المسؤولية الوطنية.. القضية الإنسانية للسيد موسى الصدر

المسؤولية الوطنية.. القضية الإنسانية للسيد موسى الصدر
المسؤولية الوطنية.. القضية الإنسانية للسيد موسى الصدر


لم يعد يحتمل الوضع الذي وصلت إليه قضية هذا الإنسان .. الإنسان الذي خلق المقاومة ومبادئها وميثاقها ووجهتها ورسم لها الطريق وشقّها في جبال وعِرة ، وعلى هضابٍ تشرف على الجليل الأعلى .. لم يعد من السّهل الحديث عن موسى الصدر من دون دمعة تنمّ عن تقصير في هذه القضية ، التي أضحت قضيّة انسانية بالدّرجة الأولى ، قبل أن تكون قضية إمام شيعي أو أمة إسلامية وحدها ..

لطالما كان تركيز الإمام الصدر على القضايا الإنسانية ، وقضايا العيش المشترك ، والوحدة الوطنية التي أهملناها فصارت قنبلة موقوتة تخدم مصالح الغرب ، يُضرَمُ فتيلها من أجل عيون إسرائيل ، قفال سماحته : " السلم الأهلي أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل" ، وبعد أن وصفها "بالشرّ المطلق" ، أي أنها ليست شرّاَ يتمثّل بدبابة وطائرة ، بل إجرام قد يفتك بشعوب عبر استخباراتها الفتنوية وعمالة أولاد الحرام ، وعمالة الدول العربية التي تفتك بعواصم المقاومة والممانعة ..

ولطالما وقف سماحته على منبر مسيحي يناشد العالم المسلم والمسيحي في آن واحد ، يوحّدهم ، ويعظهم ، ويرشدهم لعدم الإنجرار لأيّ من أحلام الغرب ، وهو الإمام الذي حمل على كفّيه القضية الفلسطينيّة ، وطريق العودة إلى القدس ورفض التوطين ..

لقد ووجه سماحة السيد بأبشع أنواع الإجرام على الإطلاق ، الإخفاء المصحوب بطمس القضيّة ، من مختلف إستخبارات الدول الكارهة لنهجه وانتمائه وخطّه ، وبرزت مشكلة كبرى حين نفى القذافي وجود الإمام على الأراضي الليبية .. ورحل القذّافي دون رجعة وحمل معه السّر الدفين : في أي يقعة أرضية دفن أو سجن فيها سماحته ..

31 آب من كل عام ، هو موعد تجديد الولاية لإمام المقاومة ، التي صنعت انتصارات عظيمة على مستورى الشرق والعالم ، امتزج اللون الأصفر بالأخضر مخلّفاً أروع مشاهد البطولة الكربلائية على تلال الجنوب .. ولا يزالنا أملنا قائماً .. نرجوهُ مع إطلالة البدر ، نرجوه عند المغيب والشروق ، ونشتاق إليه في سرائرنا ، ونشمّ عطره كلّما طلّ شهر رمضان من كل عام ، ليصير صومنا صومان :

صومٌ عن الطعام لوجه الله ، وصومٌ عن رؤية موسى الصّدر ..

في هذه الذّكرى ، نتوجّه لقيادات المقاومة ، التي لم توفر جهداً إلا وبذلته في هذه القضية الإنسانيّة المحقّة ، إلاّ أنّ عميد المقاومين وإمامهم وإمام أسراهم في السجون العربية الليبية ..و أنّ لا شيء مستحيل في هذا العالم بفضل وجود بصيص أمل ، ورغم كل مشاغل المقاومة اليوم ، وحرب العالم أجمع على محور الممانعة ، لكننا نتمنى لو يتم تفعيل هذه القضية على نحوٍ يشكلّ حراك شعبي من أجل معرفة الحقيقية .. حقيقة الإنسان ورفيق الإنسانية : موسى صدر الدين الصدر ..

تعليقات: