الهروب


فليسامحني أبناء جيلي وكل من عايش فترة الثمانينات وما قبلها.

شعب مسحوق يدفع الضرائب دون الحصول على الخدمات حتّى البسيطة.

لعبت العاطفة الدور الأكبر فيما أسميناه الوعي وكيفية العمل على تحسين

الأوضاع دون تخطيط.

كنا نحرس أطراف الخيام بسلاح خالٍ من الذخيرة ومّمن ؟ لا نعرف.

علماً أننا لا نحسن إستعمال هذا السلاح.

وترتفع شعارات التأييد وشعارات التنديد ضد من؟ ومع من؟

والكثير منّا يعي اليوم أنّ كافة الشعارات تحوّلت إلى آلات هدم

لبيوتنا وخراب قرانا.

وكان الهروب الكبير المدمّر الّذي دفعنا ثمنه: التهجير والغربة

والقهر والدموع.

الهروب

ليش طير الباز البيحب الأعالي مات؟       والزرزور عايش لا تسألوني

أنا بقيت عد كم طاووس هربوا       وتركوا ريشات بتنادي إحملوني

كل واحد حجمو صغّرو من الخوف       وبظل إصبعو تخبّى ودنّس حنوني

الإنسان بفكرو رمز الشرف       ليش كل واحد قال:يا رجليّي عينوني؟

تاري أفكارهم والدولار شركة       حطّموا وشرّدوا ضيعة بأهاليها مصوني

حملوا سلاحهم والفكر شارد       السلامة غنيمة يا أهل بيتي إعذروني

هربوا وتركوا الام الحنونة تقول:       الأرض غالية حذاري لا تهجروني

سمعنا رصاص بعد ما خلصوا القنابل       وأرض الخيام تقول اُوعا تتركوني

الأرض إللي ما حماها أهلها       مش كثير إذا بتقتلها العفوني

وقبل نص الليل بساعتين سمعتها       بتصرخ والدم ينزف لا تفضحوني

أناضيعة بصدق رح تبكي بنيها       إذاتشردوا عودتهم مستحيلة صدقوني

أنا الغنية بمرج وعيون أرضي       الطمع فيّ وبعد اليوم صعبي تقشعوني

سكنوا بيروت وسواحل طويلة       وكل شهر إشحذوا إعاشات ومعوني

فكروا شوي قبل ما يفوت الأوان       حطموا إغتالوا قبل ما تخسروني

إللي دنّس كرامتة عا أرض جدّو       يعلّق حبل ويقول :يا شرفا إشنقوني

سامحوني:1981

تعليقات: