الطبيبة منى كنج تدفع الفدية على طريق المطار والخاطفــون أحــرار

 الطبيبة منى كنج في منزل أهلها بعد إطلاق سراحها مساء أمس (مصطفى جمال الدين )
الطبيبة منى كنج في منزل أهلها بعد إطلاق سراحها مساء أمس (مصطفى جمال الدين )


عند طريق المطار، وتحديداً قرب «مستشفى الرسول»، أطلق الخاطفون سراح الطبيبة منى كنج (31 عاماً) ليل أمس، بعد مرور ثلاثة أيام على اختطافها من منزلها في المشرف في عملية خطف بوليسية، نفذها ثلاثة أشقاء من عائلة ا. بغية الحصول على فدية مالية، وأشرف على تنفيذها المسجون في رومية محمد .ف. ا. من داخل زنزانته!

وجرياً على العادة، لم تعرف القوى الأمنية بخبر إطلاق السراح إلا بعدما أصبحت الطبيبة حرّة، فيما لاذ الخاطفون بالفرار. ومن طريق المطار، انتقلت الطبيبة المحررة إلى منزل ذويها في الضاحية، محاولة قدر الإمكان عدم تعرّف وسائل الإعلام إلى مكانها.

وفيما أشار مصدر أمني إلى أن العائلة «دفعت فدية مالية للخاطفين، لكننا لم نتحقق من قيمتها، علماً أن الخاطفين وصلوا إلى مبلغ ثلاثمئة ألف دولار»، رفضت كنج الإجابة عن السؤال لـ«السفير»، مؤكدة أن الخاطفين لم يخرجوا بها من الضاحية، وأطلقوا سراحها عند طريق المطار.

وكشف مصدر أمني واسع الاطلاع لـ«السفير»، عن اضطلاع المسجون في رومية محمد ف.ا. (لبناني) في اختطاف كنج. وكانت «السفير» أمس قد أوردت احتمال تورط محمد، الملقب بـ«زعيم تجارة الخطف»، في العملية.

وقبل إطلاق سراحها، كان قد برز تطوّر على عملية الخطف، إذ قال مصدر أمني لـ«السفير» إن الجيش أوقف زوجة ناطور منزل المخطوفة، وهي وزوجها متهمان بالتعاون مع الخاطفين الثلاثة. وتأكد أمس أنها شقيقتهم.

وكان الخاطفون يطالبون زوج الطبيبة، علي شرف الدين، بفدية مالية قيمتها ستمئة ألف دولار، ثم تم خفضها ليل أمس الأول إلى ثلاثمئة ألف دولار. وعلمت «السفير» بأن أحد الخاطفين الثلاثة اتصل ليل أمس بشرف الدين، وقال له: «إما أن يُطلق سراح شقيقتي ومعها الفدية المالية، وإما تستلم زوجتك مقتولة!».

وبينما تردد أن الخاطفين أصبحوا في بلدتهم بريتال قبل إطلاق سراح كنج، أكد مصدر أمني أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الخاطف بشرف الدين مصدره منطقة الكفاءات في الضاحية، لافتاً إلى أن تنقلات الخاطفين شملت الكفاءات ومحيطها.

وأشارت معلومات أمنية موثوقة، إلى أن أحد الخاطفين الثلاثة كان عنصراً في قوى الأمن الداخلي، لكنه طُرد من السلك لأسباب مسلكية. ووفق مصادر أمنية مطّلعة، فإن الخاطفين أصبحوا مكشوفين لجهة الأسماء، تماماً كما كان يحدث في عمليات الخطف بقاعاً، التي كانت تذيّل ببصمات محمد ف.ا.

وأكد مصدر أمني أن تورّط محمد.ف.ا. في عملية الخطف، يدلّ على خطورة الوضع الأمني الاجتماعي الذي وصلت إليه البلاد، إذ «كنا نتباهى سابقاً أن مستوى الجريمة في لبنان بخير، مقارنة بدول أميركا اللاتينية، لكننا اليوم أصبحنا نقترب من رأس القائمة، فكيف إذا كان الخاطف ينفذ جرائمه من السجن؟!».

وعملت جهتان حزبيتان على الضغط في اتجاه إطلاق سراح المخطوفة أمس، فيما كان الجيش و«فرع المعلومات» يحاولان توقيف الخاطفين.

وعلى الرغم من أن اختطاف كنج يعدّ المرة الأولى التي يقوم فيها «خاطفو الفدية المالية» باستهداف امرأة، إلا أنها أثارت سخطاً كبيراً لدى الرأي العام.

بذلك، فإن القوى الأمنية، مجتمعة، كانت أمام تحدٍّ حتّم عليها توقيف المطلوبين وليس إطلاق سراح المخطوفة فحسب، كما جرت العادة اللبنانية - الأمنية: اقتصر دورها، في غالبية عمليات الخطف، على تهنئة المخطوف المحرر!

لكن، ما يبعث على السخرية، سؤال: ماذا لو تم فعلاً، في الأيام المقبلة، القبض على الجهة المنفذة؟ ما هي الضمانة بأنهم، أسوة بمشغلهم من رومية، لن يستكملوا عمليات الخطف، تخطيطاً وإشرافاً، من داخل السجن؟

يذكر أن شرف الدين يملك شركة تصوير وطباعة في بيروت، وهو ميسور الحال، فيما تعمل زوجته في جراحة العيون. ومرّ على زواجهما نحو أربعة أشهر. تجدر الإشارة إلى أن هدف الخاطفين هو الفدية المالية فحسب، خلافاً لما تردد عن وجود خلافات بين الخاطفين وشرف الدين، إذ إنه وزوجته لا يعرفان أحداً من عائلة ا.، إلا زوجة الناطور!

جعفر العطار

خبر سابق: "أول عملية خطف تستهدف امرأة: الرأس المدبر يحرك المجموعة من السجن"

تعليقات: