذنة الجامع، فقط لتعلمونني إننا ما زلنا خير العبيد.

تعليقات: