ما هو مصير المسلّحين الفارين من القصير الى الشمال؟

ما هو مصير المسلّحين الفارين من القصير الى الشمال؟
ما هو مصير المسلّحين الفارين من القصير الى الشمال؟


تخوّف من إعادة تشكيل هيكلّيتهم الأمنيّة والعسكريّة وأن يتحوّلوا الى بؤر أمنيّة جديدة

بدأت تداعيات تحرير مدينة القصير وريفها من خاطفيها تنعكس على الساحة الطرابلسية والشمالية وبدأت الاوساط الشمالية تلاحظ ان لهذه التداعيات محاذير وابعادا خطرة ستتلمسها القوى السياسية كافة بحيث تعيش منطقة الشمال حالات من الانفلات الامني المتنقل من منطقة الى اخرى.

فحجم النازحين السوريين في اقضية الشمال منذ اندلاع الازمة في سوريا والى اليوم يفوق كل الاحصائيات المعلنة وهؤلاء النازحون ليسوا مجرد عائلات نزحت بل من بينهم اعداد كبيرة من الذين خاضوا المعارك ولهم باع طويلة في قضايا الامن والحروب الاهلية..

سقوط القصير وعودتها الى حضن الدولة السورية السريع وغير المنتظر ادى الى فرار عناصر المجموعات المسلحة ممن نجوا من معارك المواجهة مع الجيش السوري خلال عمليات التطهير وفك الاسر، وهذه العناصر بدأت تتغلغل حسب المصادر الشمالية في قرى وبلدات تمتد من عكار وصولا الى طرابلس وهم ما زالوا في حالة الارباك والهذيان والارهاق الشديد بانتظار استعادة قواهم بعد احتضانهم من تنسيقيات سورية ومن قوى سياسية ودينية محلية.

السؤال المطروح حاليا في الاوساط الشمالية، ما هو مصير هؤلاء المسلحين الفارين من مدينة القصير؟

هذا السؤال يستتبع سؤالا اخر، ما هو مصير الشمال اللبناني بوجود هؤلاء؟

مصدر سياسي شمالي يقول «ان اعداد الفارين الذين وصلوا الى الشمال، لم تُحصَ حتى الآن، لكن يقدر عددهم مبدئيا بحوالي 300 عنصر، من بينهم جنسيات عربية واجنبية، جرى تأمين تسلمهم تحت جنح الظلام من معابر وعرة ووديان ما بين جبل اكروم و وادي خالد، وكانت بانتظارهم سيارات وباصات صغيرة عملت على نقلهم الى اماكن امنة، وان هؤلاء فروا تاركين خلفهم عددا من الضحايا والمعتقلين يفوق التصور. ونجاة هؤلاء شكل اعجوبة بعد ان رموا اسلحتهم والبستهم وشعاراتهم وحلقوا لحاهم لضمان سلامتهم من الاعتقال وان الخطورة تكمن حسب المصادر الشمالية المتابعة في ان يتحول هؤلاء الى بؤر امنية جديدة تضاف الى ما يشهده الشمال من بؤر منتشرة في اكثر من منطقة، وتضيف المصادر ان هذه المجموعات الفارة سوف تعيد تشكيل هيكليتها التنظيمية الامنية والعسكرية المدعومة من القوى السياسية والدينية الاصولية التي سوف تعمل على تأمين مستلزماتها..

وتخشى مصادر ان تتحول هذه المجموعات الى مشكلة حقيقية على الساحة اللبنانية يصعب مواجهتها حين تصبح حالة امنية عسكرية منظمة محتضنة من وسط شعبي في بيئة متعاطفة معها تؤمن الغطاء لحركتها الامنية وتشبه عندئذ حالة فتح الاسلام التي ستؤدي الى هز الاستقرار والامن في المنطقة والى مزيد من توريط الشمال في الازمة السورية ليعاد انتاج مشروع سياسي امني جديد قاعدته الشمال اللبناني ووجهته حمص..

المصادر الشمالية تدعو الى اتخاذ اجراءات سريعة لمتابعة هذا الملف الخطير الذي سيتحول الى قنابل موقوتة تنفجر في اوقات تحددها القوى الداعمة للمعارضة السورية والتي تعتبر ان عملها يندرج في اطار فتاوى الجهاد، لكن الاخطر من كل ذلك هو عند الكشف عن اعداد الضحايا من المقاتلين الذين التحقوا بجبهة القصير من ابناء طرابلس واعداد الجرحى اللبنانيين الذين لم يصلوا بعد رغم التكتم الشديد الذي تمارسه القوى الاصولية على اعداد واسماء الضحايا والجرحى بالرغم من تسرب اربعة اسماء منهم جرى الاعلان عنهم وتبنيهم بلافتات رفعت في طرابلس ويبدو انهم احجموا فيما بعد عن اعلان الاخرين بعد تلقيهم نصائح بابقاء الاسماء سرية طي الكتمان.

---------- ----------- ------------

كتبت السفير:

«حزب الله» ينقل 35 جريحاً من مسلحي القصير «الصليب الأحمر» يستلمهم على الحدود اللبنانية

علي هاشم

كانت الأصوات عبر الإنترنت وصفحات التنسيقيات التابعة للمعارضة السورية تتعالى لنقل المئات من مسلحي القصير الجرحى للعلاج بسبب حراجة وضع بعضهم عندما حصل أمر غريب. ففي الوقت الذي كان فيه «الصليب الأحمر» يعمل لفتح طريق آمن للجرحى السوريين من عرسال، تلقى احد المسؤولين الإغاثيين اتصالاً من وسيط معروف بعلاقته بـ«الجيش السوري الحر» في القصير و«حزب الله». الوسيط طلب من المسؤول الإغاثي الطلب من «الصليب الأحمر» تأمين سيارات كافية لنقل جرحى سوريين إلى مستشفيات الشمال. لم تكن قد مرت ساعات على تعرض سيارة لـ«الصليب الأحمر» للرشق خلال نقل احد الجرحى، ما دفع مسؤولي المنظمة إلى إظهار نوع من التردد في حال لم يكن هناك غطاء وتنسيق مع عشائر المنطقة لتأمين ممر آمن من البقاع في اتجاه الشمال اللبناني. لم يتأخر الجواب عبر الوسيط: «حزب الله سيتولى تأمين طريق الجرحى إلى القبيات».

اكتمل عدد سيارات الإسعاف عند الثانية فجراً على أن ينقل الجرحى من الهرمل بعد وصولهم إلى المدينة، لكن اتصالاً من الوسيط غيّر الحسابات. الجرحى لم يكونوا في الهرمل إنما في قرية على الحدود اللبنانية السورية تدعى حوش السيد علي.

بينما كانت السيارات تتقدم في اتجاه نقطة التسليم لاحظنا انتشاراً لعناصر «حزب الله» وصل ذروته عند نقطة التسليم. وقد نشط شبّان «الصليب الأحمر» والصبيّة الوحيدة بينهم، في الاستعلام عن الإصابات. المشهد غريب بعض الشيء. ويزداد غرابة مع «حوار» عنصر من «حزب الله» مع أحد المسلّحين الجرحى:

- «جازاكم الله خيرا يا حزب الله»، قال أحد الجرحى. صمت ثم أضاف: «تقاتلنا وها انتم تهبون لنجدتنا في الوقت الذي تركنا الجميع».

فأجاب عنصر «حزب الله» الواقف إلى جانبه:

- «لا جميل لنا على أحد، هذا ما يأمر به ديننا، هذا ما تعلمناه عن معاملة الجريح حتى ولو كان عدونا، أتمنى أن تراجعوا نظرتكم لنا».

يصعب تصديق هذا الحديث. لكن ثمة شهودا من عناصر «الصليب الأحمر الدولي واللبناني»، ومن مسلحين جرحى هم الآن في مستشفيات الشمال اللبناني.

لكن، يبقى السؤال: كيف وصل هؤلاء إلى هنا ولماذا هم مع «حزب الله» تحديداً؟

وفق مصادر مطلعة فان أحد مسؤولي «الجيش السوري الحر» في القصير وبعد تفاقم وضع الجرحى تواصل مع الوسيط وطلب منه التوسط مع الحزب للسماح بنقل الجرحى إلى لبنان. وتزامن ذلك مع اتصالات سياسية تطلب فتح ممر آمن للجرحى في اتجاه لبنان. لم يطل الأمر حتى جاء الجواب من قيادة الحزب بالإيجاب.

وتشير المعلومات إلى أن مجموعة من الحزب نقلت 35 جريحاً من داخل الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، وجرى التواصل مع «الصليب الأحمر» لتأمين نقلهم إلى مستشفيات حددها «الجيش السوري الحر». وجرى التنسيق أيضاً مع العشائر في المنطقة بهدف عدم إغلاق الطرق أو التعرض لأي سيارة تنقل جرحى وسط استغراب شديد من قبل الأوساط المطلعة على العملية، فيما الحزب صامت يرفض التعليق.

انتهت عملية إحصاء الجرحى وتسليمهم إلى «الصليب الأحمر» ونقلوا من سيارات الحزب إلى سيارات الإسعاف لينطلق الموكب في اتجاه مقر «الصليب الأحمر» في الهرمل. هناك لا وجود لـ«حزب الله». وهناك الجرحى أكثر حرية في قول ما يريدون. اقتربنا من إحدى السيارات وفيها مجموعة من المصابين بينهم واحد لديه إصابة حرجة في إحدى قدميه. سألته إذا كان من القصير فأجاب بالتأكيد، سألناه: «أليس غريباً أن يكون حزب الله هو الذي يسلمكم للصليب الأحمر؟»، نظر إلى احد رفاقه وابتسم ثم نظر إلي قائلاً: «غريب! ولم الغرابة، جازاهم الله خيراً! من معنا يبيعون الكلام، أما حزب الله فيقول ويفعل، جازاهم الله خيرا!».

أسماء الجرحى الذين نقلوا: محمد حسين ح.، عمر عبد الحميد ز.، عماد رياض ش.، بلال محمد ص.، خليل احمد م.، بسام خالد د.، عاطف عباس ز.، يامن عبد الله م، سامر عدنان ز.، موفق توفيق ع.، علي حسين ع.، عبد الكريم محمد م.، غسان خالد ع.، فايز محمد م.، معاوية خالد ح.، حسن يحيا ش. ، خالد جمعة ر.، احمد عزمي ف.، علاء محمد علي ح.، طاهر محمد علي ج.، نور محمود ر.، نصر الدين س.، طارق خالد ف.، محمد حسن ع. ، سليمان محمود ر.، محمد حسين م.، سعد عبد المعين ص.، أدهم طاهر إ.، علي حسين ش.، عبد الرزاق محمد و.، معتصم بركات ب.، محمد احمد ز.، زياد خـــــالد ف.، علي محـــمد ج.، غسان محمد ج.

علي هاشم

تحرير مدينة القصير وريفها من خاطفيها تنعكس على الساحة الطرابلسية والشمالية
تحرير مدينة القصير وريفها من خاطفيها تنعكس على الساحة الطرابلسية والشمالية


تعليقات: