مشيئة الله... ووعي العبد


في مقالة السيد علي عبد الحسن مهدي، تطرق الكاتب لموضوع محل جدل في كثير من النقاشات، وخاصة في المجتمعات التي يكون فيها منسوب الوعي الديني منخفض نسبياً.

فعلى سبيل المثال ونتيجة للجهل في فهم وإدراك معنى عبارة "مشيئة الله" ، فإن الكثير منا يقوم بتجميد عقولهم ،، وانتظار النتائج الإيجابية لهذا الأداء السلبي، وتحميل "مشيئة الله" فشلهم وكسلهم، وجهلهم.

هنا أود أن اطرح عدة أسئلة:

- لماذا وهبنا الله العقل؟

- وما الفرق بيننا وبين باقي المخلوقات؟.

- ولماذا كان أهلنا دائماً يرددون "العقل زينة"، أين مقولة إعقل وتوكل،، أين ،، "قل اعملوا فسيرى الله عملكم" ،،، وأين " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ".

إذن يجب الأخذ بالأسباب المطلوبة مني مثل السعي،، وحسن التخطيط،، وطلب المشورة من أصحاب الشأن، واعتماد القلب حقاً وصدقاً بالتوكل على الله لإتمام هذه الأسباب،، فلا يجوز ترك هذه الأسباب والاكتفاء بالتوكل فهو مخالف لما أمرنا به الله ورسوله. كما أمرنا أن نحمد الله بالسراء والضراء ونتقبل كل النتائج المترتبة على أفعالنا أو ما يواجهنا في الحياة، تيقناً منا بأننا بذلنا ما في وسعنا لإتباع الطرق السليمة والشرعية والتي يرضاها الله، وبعد ذلك تكون مشيئة الله.

أما بالنسبة لسيد الشهداء الحسين عليه السلام، نعم إن الله هو الذي كتب ما سيحدث في واقعة الطف، وكان بمقدوره أن لا يخلق يزيد، أو يخسف به الأرض هو وكل تلك الشجرة الملعونة، كما بإمكانه عز وجل أن ينقذ الحسين عليه من الموت وينصره بالمعني الجسدي على يزيد، علماً بأن الله عز وجل عرض على الحسين عليه السلام بالنصرة والمدد من السماء، ولكن الحسين عليه السلام اختار الشهادة، وأن يقدم لنا أروع الدروس في التضحية والإيثار والثبات ورفض الذل، وغيرها وغيرها من القيم والصور الإنسانية، التي لا تليق إلا به على وجه الأرض، فأصبح خالداً في كل الأزمنة، فخلود عاشوراء ما كانت لتكون لو لم يكن بطلها الحسين عليه السلام، فبالحسين بقي الإسلام الحق خالداً.

مقالة السيد علي عبد الحسن مهدي "مشيئة الله أم ماذا؟"

تعليقات: