صانعة السبحة

 فصح مجيد للجميع
فصح مجيد للجميع


جلس على مقعد خشبي إلى جانبها يتأمل تجاعيد أناملها السبعينية وهي تضع الخرزة الأخيرة في مسبحته. إنها المسبحة العاشرة التي صنعتها له. من خلال خرازات سبّحاتها تمازجت تسابيح أنامله بتسابيح أناملها.

هي جمّلت الخرز في مسبحته، وهو جعل خرازاتها ناطقة مسبّحة بسبحان الله وبحمده.

إلتفتت إليه، وبعذوبة صوتها السبعيني، نطقت مع الإبتسامة، ولدي، "هذة المسبحة العاشرة التي أصنعها لك. وأشكر الرب أنك تسبّح وتحمد الله وتكبّره من خلال خرازات سبّحاتِ" ... "أتعلم يا ولدي إنني في كل خرزة أضعها في تصنيع سبَحاتك، أسبّح الله وأحمده؟" ... تبسم هو. إنه يعلم. لقد شاهد تمتمتها وهي تصنّع هذة المسبحة وشعر بطهارة وجودها في سبّحاتها الأخرى.

محظوظ هو بوجودها. ومباركة هي بجعل ألسنة العباد تسبّح بسبحان الله وحمده وتهليله وتمجيده بما صنعت.

بعيون الطفل الحنون الذي أخيراً وجد لعبته أخذ المسبحة منها وشكرها. وكالعادة لم تأخذ ثمنها. أخذها بفرح. سيرد جميلها كالعادة. قبّل المسبحة مرشداً لها إنه يقبّل يديها إحتراماً وتقديراً لها ولمجهودها. تبسمت.

"الله الحامي. الله معك،" قال لها، وضع يده على صدره إحتراماً لها.

نهضت، تتأمله، تعانقه بعطف نظارتها.

الله معك يا ولدي.

ومحمّد وأليسوع معك.

الرب معك. والعذرة تحفظك.

خرج وينظر إليها مدبراً، يردد، وعليها السلام. وعليها السلام.

إنها جارته المسيحية.

فصح مجيد لكم جميعاً.

..

* ابراهيم

تعليقات: