أهالي العرقوب وحاصبيا يرفضون ان تكون منطقتهم ممراً لأي عمل مسلح


أهالي العرقوب وحاصبيا يرفضون الأبواق المسيئة الى تاريخ المنطقة

شبعا والعرقوب الاعتدال لم ولن يكونا ممراً لأي عمل مسلح لا باتجاه الداخل السوري ولا العكس، وهما ليسا "تورا بورا" كما يحاول بعض السياسيين ووسائل الإعلام المشبوهة ترويجه من حين الى آخر لأسباب باتت معروفة للقاصي والداني، لا سيما أبناء المنطقة خصوصاً وقضاء حاصبيا عموماً. هذا ما أكده وتؤكده فعالياتها وأهلها، في وقت يتم استغلال أي حادث، إعلامياً، مهما صغر أو كبر حجمه لإلصاقه بالنازحين السوريين، الذين يهربون من بطش نظام الأسد ودمويته، ويتم استقبالهم في قرى وبلدات العرقوب لأسباب أولها إنساني وثانيها علاقات اجتماعية وعائلية تاريخية تربط أبناء العرقوب وحاصبيا بالقرى السورية في المقلب الآخر من جبل الشيخ ومنها بيت جن وقطنا وحضر وغيرها.

تجدر الإشارة الى أن هناك لقاءات عدة عقدت في الآونة الأخيرة بين فعاليات العرقوب وحاصبيا أكدت على الواجب الإنساني تجاه النازحين السوريين والرفض التام لكل ما يُساق حول وجود جماعات سورية متطرفة ومسلحة باتت تتواجد في العرقوب من جيش حر أو ما يسمى "جبهة النصرة"، خصوصاً أن غالبية النازحين السوريين الى المنطقة، سيما أولئك الذين يدخلون اليها سيراً على الأقدام وباستخدام البغال عبر جرود وادي جنعم الوعرة شرقي شبعا في جبل الشيخ في رحلة مسير تزيد عن الخمس ساعات، هم من النساء والأطفال والشيوخ، إضافة الى مواشيهم التي يعتاشون منها، في ظل متابعة ومراقبة دقيقة من مخابرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية التي تقوم بإحصائهم وأخذ كامل هوياتهم وتعمل لاحقاً على تسجيلهم ليصبح دخولهم شرعياً، إضافة الى مراقبة قوات الطوارئ الدولية المتمركزة في مرتفعات جبل الشيخ لحركة النزوح تلك.

دلي

وفي هذا السياق، تطالب فعاليات المنطقة وأهلها بعدم التلهي والغوص في أمور لا تمت الى الحقيقة بصلة وتأمين الدعم الإنساني للنازحين السوريين الذين بات عددهم يتجاوز الخمسة آلاف نازح في قرى حاصبيا والعرقوب وضعف إمكانات توفير المأكل والملبس والطبابة لهؤلاء النازحين.

ويشير مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي الى أنه "قد أطل علينا من يدعون الشهامة كأمثال ما يسمى وئام وهاب الذي إدعى أن "ما تسمى بشبعا فيها جبهة النصرة" وما الى ذلك من أكاذيب، ونحن نؤكد أن شبعا والعرقوب تاريخهما مشرق ومشرف ومعروف على مر الأزمنة وهي متقدمة في الوقوف مع القضايا العربية والقومية والإنسانية ونحن لا ننتظر دروساً من أحد في المواطنة والأخلاق بل نحن من نعلم الناس ذلك"، داعياً "كل الوسائل الإعلامية المحلية والدولية الى زيارة منطقة العرقوب للوقوف على حقيقة وجود النازحين فيها والتثبت مما تشيعه بعض وسائل الإعلام"، مطالباً إياها باستقاء المعلومات عن المنطقة من مصادرها الرسمية وفعالياتها الأساسية، خصوصاً أن فعاليات المنطقة السياسية والدينية والاجتماعية على اتصال وثيق بقضية النازحين ولم تجد ما يقلقها من الناحية الأمنية"، مؤكداً أنه على "صلة وتواصل دائم مع الأجهزة الأمنية والعسكرية للوقوف على حيثيات الأمور في هذه المنطقة، ونحن لا يمكننا أن نتأخر يوماً عن مساعدة من يأتي الينا طلباً للمساعدة والأمان"، مشيراُ الى أنه توجه "الى النازحين بالقول إن عليهم التقيد بالقوانين اللبنانية المرعية الإجراء واحترام عادات وتقاليد المنطقة ولا يمكن السماح بالإخلال بأمن المنطقة لأي كان".

شجاع

ويرى كبير مشايخ خلوات البياضة الشيخ فندي جمال الدين شجاع أن "منطقة شرقي الحاصباني التي تجمع حاصبيا والعرقوب بينهما روابط محبة وأخوة لا تنفصل، وسنبقى نحن وجيراننا وأهلنا متعاونين ومتفاهمين متضامنين في الحاضر والمستقبل يداً واحدة وكتفاً الى جانب كتف وبنياناً مرصوصاً لا تهزه العواصف".

يضيف شجاع: "ما يُحكى حالياً عن وجود أفكار وكلام وتحركات لا تتفق والمسار التاريخي لأبناء منطقة العرقوب وغير موجود حسب علمنا، وربما يكون في ذهن البعض ما يثير الريبة والشكوك، لذلك نحن نقول إن مثل هذا الكلام، عن وجود تطرف ومتطرفين، مرفوض ولم نلمسه أو نسمع به في منطقة عريقة عاشت على المحبة والاعتدال والمواقف الوطنية المشرّفة".

ويؤكد: "النازحون إخوان وجيران لنا، ألمهم ألمنا ونشعر بمدى حاجتهم الى العطف والمساعدة، ونهيب بكل الخيرين أن يمدوا لهم يد العون لأن ذلك من واجبات الشرفاء والأحرار".

صعب

ويلفت رئيس اتحاد بلديات العرقوب وبلدية شبعا محمد صعب الى أن "الاتحاد والبلدية يواكبان عن كثب دخول النازحين السوريين الى قرى العرقوب ويتم تسجيل أسمائهم وأماكن إقامتهم في سجلات ورفعها الى الجهات الرسمية، وحتى اليوم لم يُسجل أي مظهر من المظاهر المسلحة بينهم، والطريق التي يدخلون عبرها الى المنطقة من وادي جنعم وعرة حتى سيراً على الأقدام، لذلك نربأ بكل من يحاول زج منطقة العرقوب بمتاهات وزواريب السياسة والصراعات الإقليمية أن يتوخى الدقة في ذلك، لأن منطقتنا كانت وستبقى نموذجاً للاعتدال والعيش المشترك ومرجعها الأول والأخير الدولة بكل مؤسساتها وأجهزتها العسكرية والأمنية، ولا نقبل بأن تكون مطية لأحد أو أداة للفتنة أو التعصب أو التطرف من أي جهة كانت".

ويؤكد صعب أن "الاتحاد والبلدية يواصلان تأمين المساعدات الغذائية والإنسانية وغيرها للنازحين ضمن الإمكانات المتوافرة بالتعاون بعض الجهات المانحة، في وقت يزداد عددهم يوماً بعد يوم، ما شكل عبئاً بتنا نرزح تحته، لذلك نحن نطلب من الجهات المانحة المحلية والدولية تعزيز دورها وتكثيف المساعدات لهؤلاء النازحين لأن هذا الموضوع إنساني بامتياز".

عبدالله

ويلفت منسق عام تيار "المستقبل" في حاصبيا ومرجعيون عبدالله عبدالله الى أنه "ليس جديداً على منطقة العرقوب أن تنتصر لأهلها وللقضايا الوطنية، ففي عامي 67 و73 كانت شبعا ملاذاً وممراً لعناصر القوات السورية التي قاتلت في أهم محطتين من تاريخ الأمة العربية، وما نتذكره أن أولئك الجنود الذين وصلوا الى شبعا عام 67 كانت تملأهم الحسرة، فهم كانوا في عز المعركة عندما سمعوا أن القيادة في الداخل أعلنت انتهاء المعارك، وكان الرئيس حافط الأسد في حينها وزيراً للدفاع.

أضاف: "واليوم، عندما تستقبل شبعا والعرقوب الأهالي من القرى المجاورة، من بيت جن وجباتا الخشب وغيرها من القرى السورية، يلجأون اليها، ليس خوفاً واحتساباً من العدو الإسرائيلي، بل ممن يُفترض أنه مسؤول عن أمنهم وأمن عيالهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، فهذا ليس جديداً على هذه المنطقة بكل أهلها".

ويلفت عبدالله الى "أننا نسمع بعض الأصوات أمثال المدعو وئام وهاب وغيره وبعض وسائل الإعلام التي تحاول اللحاق بهؤلاء الذين التحفوا السماء وضاقت بهم الأرض على وسعها، ففروا لا يلوون على شيء إلا أرواحهم، برجاء الغيرة والحمية والنخوة التي تربينا عليها، هذه الأصوات كنا نتمنى أن نسمعها وهي تبلسم آلام وجراح هؤلاء النازحين، وليس إلصاق التهم بهم والتجديف بما يؤمنون".

أضاف عبدالله: "لقد كنا في تيار "المستقبل" في شبعا والعرقوب أول من بادر الى تبني احتضان الأهل القادمين من سوريا، وفق الرؤية نفسها التي استقبلت فيها أفراد القوات السورية عام 67، ولأننا في تيار "المستقبل" ندرك أن المتربصين بالماء العكر لا يتركون شاردة وواردة إلا ويلجأون اليها للتخريب وتسييس ما هو إنساني وتجهيل ما هو الأساس، لذلك، عملنا بالعلن، بالتعاون مع القوى العسكرية والأمنية، على اختلافها، والأجهزة الأمنية على تنوعها، كي لا نترك مجالاً لأي متربص بعملنا وبالأهل النازحين، الذين نتمنى لهم العودة بكرامة الى ديارهم وأرزاقهم، أما نحن فلا نرجو جزاء ولا شكوراً، وحسبنا في ذلك رضى الضمير والمبادئ التي آمنا بها ونعمل بوحيها، والتي علمنا إياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسار عليها الرئيس سعد الحريري".

ويتابع عبدالله: "أما الذين في قلوبهم غل وفي عيونهم غل، فليس جديداً عليهم توزيع الاتهامات في كل الاتجاهات، وصولاً الى إلصاق تهمة الانتماء الى "جبهة النصرة" وغيرها، وكأن المراد بذلك، تهجير جديد للمهجرين والنازحين ودفعهم الى الكفر بكل ما هو إنساني ووطني"، مؤكداً أن "العرقوب، وتيار "المستقبل" فيه، لا يمكن إلا أن يتعاملوا بشفافية مع النازحين من أرضهم، وكما كانت الأبواب مفتوحة للعون والمساعدة فهي مفتوحة أيضاً لكل الساعين الى معرفة الحقيقة وليس التجني عليها".

علوان

ويشدد وكيل داخلية حاصبيا ومرجعيون في الحزب التقدمي الاشتراكي شفيق علوان "أن مسؤوليتنا رعاية وحماية النازحين السوريين الذين يتركون منازلهم قسراً، ولا نقبل أن يتحول الصراع في سوريا الى الأراضي اللبنانية خصوصاً في حاصبيا والعرقوب".

ويؤكد : "إننا لم نر أي مظاهر تدل على محاولة نقل المعركة الى هذه المنطقة أو استعمالها نقطة انطلاق للعمليات العسكرية في سوريا، ولكن هناك بعض الأقلام والتصريحات المشبوهة هدفها إثارة الفتنة بين أبناء المنطقة من جهة والنازحين المدنيين العزل من جهة أخرى والذين أتوا طلباً للحماية والأمان".

العرقوب ـ عمر يحيى


تعليقات: