رمضان العرقوب.. رحمة أسعار مستقرة حتى إشعار آخر


يتقدّم الهم الأمني حسابات الشراء "المتضخمة" في رمضان هذا العام،ومعه لا تعود أسعار الخضار أو اللحوم وحدها محور النقاشات "العرقوبية" ولا معيار الحالة الاقتصادية المرهونة في شهر الصوم بفاتورة الخيار والخس والبندورة والفروج.

في الأسواق حسابان:فاتورة الأمن، وتلك التي يكثر الطلب عليها في الاستهلاكيات للتأكّد من صحة الأرقام، وإذا جازت المقارنة تبقى الثانية الأخف وطأة على اللبناني الذي اختبر على مدى سنوات طويلة مرارة التفجيرات والهزات الأمنية المتنقلة. وعليه، فإنّ الأجواء العامة يخفت فيها "النق" والشكوى في الأسواق الشعبية التي لم تشهد ارتفاعا كبيرا كما في السنوات الماضية، وإنما إزداد الطلب وارتفعت الحاجة بوجود العدد الكبير من النازحين السوريين.

"الأسعار ما زالت كما هي حتى إشعار آخر"، هذا ما يؤكده البائعون الصغار والمستهلكون على حد سواء في سوق الخان الشعبي، والذي يعتبر مقياسا للقدرة الشرائية عند عامة الناس في منطقتي حاصبيا والعرقوب. فالسوق المذكور "مجمع الأحباب" حسبما تقول ام محمد جمعة من الهبارية، والتي تلفت الى ان "الأسعار لم تتغير مع بداية شهر رمضان ولكن عائلتنا المؤلفة من خمسة أشخاص بحاجة الى 750 دولارا لتأمين مواد غذائية وخضار وفاكهة ولحوم"، مشيرة الى ان كلفة جاط الفتوش، سيد السفرة، وحده لا تقل عن عشرة آلاف ليرة، يعني بالشهر 300 الف ليرة، فما بالك بالمأكولات الأخرى".

ويفصّل ابو يحيى، ابراهيم الخالد من بلدة كفرحمام، لائحة الأسعار مشيرا الى أن الألف "يحكي" لدى طلب الخس والنعنع والبقدونس والخيار والبندورة والباذنجان.

ويتوقع ابو علي، بائع الخضار من حاصبيا، ان ترتفع الأسعار في النصف الثاني من الشهر الكريم، "وبشكل عام حركة الشراء ضعيفة لدى الناس الذين يرزحون تحت أعباء اقتصادية صعبة، اضافة الى الإنقطاع العشوائي للكهرباء، ما يحتم عليهم شراء حاجاتهم كل يوم بيومه، ولكن ضرورة هذا الشهر الفضيل تفرض علينا تأمين متطلباته من مأكولات وحلويات"، مؤكدا أن "النازحين السوريين في المنطقة على كثرتهم يشكون ايضا من ضعف القدرة الشرائية وأوضاعهم الصعبة التي لا يحسدون عليها".

"هناك فرق في الأسعار بين لبنان وسوريا"، يشير ابوأيهم النازح السوري من القنيطرة الى احدى قرى العرقوب، مضيفا، "ولكن الظروف الصعبة التي نعيشها والأزمة السورية التي فرضت علينا النزوح زادت من صعوبة تأمين حاجيات هذا الشهر الفضيل وكل ما نتمناه الرحمة من عند الله والعودة الى ديارنا وبعدها كل شيء يهون".

واللحوم ومشتقاتها، صحيح ان سعرها لم يتغير "إلا ان شراءها كل حسب قدرته وليس حاجته خاصة في هذا الشهر المبارك"، حسبما يشير اللحام أبو محمد عيسى من بلدة قليا، "يعني هناك جمود وانشاء الله تتغير الأحوال المعيشية عند الناس".

في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والأمنية الصعبة التي يعيشها لبنان، يبقى الهم الوحيد ليس في البطون ، وإنما في العقول التي باتت مفصلة بحسب الطائفة والانتماء و.. بحيث يصعب جمعها لاحقاً على مائدة إفطار واحدة.

حاصبيا ـ عمر يحيى

تعليقات: