سَألَت بِغُنْجٍ و دَلال :" أَحَقاً تُحِبُني ... ؟ "
قُلت : " سَأصيغُ لَكِ رَدّي كَما تَشائي و أُريد ... "
لو أَنَّي ارْتَدَدْتُ في أصْلِ الأنْواعِ إلى قِرْدِ دارْوين العَتيد
ثم دَبَبْتُ دَبّاً مِن جَديد
فَشَهِقْني رَحْمُ أُمّي و ما كُنْتُ وَليد
لو أنّي انْتَقَلْتُ , بِقِدْرَتِهِ , إلى عالَمِ الروحِ الفَريد
وتَعَلَّمْتُ , بِمَشيئَتْهِ , مِنَ الأسْماءِ العَديد
ثم
جَالَسْتُ الملائِكَةِ والجِنِّ و إبْليسُ المريد
لو أنّي جادَلْتُهُ , سِلْمياً طَبْعاً , في القَصْدِ و الإثْباتِ و الفِعْلِ العَنيد
لو أنّي باحَثْتُهُم في الأصْلِ و الفَصْلِ وبِكُلِّ مُسْهَبٍ وافٍ و مُخْتَصَرٍ مُفيد
ثم
لو تَوافَقْنا , و كانَ ما شاءَ مِن كَوْنٍ جَديد
فَكانَ خَلْقٌ ... و إنْسٌ ... و فِرْدَوْسٌ رَغيد
لو أنّي خُيّرتُ مُجَدَّداً بين هَواكِ ... و الوَعْدُ الوَعيد
لَنَهَشْتُ حَتْماً تِلْكَ التُفّاحَة بِفَكٍ مِن حَديد ...
فَقَهْقَهَت بِجَذَلٍ و راحَة و قالَت : " كَفى مُراوَغَة ... قُمْ آتِني بالعَقْد الذي أُريد ... "
..
أُحْمٍ ...
..
لقد أكَلْتُ التُفاحَة ... مِن جَديد
***
تعليقات: