مؤسسة عامل الدولية في صور أقامت حفلها السنوي

الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور
الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور


الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور

أقامت مؤسسة عامل حفلها السنوي الرابع عشر لفرع صور – البازورية في منتزه القلعة بحضور رئيسها الدكتور كامل مهنا، وأعضاء الهيئة الإدارية الدكتور درويش شغري، أحمد عبود، نبيل مشموشي، زكي طه، وبمشاركة قائمقام صور حسن عبيدي والقائمقام السابق حسين قبلان وممثل الصليب الأحمر الدولي رياض دبوق والشؤون الإنسانية في اليونيفيل فيليب باري وعن مدير إدارة التبغ والتنباك والمنظمات الفلسطينية ورؤساء البلديات ومخاتير المنطقة وحشد من فعاليات المنطقة.

ولقد تحدث الأستاذ أحمد عبود عن نشاطات "عامل"، ثم الكلمة التالية للمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان ورئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا:

Download the original attachment



كلمة رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، الدكتور كامل مهنا، في حفل عشاء فرعي صور والبازورية في مطعم القلعة – صور، في 1 أيلول 2012

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،

نجتمع اليوم مجدداً، للسنة الرابعة عشر، في هذه الحفلة التي باتت تقليداً تحرص على إحيائه مؤسسة عامل في كل عام لدعم مشاريعها الصحية والاجتماعية والتنموية في منطقة صور - البازورية من جهة، ولكي تجدد لقاءها بأصدقائها الأوفياء الذين يزداد عددهم سنة بعد سنة، والذين رافقوا عامل في مسيرتها، ولولاهم لما تمكنت من مواجهة الصعاب بمختلف الوسائل لكي تستمر، ولكي يبقى نهجها كمؤسسة مدنية ملتزمة بالمواطن – الإنسان بمعزل عن الخيارات السياسية والثقافية.

إن "مؤسسة عامل" تعمل حالياً عبر 23 مركزاً تعني باللبنانيين من كافة الفئات وبالعراقيين والسودانيين والفلسطينيين والسوريين ... الخ، في ظل فشل السلطات المتلاحقة في إيجاد آلية لاستيعاب سكان الأطراف وإدخال ناسها في الدولة كمواطنين مساوين لغيرهم، إذ أن قدر سكان الأطراف ومنذ إعلان "لبنان الكبير" عام 1920 من الجنوب إلى الشمال إلى البقاع إلى إقليم الخروب والشوف بالإضافة إلى أحزمة البؤس المنتشرة حول العاصمة وكأنها خارج الوطن والتعامل معها "كخزان بشري" للاستخدام عند الحاجة.

وبالتالي فإن تواجد عدة مراكز لمؤسسة عامل في الجنوب وفي منطقة في منطقة صور-البازورية تحديداً يهدف إلى مؤازرة الناس في أوضاعهم المعيشية الصعبة والسعي لإيجاد سبلٍ لمواجهتها، فالجنوب عانى تاريخياً ولايزال من سياسات الحرمان المتواصلة، كما عانى أبناءه من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي ما زال خطرها قائماً، فالاستقرار السياسي والأمني النسبي، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى حالة متفجرة. وإن لبنان وباقي المنطقة تبقى رهينة القلاقل ما لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في منطقتنا.

أيها الأخوة والأخوات

في منطقة صور – البازورية، تتضمن مركزين رئيسيين لمؤسسة عامل من أصل ثلاثة وعشرين مركزا" منتشرة على الأراضي اللبنانية وهي:

1. مركز صور الصحي الاجتماعي التنموي الذي زودناه مؤخرا" بجهاز بانوراميك لتصوير الفكين، ومختبر تحاليل طبية، وجهاز تصوير صوتي (Echoghraphie)

2. مركز البازورية الذي أعيد تأهيله وزود بجهاز بانوراميك لتصوير الفكين وجهاز تصوير شعاعي (ماموغرافي) وعيادة أسنان ومختبر تحاليل طبية وقاعة للمعلوماتية.

أيها الأخوة والأخوات

إن "عامل"، المؤسسة الإنمائية الوطنية، تسعى من خلال إنجازاتها، وما تخطط له من مشاريع، إلى تجديد ذاتها وتفعيل دورها، بما يحقق "خدمات أكثر بكلفة أقل"، وفقاً لشعارها الذي تلتزم به وتعتمده نهجاً من احتضان الذين عانوا القهر ودورات الاحتلال الصهيوني. هذا ما ترنو إليه وتبني سياساتها على هذا الأساس، وليست تتوخى ثمناً أكثر من إسعاد الناس، واستردادهم من حالة القلق والضياع، إلى حالة المواطنة واتخاذ دورهم الفاعل في المجتمع.

إن آخر مشاريع المؤسسة إنجاز مراكز الدعم للاجئين في مناطق حارة حريك، عين الرمانة والشياح وبرنامج صحي اجتماعي تربوي إغاثي للأخوة والأخوات النازحين السوريين في مراكز عامل في العين وعرسال وكامد اللوز في البقاع وفي كافة مراكز المؤسسة في لبنان، وذلك بالتعاون مع جمعيات ومنظمات دولية. والهدف منها تمكين الشباب والنساء والأطفال اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والسوريين عبر التعليم غير الرسمي والعناية النفسية والاجتماعية لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وإنجاز مشروع تعاونية زراعية لإنتاج الصابون للنساء في بلدة ابل السقي، و"بيت عامل لحقوق الإنسان" وإقامة مدرسة صيفية حول القانون الدولي..

لهذا نحاول في مؤسسة عامل أن نلعب دور "المحرك" في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف وبمساهمات رمزية من الأهالي ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها ومن ثم إلى تعزيز ثقافة الحقوق، وإشراك المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية.

أيها الأخوة والأخوات

يسود في لبنان لعبة سمجة تقف خلف منطق تسييس الأمور كافة في لبنان، فالعمالة للعدو يتم التعامل معها كقضية سياسية، وبناء سد مائي، أو إقامة مصنع يعيل الناس بشرف من دون الحاجة إلى منطق الصدقة، أو قبول أبناء الريف المهمل النزول إلى بيروت للعيش في أحياء مزرية دون الاستعداد للضغط على من تناوب على تمثيلهم السياسي والنيابي، من أجل تحصيل مشاريع تمولها الدولة، على أن يكون فيها ما يقيهم شر البرد، من دون الحاجة الى انتظار المساعدة بصرف بونات للمازوت، أو التفاخر بالأبنية الجميلة الكبيرة ومدارس ليس فيها تلامذة، وليس فيها ما يكفي من الأساتذة، ومستشفيات لا تستقبل مريضا" أصيب بعارض قرب بابها، او حال بعض المناطق التي تعاني أكثر مظاهر الفوضى الاجتماعية في تاريخ أهلها، او حال جمع غير قليل من الشباب الذي يلهث وراء قياداته الطائفية، حيث انتقل التسييس الجاري من قبل القابضين على روح البلاد إلى أنصارهم، فلم يبق على حد أدنى من منظومة القيم التي يمكن للمواطنين تقاسمها مثل لقمة عيشهم المرّة، إن المشكلة هي في كون التلاشي يمنع على اي احد ان يفكر في القدرة على إنتاج بديل، وكأننا تقول للناس، ارتكبوا ما شئتم من الكبائر، فاللعبة السمجة مستمرة في منطق تسييس كافة الأمور في لبنان .

أيها الأخوة والأخوات

إن لبنان يواجه حاليا"، من جملة ما يواجهه، تحديا" مزدوجا": الأزمة الاقتصادية الاجتماعية الخانقة من ناحية، وتحديات تهديد السلم الأهلي من ناحية ثانية. إننا في بنى المجتمع المدني نرى أن المشكلة الأساسية التي تسهم في تردي الأوضاع على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وفي تفكيك النسيج الاجتماعي اللبناني وإضعاف قدرات المجتمع على التأثير في القرار والدفع باتجاه الخروج من الأزمة، تكمن في مناخ التصادم بين مكوناته، وإلى غياب الآليات الحوارية التي تتيح إيجاد مخارج سليمة ومقبولة للمصالح المتعارضة، دون تغليب كامل لطرف على آخر، فالتحدي يكمن في كيفية:

1. وضع إستراتيجية للتنمية تتضمن إطلاق برنامج تنمية ريفية متكاملة. فالحكومة مطالبة بإطلاق هذا البرنامج والذي يهدف إلى خلق اقتصاديات محلية مستدامة من خلال إنشاء مجالس الأقضية التي نص عليها اتفاق الطائف، أي مأسسة المشاركة المحلية من خلال لجان تمثل السكان، إضافة إلى المشاركة النسوية. كذلك إنشاء "مناطق العناية البيئية" والتي تمثل أطراً للتنمية صديقة للطبيعة وتتشكل بالتشارك مع البلديات.

2. تأمين شراكة حقيقية بين "الدولة والقطاعين الخاص والأهلي". إن ما نهدف إليه من دعوتنا إلى هذه الشراكة بين قوى المجتمع في مواقفها المتعددة هو اعتماد خطوات نحو بناء إجماع وطني حول فلسفة التنمية الشاملة في لبنان وصياغة عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع، شريطة صياغة سياسات تمكّن من الربط بين النمو الاقتصادي وبين التنمية الاجتماعية في ظل إدارة ذكية لهذه السياسات.

وفي ظل هذه الأوضاع، لم تقم الحكومة بإعطاء الملفات المعيشية أولوية قسوة كما ورد في البيان الوزاري. لذا فمن حقنا مطالبتها بالاهتمام بأولويات الناس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وبوضع استراتيجية شاملة للتنمية مع ضرورة إدماج مفهوم التنمية المستدامة في كل نواحي الحياة وكل المشاريع العامة والخاصة للتنمية وفي آفاق المجتمع المدني ووسائط الإعلام. وفي الإطار نفسه نطالب المجالس البلدية بالعمل على توجيه المجالس البلدية نحو البرامج التنموية التي تساهم فعلاً بتنمية مجتمعاتهم المحلية، كما ندعوهم للتعاون الوثيق مع البلديات والوزارات المعنية والمنظمات الدولية من أجل إيجاد حلول جدية للمسائل الاجتماعية الملحة التي تعاني منها مناطقهم.

أيها الإخوة والأخوات

رغم مرور سنوات طويلة على بدء مسيرة السلم الأهلي، بالإضافة إلى إنجازات المقاومة في الذكرى السادسة للعدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وما عرفته من جهود استهدفت إعادة بناء الدولة وترميم النسيج الاجتماعي للبنية اللبنانية بمكوناتها كافة، إن ما نشهده اللحظة من توترات أمنية، وما تعانيه أكثر الفئات والشرائح من تدهور في أوضاعها المعيشية، نطالب مجدداً المسؤولين والقوى السياسية تجنيب لبنان العودة إلى مسلسل النزاعات المسلحة التي خبرنا نتائجها لمدة ستة عشر عاماً.

إن نظامنا السياسي الحالي لم يعد صالحاً لإدارة البلاد واحتواء الأزمات ولا طبعاً للنهوض بلبنان ومعالجة التحديات.

إن اللبنانيين لن يعدموا القدرة على إيجاد نظام سياسي يلاءم أوضاعهم، إذا قبلوا قاعدة المساواة والحرية والشراكة في الخيارات الوطنية ومعالجة النزاعات الطائفية بانفتاح وسائل الاندماج الاجتماعي الوطني، وفتح الآفاق أمام المواطنة، بما هي حقوق متساوية وبما هي حريات.

أن الحاجة باتت ملحة على أن تشارك منظمات المجتمع المدني في النقابات المهنية والعمالية واتحادات المرأة وتجمعات الكتّاب والفنانين والحركات الشبابية... في تبني مشروع تغييري شامل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإسقاط النظام الطائفي القائم على المحسوبيات وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الهدر والفساد وإنجاز الإصلاح الإداري وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي على أساس نظام الدائرة الواحدة والنسبية وفق لائحة مقفلة ترسخ التمثيل الوطني وقانون مدني اختياري للأحوال الشخصية، يساوي بين جميع المواطنين، أي توفير بوصلة، في إطار ربيع الشعوب العربية، حيث بات الحكام يخافون من الشعوب، لإخراج اللبناني من قطيعية الطائفية الى رحاب المواطنة المسؤولة.

وختاماً أجدد الترحيب بكم، أيها الأخوة فمشاركتكم تسعدنا، ونأمل أن تحمل لكم هذه السهرة، جرعة من الفرح، شاكرين حضوركم الدافئ، ومقدرين تحديكم مشقة الطريق.

وشكراً

ألبوم صور الحفل السنوي 2012 لمؤسسة عامل الدولية في صور

الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور
الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور


الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور
الحفل السنوي الرابع عشر لمؤسسة عامل الدولية في صور


تعليقات: