جمود الأسواق في صيدا هدد أصحاب المحلات بالإفلاس

سوق صيدا خالٍ من المواطنين
سوق صيدا خالٍ من المواطنين


جمود هدد أصحاب المحلات بالإفلاس

الأسواق في صيدا متراجعة أكثر من نصف نسبتها مقارنة مع السنوات الماضية

الآمال معقودة على الأيام المقبلة

تُخفي زينة رمضان الجميلة التي زيّنت في لبنان خلفها الكثير من حكايات الناس ومعاناتهم وأوجاعهم في هذا الشهر الفضيل، إذ لم تدخل إلى منازلهم ما يُبسلم آلامهم من الفقر والفاقة والعوز، ما يُهدد بفرط أولى حلقات التكافل الاجتماعي التي أعتاد عليها اللبنانيون منذ عقود حيث كان الغني يشعر بجوع الفقير ويقدّم له ما يحتاج من مساعدات وصدقات وزكاة، فضلاً عن موائد الرحمن.. هذا كان حال لبنان في السابق حتى اليوم.. فحاله حال لم يعد يقدر المواطن أن يسد جوعه وعائلته..

وما يزيد الطين بللاً في "عاصمة الجنوب" صيدا، وخصوصاً ما يعاينه أهلها من مشاكل لا تعد ولا تحصى أن كان من التقنين القاسي من انقطاع التيار الكهربائي والمياه والغلاء الفاحش الذي لا يرحم أحدا، خصوصاً في شهر رمضان، كذلك إضافة إلى مشاكلها كالاعتصام الذي كان قائماً وإقفال بعض الطرقات في أي لحظة، ومشاكل هنا وهناك، ما أثر على وضعها الاقتصادي بعدما قلت الحركة من الوافدين من خارج المدينة والتجول والتسوق فيها وخاصة أن سوق التجاري في المدينة يعتمد على موسم الأعياد، مما يهدد أصحاب المحلات التجارية بالإفلاس..

"لـواء صيدا والجنوب" جال في أسواق صيدا الخالية تقريباً من المواطنين والتقى أصحاب عدد من المحلات الذين رفعوا صوتهم مطالبين إنصافهم..

جمود..

عبد الله حمدان (صاحب محل الأمير للألبسة الرجالية في صيدا) قال: إن أسباب الجمود في أسواق صيدا تعود إلى الأزمة التي تتعايشها لبنان وسوريا والمناطق المجاورة، ما يؤدي ذلك الى الانعكاس السلبي على البلد، هذا وبالإضافة إلى الاعتصام الذي كان قائما من قبل الشيخ أحمد الأسير، الذي أثر تأثيراً كبيراً على حركة الأسواق التجارية، فالأسواق والمحلات التجارية كانت تعتمد بشكل أساسي على أبناء الجنوب وإقليم الخروب.

وأضاف: لقد تعوّدنا خلال الأعوام الماضية، على نوع ما من الجمود وخصوصا في العشر الأوائل من شهر رمضان الكريم وبسبب الأوضاع في صيدا ما زال الجمود مستمرا مما يؤدي إلى إفلاس العديد من المؤسسات والمحال التجارية وخصوصا الذين تقع على عاتقهم ايجارات المحلات الباهظة الثمن ورواتب الموظفين إضافة إلى فواتير الكهرباء والماء لذلك ينبغي وضع خطة ملائمة لحسم الأمر.

هروب المغتربين

رجاء وهبي (صاحبة محل ألبسة نسائية) قالت: إن مدينة صيدا وسوقها تعيش الآن أتعس أوقات في حياتها، نحن في مدينة صيدا لم نتعوّد أن يمر شهر رمضان علينا من قبل وذلك نظرا للظروف الداخلية والخارجية المحيطة بنا، فالجمود يهدد اغلب المؤسسات التجارية بالمدينة بالإفلاس نظرا للضائقة الاقتصادية التي تواجهنا.

وأكدت "أن الأسواق متراجعة أكثر من نصف نسبتها مقارنة مع السنوات الفائتة، بالإضافة إلى تلك الأزمات السياسية التي تطرأ على البلد، خصوصا على المحيط الصيداوي إن كان من خلال إحراق الإطارات أو من خلال إغلاق الطرقات أو الاعتصامات الموجودة في كل حيز وصوب، فضلا على انقطاع المياه والكهرباء شبه الدائم، مما كان السبب في هروب المغتربين من لبنان والاستثمار في بلد آخر وبالتالي إن المال المغترب الذي ما برح ينعش الأسواق في صيدا وغيرها سيزول خوفا من الأوضاع التي تعصف بهذا البلد.

وأضافت: بعد كل هذه الظروف أجد انه من المستحيل التعويل على السياح لازدهار الاقتصاد والسوق الصيداوي تحديداً، فالضائقة الاقتصادية تزداد يوما بعد يوم هذا بالإضافة إلى الغلاء الفاحش الذي ما فتك يزداد نظراً لغياب المراقبة الحريصة على الأسعار مع الإشارة إلى إن هذا الأمر لا ينطبق على الملبس فقط بل يتعداه إلى المأكل والمشرب أيضا.

من هذا المنطلق, إننا نطالب نواب صيدا وجميع المعنيين والمسؤولين في المدينة بإيجاد حلول قطعية لهذه الأزمة المذلة التي تقض مضاجعنا، كما إننا نتمنى منهم أن يتصرفوا كنواب جديرين بالمسؤولية فنحن لا نرى نشاطاتهم إلا في أوقات الانتخابات.

إفلاس مؤسسات

صاحب محلات "روجيكا" في صيدا فادي الدر قال: السوق في صيدا ضعيف جداً نظراً للتململ الذي يعصف في الأنفس، فكل يوم نسمع خبراً جديداً يهز السوق، بحيث بات الخوف يسيطر على المتسوقين ما يجعلهم يقلقون من النزول إلى صيدا والتسوق فيها، ويفضّلون النزول إلى بيروت أو غيرها من المناطق للتسوق، وبشكل خاص أبناء الجنوب الذين باتوا يخافون مخافة رهيبة من بعض المتواجدين هنا وهناك أو من إغلاق الطرقات، فضلاً عن الاعتصام الذي كان مفتوحاً في الشارع الذي ألقى بثقله على الوضع العام في صيدا، فالمؤسسات التجارية أصبحت قاب قوسين أو أدني من الإفلاس، مع العلم أن هذه المؤسسات قد وضعت ملايين الدولارات بهدف الربح ليأتي شخص ما ويغلق الطريق باعتصام ما قادهم إلى الإفلاس، وكل ذلك بدون أي حسيب أو رقيب، فأي كان بات يستطيع اليوم إغلاق الطرقات، فلا الدولة تساعد ولا جهة تحمي، بل على العكس إن المؤسسة بتراجع مستمر نظرا للمصاريف المترتبة عليها من فواتير مياه وكهرباء واشتراكات باهظة الثمن ناهيك عن رواتب الموظفين.

وأضاف: هذه الأمور تعود إلى الوضع العام السياسي والاجتماعي الذي يعتبر أصلاً من مسؤولية الدولة، وهناك عدة أمثلة حية على هذا الإفلاس, ففي شارع فخر الدين هنا, تم إغلاق 3 محال تجارية بسبب الإفلاس.. هل من يحمي هؤلاء؟

تراجع وحسرة

وبحسرة قال محمد مجذوب (صاحب محل ألبسة أطفال): هناك تراجع كبير في الأسواق التجارية، خصوصا محلات الأطفال, مع العلم أن العيد بأغلبه مخصص لهؤلاء والسبب الأساسي لهذا التراجع هو اعتصام الشيخ أحمد الأسير، الذي كان منشأ خوفهم من الحركات السلفية التي بدأت تعصف بصيدا بغض النظر عن الإضرابات وإغلاق الطرقات المتنقلة التي تحدث كل حين وآخر.

ورأى "أن الاعتصام الذي أقامه الشيخ الأسير هو اعتصام غير مجدي نظراً لاستحالة تحقيق مطالبه، إلا إن الإيجابية التي أحدثها الأسير هي جمع الأضداد, فالهيئات الاقتصادية بالإضافة إلى "تيار المستقبل" و"التنظيم الشعبي الناصري" اتحدوا واتفقوا على الإضراب لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن هناك أسبابا إضافية للجمود منها الكهرباء والمياه والغلاء الفاحش من دون حسيب أو رقيب بالإضافة إلى الأزمة السورية وواقعها المباشر على الأحداث اللبنانية والواقع اللبناني".

رجاء وهبي
رجاء وهبي


تعليقات: