تحـرك شبابـي لإعـادة الحيـاة إلـى الليطانـي

يسبحون في المياه الملوثة في أحد روافد الليطاني («السفير»)
يسبحون في المياه الملوثة في أحد روافد الليطاني («السفير»)


من «الباب الإنساني»، وبطريقة مختلفة عن سابقاتها، اختارت مجموعة من الناشطين البقاعيين إطلاق تحرك شبابي، لإعادة الحياة إلى نبض البقاع وشريانه، أي نهر الليطاني، الذي يحتضر اليوم تحت وطأة النفايات والمواد الكيمائية. تحت شعار «معاً لإنقاذ الليطاني»، أطلق الناشطون برنامج تحركهم في مؤتمر صحافي، عقدوه في «غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع» أمس، تضمن الإعلان عن أربعة مشاريع بيئية تفاعلية، تهدف إلى العمل على حلّ مشاكل النفايات المنزلية والصلبة والزراعية.

وعرض الناشطون تفاصيل المشاريع، التي تشدد على أولوية الحرص على الحياة السليمة والصحة الآمنة، تضاف إليها حملات توعوية، وإرشادية، تؤدي إلى تخفيف الأعباء المالية عند منتجي التلوث والنفايات، التي يمكن أن تشكل مصدراً مالياً، إذا أحسن التعامل معها من خلال الفرز وإعادة التدوير وبالتالي تخفيف حجم النفايات. الحملة تنطلق فعلياً في أيلول المقبل، عبر «درب الليطاني». وهو عبارة عن باص يتنقل بين القرى، بدءا من منبع الليطاني عند نبع العليق شمال البقاع، وصولاً إلى مصبّ النهر عند بحيرة القرعون، الهدف منه وفق الناشط محمد جبارة، توعية بمفهوم جديد، تختلف عن المشاريع التقليدية الأخرى. «ولا يمكن الاكتفاء بلوحات إعلانية موضوعة على الطرق السريعة، لا تستوقف انتباه المارين، أما نحن فاخترنا الباص للدخول إلى القرى مع عرض صور على جوانبه، عن واقع الليطاني الحالي، وبداخله اختصاصيون بيئيون، ستكون لهم محطات توعوية في معظم القرى».

في المؤتمر ركز بلال عرفان، المسؤول عن «مشروع معالجة النفايات الزراعية والحقول التي ترتوي من نهر اليطاني»، على نوعية المياة التي تستعمل للريّ على طول الحقول الزراعية المحاذية للنهر، وعلى مخاطرها، مشيرا إلى «فحوصات مخبرية أكدت وجود 17 في المئة من النترات في مياه الليطاني، علماً أن الحد الأقصى المسموح لا يتجاوز 3 في المئة وفق أرقام منظمات الصحة العالمية». والتخفيف من تلك المخاطر، وفق عرفان، «يكون عبر التوجه مباشرة إلى الحقول الزراعية، والتعاون مع المزارعين لثنيهم عن استعمال المياه الملوثة، وعرض أفلام وثائقية عن المخاطر، ووضعها بتصرفهم ومساعدتهم في الوصول إلى طرق أخرى تكون أقل كلفة مالية على إنتاجهم».

«فرز بالألوان»، هو عنوان «مشروع معالجة النفايات الصلبة المنزلية»، الذي تحدثت عنه تيلدا الصايغ، مشيرة إلى «مجموعة خطوات بدأ بها الناشطون، وتم اختيار بلدة المنصورة كموقع لتنفيذ مشروع فرز بالألوان، الذي يتضمن عملية فرز للنفايات العضوية عن النفايات غير العضوية، مع الاشتراك مع اختصاصيين بيئيين، لنشر ثقافة الفرز، التي يمكن أن تعود بمردود مالي على الأهالي لتشجيعهم على العمل». وتحدث مروان شاهين عن «مشروع لمعالجة النفايات الصناعية»، من خلال ورش عمل مع الصناعيين وأصحاب المصانع، للتوافق على التخفيف من تلك النفايات، مع عرض عواقب النفايات الصناعية، وما تخلفه من أمراض سرطانية ومشاكل صحية متعددة.

تعليقات: