أصبحت احب أنا

وبالوالدين إحسانا
وبالوالدين إحسانا


متأخرة أدركت بأن وجودك هو الأمان

ومكانك الخالي لا يمكن أن يملؤه أي إنسان

قهر.. شوق.. حسرة.. وحرمان

كيف حدث ذلك، لست أدري.. وكيف أدمنت الهذيان

أرحلت فعلاً؟ ..لا أصدق... أم أنك ربما في غير مكان؟

ما اعتقدت يوماُ بأن لا نكون معاً في كل آن

خذلتني اعتقاداتي،،، وخسرت معك الرهان

رحلتِ فجأةً وبكل هدوء بعد حياةٍ صاخبةٍ بكل الألوان

هكذا.. كسرت خاطري وذهبتِ وتركتني هائمة

بلا جذورٍ.. بلا سماءٍ.. بلا أوطان

سواركِ الغالي يعانق معصمي..

كأنك تمسكين بيدي .. يشعرني بالأمان

وساعتك التي أوقفت عقاربها برحيلك الزمان

أعيش فيكِ.. روحك تتقمصني.. أنظر طويلاً لتقاسيم وجهك

أتحسر .. واسترجع شعر نزار قباني ..

"وأعرف أن زمان الحنين انتهى ، ومات الكلام الجميل"

الفرق بيننا يا ست النساء أنكِ رحلتِ،، وفني جسدك الطاهر

ولكن روحك معنا في كل مكان

أما أنا فاشعر بأن روحي معك قد رحلت،

وبقي مني جسدٌ يصارع الفنيان

أنلتقي يوماً ،، هذا حلمي ورجائي،، بأن أجتمع معكٍ في أرفع الجنان

وحتى نلتقي،، وأنا أدرك جيداً ،، بأنك أمٌ ، حتى لو غيبتِ عن المكان

أمي وما أحلاها من كلمة زيَّنت لساني

وعشت معها طويلاً ولم تفارقني منذ قديم الأزمان

أشتاق لكِ كمفارقةٍ منذ قرون،

لكن ذكراك معنا وكأنك هنا الآن

أمي،، لن أسمح للموت أن يفرقنا

وماذا يهمُّني،، بعد يقيني بأنك أنت الأصل في كل مكان

فها هي الأماكن نفسها،، ميتة،، صامتةً ،، لا روح فيها

فأنت كنتِ روحها والوجدان،،

أصبحت بفراقك كفصول السنة في بلادي

مجتمعةٌ فيَّ كلها في آن

فعندما أتذكركِ تزهر في قلبي حدائق الشوق والحنان

فتنهمر أمطار عيوني لتسقي شوقي وغربتي عنك

ثم،، تلسعني حسرةٌ لرؤية وجهك الطاهر،،

فتحملني نسائم الخريف الباهتة إلى حيث ترقدين،،

أود أن أبوح لكٍ بسرٍ يا أمي:

" لقد أصبحت أحب نفسي أكثر من قبل،،،

فإنني قطعة منكِ ،،،

---------------------------

* لروح الوالدة الحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن) بذكرى رحيلها الثالثة والتي تصادف ٥/١٦

سجل التعازي بالمرحومة الحاجة فاطمة حسين هاشم (أم حسين غصن)

تعليقات: