العيد مثقل بالهموم.. أزمات متراكمة وتراجع القدرة الشرائية


حاصبيا ـ

تجول أم محمد، من العرقوب، بين محلات الألبسة، من دون كلل أو ملل، علها تجد الثياب الأرخص والأنسب لأولادها ليتشاركوا بهجة العيد مع أقرانهم، في حين يرافقها زوجها بصمت لأنه يعرف أن العيد عند الأولاد هو ثياب وألعاب جديدة ولا بد من تأمينها مهما غلا ثمنها واياً كانت ظروفه المادية.

هو ذا حال الأهل مع حلول عيد الفطر السعيد الذي يأتي هذا العام محملاً أكثر من غيره من الأعوام السابقة بالهموم والمسؤوليات الجسام على غالبية اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً من الأوضاع الاقتصادية السيئة والأزمات المتراكمة التي تثقل كاهلهم من كهرباء ومياه وتراجع القدرة الشرائية، فبات المواطنون في حيرة من أمرهم في تسيير حياتهم وتلبية حاجياتهم اليومية وما يترافق معها من مناسبات آملين دوماً أن تحمل معها الخير والبركة، إلا أن "حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر" كما يقول أبو حسين، من العرقوب، الذي حاول قدر الإمكان هذا العيد، التخفيف من المصاريف من خلال شراء قطعة واحدة من الألبسة لكل من أبنائه الثلاثة "كي يعيشوا فرحة العيد"، متأملاً أن يحمل معه هذا العيد "الهدوء والاستقرار للبنان واللبنانيين".

أما اصحاب المحال التجارية والألبسة تحديداً، فهم بدورهم يشكون من تردي الأحوال الاقتصادية وتراجع حركة البيع لأكثر من 70 في المئة. فهذا أبو رغيد، صاحب محل عطورات وألبسة، يمضي وقته أمام محله في ابل السقي- قضاء مرجعيون بلعب طاولة الزهر مع صديقه، بانتظار زبائن يطرقون باب محله، مشيراً الى أنه "للأسف هذا العيد حركة البيع هي الأسوأ مقارنة بالأعياد السابقة، ولكن نحن مصرون على فتح أبواب محالنا" محيلاً السبب الى ما يجري في المنطقة لا سيما الأحداث في سوريا "ما ساهم في تراجع الحركة الاقتصادية"، إضافة الى غياب السياح والمصطافين في منطقتي حاصبيا ومرجعيون كما كل لبنان "والذين نعول عليهم كثيراً في فصل الصيف، بحيث لم نر مغترباً أو سائحاً واحداً يبلسم جراحنا". ويلقي أبو رغيد باللائمة على السياسيين في البلد "لأنهم يتلهون في زواريب السياسة الضيقة متناسين هموم المواطن ومشاكله".

أبو سعيد، صاحب محل ألبسة ولادية وألعاب للأطفال في سوق الخان- قضاء حاصبيا، حيث يقام سوق شعبي كل يوم ثلاثاء، يشير الى أن البيع في هذا اليوم كان مقبولاً "ولكن بالعموم هناك تراجع لافت في القدرة الشرائية عند الناس، وكل سنة نقول عسى خيراً. إلا أنه لم يتغير أي شيء فعلي في البلد"، متمنياً على السياسيين العمل على خلق فرص عمل وتحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.

تعليقات: