رسالة من مجاهد من حزب الله إلى سماحة السيد حسن نصرالله‎

سماحة السيد حسن نصرالله
سماحة السيد حسن نصرالله


سيّدي وقائدي سماحة السيد المفدّى السيد حسن نصرالله حفظه الله.

أكتب إليكم أيها الطاهر المحترم من أرض القُصير متنعّماً بهوائها مدركٌ إن رسالتي ستصل إليكم ومعها ستصلكم أخبار سقوط القرى المحيطة بالقصير بأيدي أبطال أمتنا قرية، قرية. إعلمكم يا سيدي لقد روى دماء شهداء حزب الله أرض القصير وسوريا. ولقد تمازج دم شهداؤنا مع دم شهداء إخوتنا السوريين ورفاق السلاح. إعلمكم، أن شهداؤنا إستشهدوا بشرف دفاعاً عن أمتنا وشرف سوريا في الإلتحام المباشر مع أعداء الدين. أحفاد قتلة سيد الشهداء عليه السلام.

لقد سعدنا برؤية الأرز يرش على الشهداء في الخيام، وميس الجبل، وصيدا، وصور، ومشغرة والضاحية. ما أفرح قلوبنا هو زغردة النسوة. أخوات وأمهات الشهداء زغردتن فرحاً بإستشهاد أبنائهن وهذا عذّب أرواحنا وشدّ همتنا ورفع رؤوسنا. لا يهم بعد هذا أوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا.

أيّها القائد، أيها الأخ والأب. أيها المحترم،

في عيد التحرير أردنا أن نهديك مفتاح مدينة القصير عربوناً عن إخلاصنا. فرخصت القصير في أعيننا فقدمنا لك وللأمة ولسوريا وأبناؤها أرواحنا علّها تشهد لنا أمام عظمة جماهير حزب الله وأمام كرم الله بجاه سيدتنا زينب سلام الله عليها.

أتينا إلى ساحة القتال في القصير وكلنا أمل بالنصر وكان لنا ما تمنينا، النصر بإحدى الشهادتين النصر أو الشهادة. إخوة منا نالوا النصر وإخوة نالوا الشهادة. لم نأت إلى القتال في القصير طمعاً في المال والجاه، لقد تركنا أعمالنا وجامعاتنا وكل ما نملك قربة لله وفي سبيله دفاعاً عن شرف هذة الأمة، وبهذا نحن الفائزون في الآخرة. أتينا مقاومون محاربون للمرتزقة المجرمة وقد فزنا برضى الله وقضينا على الكثير منهم. مقابل كل شهيد لنا سقط منهم عشرة. لقد نال مقاتلنا لقب المجاهد بما جاهد وأفلح والحمدلله، ما زال إسمنا على ملبسنا، هنا فداء، هنا جهاد، وهنا مجاهد. نحن من قاتلنا إسرائيل وانتصرنا، نجد أنفسنا أكثر عزيمة في تحرير مدن سوريا وقراها من أيدي هذة المرتزقة الصهيوصليبية بأسماء عربية. كما قاتلنا إسرائيل وجعلنها عاجزة، لقد عجزّنا مرتزقتها ونشاهد بأم العين أجساد أفرادها محترقة. قاومنا المعتدي في الجنوب بإيمان أهل الأرض واليوم بالإيمان ذاته نقاتل مرتزقة الغرب الصليبي فزرعنا الخوف والشك في قلوبهم وأصبحنا سادة الأرض والمسيطر عليها بفضل الله. وأصبح العدو في المرتزقة لا يعلم من أين يأتيه الموت، فبعضهم يُطلق النار على نفسه كي يعود جريحاً إلى تركيا حتى لا يرجع قتيلاً .

سيّدي،

في خطابك إعلن للعالم أجمع إننا هنا. نحن نصرك. ونحن نصيرك. كما قاومنا واستشهدنا في الجنوب ضدّ العدو الإسرائيلي وحملنا رآيات النصر، ها نحن نفعلها ثانية في حربنا اليوم ضد هذة المرتزقة المجرمة التي تحمل بندقية للإيجار بحفنة من دولارات الشيطان الأصغر، حمد. ها هي جثثهم تحرق كي لا يكتشف من أي بلد أتوا. لقد باعهم حمد كعبيد ووقود في سوق النخاسة. ماذا نفعل بهم يا سيّدنا؟ أبرصاصة نقضي عليهم؟ رحمة بأمهاتهن شعلة حوّلت ومحت أجسادهم.

أمّا بعد،

عندما يشعر المرء بقرب ملاقاة الخالق يرى الأمور أوضح، يراجع الماضي ويكتشف أخطاؤه، ماذا لو لم نقف إلى جانب سوريا في محنتها؟ من قال أن النظام الجديد الذي دعم من قطر وطبلها (عذراً سيدي) وديكتاتورها وكان سينشأ لن ينضم إلى محور العمالة والقتل في أمتنا؟ نحن هزمنا إسرائيل وأشبالنا في القُصير هزموا مرتزقة أمريكا. المرتزقة مدعومة من أنظمة أعرابية بدوية لم تجرؤ يوماً على مواجهة إسرائيل بل قدمت لها كل أنواع المساعدة. أثناء حرب تموز وقفوا معها كما تعلم يا سيدي وأصدروا الفتاوي بحرمة مساعدتنا. الحمدلله إننا ورفاق السلاح في جبهة واحدة ضدّ العدو الإسرائيلي ومرتزقته.

يُقال هنا أننا أطلقنا رصاصة الرحمة على مشروع أمريكا في المنطقة بعدم مذهبة الصراع وتحويله إلى سنّي شيعي. الحمدلله، النظام في سوريا كان ولا يزال يحظى بتأييد سنّي كبير ترهيباً أم ترغيباً لا فرق. ما كان النظام في سوريا ليصمد لولا التأييد السنّي الكريم له. اليوم ستنتصر العصبية للوطن وللعروبة عند السنّة، وستطرد حمد ووهابيته المجرمة خارج سوريا للأبد. دخولنا للقصير كان بمساعدة الأهالي. هؤلاء الأهالي الذين فتحوا أبوابهم لعائلاتنا عندما هجروا من غطرسة وإجرام العدو، اليوم يفتحون قلوبهم لمجاهدي حزب الله محرراً لهم.

لن نسمح لأحد أن يسرق إنتصارنا، نحن سنحميه بأعيننا وأرواحنا. لم يُنكِّس أحد أعلامنا، ولن يستطيع على فعل ذلك. لم يطأطئ أحد رؤوسنا، ولن يقدر على ذلك. في يوم التحرير يا سيدي، الفرحة فرحتان. فرحة بتحرير الجزء الغالي من جنوب لبنان، وفرحة بتحرير قرى الحدود مع القصير.

في يوم التحرير يا سيدي، لقد أنكشف القناع. هؤلاء المرتزقة إنكشفت أخطاؤهم دفعة واحدة، لقد قتلوا أهلنا في لبنان وحاربوا أشقاؤنا في سوريا، قوافل القتلة المجرمين تمرّ بحماية تركيا ودعم قطري وسعودي إلى قرى أهلنا في سوريا. لقد قتلوا الشيخ البوطي، وسرقوا رفات الصحابي الجليل حجر بن عدي، وذبحوا الأبرياء وسرقوا الآثار، وفعلوا الحرام ودمروا الأملاك وفضحوا الأعراض وتغنوا بالحرية والإستقلال. وظلماً، كبّروا، الله اكبر.

عقاب لهم، تدخل حزب الله نصرة للمظلوم. أجساد مرتزقتهم ليس لها مقابر وإنها تترك في العراء. الكثير منها حرق بأيديهم. في هذة المرحلة يا سيدي، حربنا في سوريا هي في سبيل نصرة المظلوم ومعاقبة الظالم، في حربهم على سوريا الأعراب البدو أضاعوا البوصلة ودخلوا نار جهنم. خسروا القضيّة، وكانوا وسيبقون عديمي الإيمان، لا حجة لهم.

سيدي الطاهر،

إذا أراد الله وقُدّر لي أن أعود سالماً أو جريحاً، أعلن أن بندقيتي لم تعد لتوضع في البيت وحيدة، سأهبها لأخي في مقابل إستمرار جهادي. ... كل الشكر لك سيدي!!

مولاي،

لو غرت في بحار الأرض وعرجت إلى السموات نحن ورائك وطوعاً بين يديك.

ننادي بصوت واحد:

لبّيك يا نصرالله.

السلام عليكم سيدي ورحمة الله وبركاته.

إبراهيم

حزيران ٣، ٢٠١٣

تعليقات: