«بعورة» البطاطا مصدر رزق الأطفال النازحين

«بعورة»  البطاطا مصدر رزق الأطفال النازحين
«بعورة» البطاطا مصدر رزق الأطفال النازحين


مرجعيون ـ

يقف محمود محمد علي وابن عمه، من ريف حلب، الى جانب الطريق الرئيسي لإبل السقي- قضاء مرجعيون وامامهما كيس مليء بحبات البطاطا الصغيرة، زنته نحو عشرة كيلوغرامات بسعر الفي ليرة حسبما يقول محمود ابن الثماني سنوات: "يا بلاش ارخص من كيس بطاطا تشيبس"، بانتظار من يشتري ما عفّروه من حقل البطاطا الملاصق لمنازلهم التي بنوها من بعض الواح الخشب والنايلون علّها تقيهم برد الشتاء وامطاره التي تجتاح منازلهم بين الحين والآخر.

الطفلان عينة من السوريين الذين لم يكن لهم من النزوح والهرب من بطش نظام الأسد الا ان يكبروا قبل اوانهم ويشاركوا العائلة بعضا من الهمّ والمسؤولية في تحصيل لقمة عيش مجبولة بالتراب والعرق، عوضا من ان يكونوا على مقاعد الدراسة لتحصيل علومهم اسوة بغيرهم من اطفال العالم.

يأتي عمه ابو خالد وزوجته ليوجها اللوم والعتب على المعنيين لعدم المساعدة وتقديم العون لهم في هذه الظروف القاسية التي يعيشونها خاصة ايام الشتاء، فيعتبر ابو خالد ان "لا احد يسأل عن قتل الناس في سوريا فكيف يسألون عنا، لقد نزحنا الى لبنان منذ اربعة اشهر تقريبا ولم نسمع سوى الكلام والوعود، حيث لم تصلنا الا حصة غذائية واحدة، لذلك تسعى العائلة من صغيرها الى كبيرها لتأمين لقمة العيش"، خاتما بالقول: " ان شاء الله يكون هذا العام الجديد عام العودة الى ديارنا".

وتؤكد زوجته ام خالد ان "كل شيء نجمعه من الأرض حتى نأكل، من تعفير البطاطا الى بعورة الزيتون والهندبة والخبيزي وقرص العنّة وغيرها من انواع السليقا"، تضيف ام خالد: "للتدفئة ما إلنا غير الحطب والأغصان اليابسة التي نلتقطها من جوانب الطرق والحقول، لدرجة لا نشعل وجاق التدفئة الا في المساء كي يكفينا ما نجمعه لهذا الشتاء".

تعليقات: